فيليب هاموند: الكرملين يطيل أمد الحرب في سورية من خلال دعم الأسد - It's Over 9000!

فيليب هاموند: الكرملين يطيل أمد الحرب في سورية من خلال دعم الأسد

Independent – ترجمة بلدي نيوز

أطالت الغارات الجوية الروسية من أمد الحرب الدامية في سورية، ولعبت دوراً رئيسياً في أزمة اللاجئين في أوروبا، وقال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، يوم الاثنين، في واحدة من أكثر الاتهامات شدة لسياسة الكرملين في سوريا من قبل وزير في حكومة غربية "لقد ضخ الروس الحياة في جسد نظام الأسد المتهالك، وهذا خبر سيء للجميع، ولذا هم يتحملون مسؤولية إطالة أمد هذا الصراع، إن هذا يبعث الحزن في نفسي لأن كل شيء نقوم به من أجل حل الأزمة يتم تقويضه من قبل الروس".

وكان هاموند تحدث بعد زيارة لمخيم الزعتري في الأردن، حيث ينشد أكثر من 80.000 ألف لاجئ سوري الأمان من الحرب في سورية، وقد سبقت زيارته للأردن عقد مؤتمر المانحين بشأن سورية في وقت لاحق من هذا الاسبوع، حيث سيتم تقديم مساعدات مالية للدول المجاورة لسورية، والتي تقوم بإيواء الملايين من اللاجئين، كما قًدمت اقتراحات لافتتاح أسواق للاتحاد الأوروبي هناك.

فالأمل بأن تعزيز الرفاه الاقتصادي في هذه البلدان سوف يساعد على وقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا الغربية، لكن هاموند قال "منذ التدخل الروسي في سوريا، بعض اللاجئين الذين ربما كانوا يفكرون بالعودة لسورية من هذه المخيمات قد عدلوا عن رأيهم، بل أن هناك موجات جديدة وتدفقات من اللاجئين بسبب ممارسات الروس وضرباتهم الجوية وخاصة في جنوب سورية، على طول الحدود على بعد بضعة كيلومترات من هنا".

ومنذ تدخل فلاديمير بوتين في سوريا تغيرت قواعد اللعبة، فالآن يُنظر إلى موسكو بوصفها عنصراً أساسياً لإيجاد حل للصراع المستمر منذ خمس سنوات، ويقول هاموند "لا يمكن لروسيا الاستمرار في الجلوس على طاولة المفاوضات كراع للعملية السياسية، وفي الوقت نفسه تقوم بقصف المناطق المدنية ومجموعات المعارضة الذين نعتقد أنهم سيكونون العمود الفقري لسورية الجديدة حين يتم إزالة الأسد"، ويضيف هاموند: "لا يمكن للروس أن يكونوا جزءاً من العملية السياسية وهم المحرك والسبب الرئيسي لكوارث عسكرية تحدث على أرض الواقع في سورية".

وأردف وزير الخارجية البريطاني "يقول الروس لنتحدث في العملية السياسية، فيما يقصفون سورية ويدعمون الأسد، ما نحتاجه هو أن يتوقف السياسيون عن القصف في الوقت الذي نجري فيه محادثات السلام وليس العكس".

ويضيف هاموند "إن الغرب ببساطة لا يعرف ما إذا كان بوتين في مرحلة ما، سيكون على استعداد لجعل الرئيس بشار الأسد يتخلى عن السلطة، وهو مطلب المعارضة، ولا أعتقد أنها خطة الزعيم الروسي على المدى الطويل، فالشيء الذي تعلمته من مراقبة بوتين أولاً كوزير دفاع ومن ثم كوزير خارجية، هو أنه لا يهم كم راقبت أفعال الرئيس الروسي، فلا يمكنك التكهن بشيء، هو غامض جداً ولا يمكن توقع ردات أفعاله، ونحن ليس لدينا أي فكرة ما هي خطته، و لا توجد مجالس لمناقشة هذه الأمور فلا أحد يعلم ما يدور برأس بوتين".

هذا وكانت الحكومة البريطانية قد قدمت مليار باوند للمساعدات في البلدان المجاورة لسوريا، وقدم السيد هاموند هذا الأسبوع عرض بـ380.000 ألف باوند لمشروع الشرطة المجتمعية التي يشرف عليها ضباط الشرطة البريطانية السابقين في مخيم الزعتري، والذي يعتبر الآن رابع أكبر مدينة في الأردن.

لكن الأردن تقول أنها بالفعل تستضيف 1.27 مليون لاجئ وتريد بناء مخيمات أكثر جودة مثل الزعتري، فلا يزال هناك أكثر من 20.000 ألف لاجئ سوري مشرد في مناطق صحراوية قريبة من الحدود الأردنية، من دون أي خدمات صحية، صرف صحي أو أي مقومات الحياة، وهم يائسون جداً لمنعهم من دخول الأردن، والتي تسمح لعدد قليل جداً بالدخول لأراضيها.

من جهته، يقول رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور إن "هناك مخاوف أمنية من أولئك اللاجئين الذين يسعون لدخول الأردن"، وأضاف "إننا سوف نوضح في مؤتمر لندن أن الأزمة السورية لم تعد فقط مصدر قلق بسبب اللاجئين ولكن أيضاً باتت عبئًا أمنياً قضية الخلايا النائمة، والمخدرات غير المشروعة والاتجار والإرهاب والتطرف، وتابع: "صحيح أن من واجبنا دعم اللاجئين ولكننا نقوم بذلك نيابة عن العالم أجمع، وخاصة أوروبا".

هذا وقد تحسنت الأوضاع مؤخراً في الزعتري، الذي بني في آب 2012، بعد تقارير سابقة عن الابتزاز وتجارة المخدرات، والاعتداءات الجنسية والدعارة، وقال ستيفن بودي، رقيب متقاعد من إيرلندا الشمالية والذي يعمل مع ضباط الشرطة الأردنية، بأن اقتراح إدخال مراكز الشرطة المتنقلة سيساعد سكان المخيم على الوصول إلى المسؤولين.

وفي مخيم الزعتري يتواجد الآن المدارس الخاصة والعيادات والمساجد، وهناك محلات سوبر ماركت ومطاعم ومحلات أزياء وصالونات التجميل على الطريق الذي يطلق عليه عمال الإغاثة "شارع الشانزليزيه".

ولكن الخوف لدى بعض اللاجئين هو أن يؤسس لوضعهم في البلاد المضيفة كلاجئين، حامد عبد السلام، والذي كان مدرساً في درعا، ووصل إلى الزعتري في عام 2013 مع زوجته وأربعة أطفال، يقول: "لم اكن اعتقد أننا سنمكث هنا لكل هذا الوقت، نحن لا نريد ان ينتهي بنا الأمر كالفلسطينيين، الذين أصبحوا لاجئين لأجيال وأجيال، اعتقدنا لفترة طويلة أن العودة قريبة لسورية، ولكن ذلك لم يحصل، والسنوات تمر ويجب أن نفكر في شيء آخر واختيار ما يجب القيام به".

وبعض السوريين في الأردن قد قاموا بالفعل بهذا الخيار، ففي الصيف الماضي بعد دعوة أنجيلا ميركل الواضحة للاجئين بالقدوم لأوروبا الغربية، غادر حوالي 500 شخص في الأسبوع البلاد بالحافلات متجهين نحو أوروبا عبر تركيا، ولذلك تأمل بريطانيا وحكومات أوروبية اخرى بان تساعد الأردن على تقليل الدوافع التي تدفع اللاجئين السوريين للقيام بهذه الرحلة، ويقول هاموند "لم تعد مشكلة اللاجئين مجرد موضوع تقديم مال للمساعدات، فهناك حاجة مستمرة للبحث عن حلول لأن حجم المشكلة يزداد كل يوم " .

أما عن لغز الكرملين، فأضاف هاموند "سنواصل الضغط على الروس بكل وسيلة ممكنة، وسنحاول إقناعهم أننا في حاجة إلى تنفيذ بعض تدابير بناء الثقة، تقديم الاستجابة الإنسانية للمناطق المتضررة في سورية، وإنهاء قصف المناطق المدنية، وفي نهاية المطاف الحصول على وقف اطلاق النار".

هذا ولم يبدو وزير الخارجية البريطاني مقتنعاً بأن عملية سلام سوف تتحقق في أي وقت قريب.

 

مقالات ذات صلة

تحديد موعد تشغيل مطار دمشق الدولي

إيران تعلن تواصلها مع قادة "العمليات العسكرية" في سوريا

مصدر مقرب من الكرملين "روسيا لا تمتلك خطة لإنقاذ بشار الأسد"

ماذا جاء بالاتصال الهاتفي بين اردوغان وبوتين؟

نظام الأسد يدين دعم الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا بالصواريخ البالستية

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

//