بلدي نيوز – (نجم الدين النجم)
أعلنت عدة فصائل عسكرية ناشطة في إدلب وحماة ومناطق الساحل السوري، وبشكل مفاجئ أمس الاثنين، عن اندماجها في تشكيل عسكري جديد يحمل اسم "الجبهة الوطنية للتحرير".
ويضم التشكيل الجديد 11 فصيلا، وهي "فيلق الشام، وجيش إدلب الحر، والفرقة الساحلية الأولى، والجيش الثاني، والفرقة الساحلية الثانية، وجيش النخبة، والفرقة الأولى مشاة، وجيش النصر، وشهداء الإسلام داريا، ولواء الحرية، والفرقة 23"، بقيادة "فضل الله الحجي" ونائبه المقدم "صهيب ليومش"، ورئيس الأركان الرائد "محمد المنصور".
وأصدرت هذه الفصائل بياناً قالت فيه أن التشكيل الجديد جاء بغية جمع كلمة الفصائل المؤمنة بأهداف الثورة، واستدراكاً للتقصير فيما مضى، مشيرة إلى أنه تم وضع نقاط أساسية كي لا يكون التشكيل منضو تحت جناح أي فصيل سابق.
وأثار هذا التشكيل الجديد أسئلة عدة حول مدى جدوى الاندماج في تشكيل عسكري، وسط التفاهمات السياسية – العسكرية الإقليمية-الدولية في سوريا، والتي أدت بشكل من الأشكال إلى انحسار رقعة المعارك وتراجع حدة المواجهات المباشرة بشكل ملحوظ بين فصائل المعارضة وقوات النظام، خلال الأشهر الماضية.
وفي حين يرى البعض أن هذا التشكيل هو جزء من تفاهمات الدول الإقليمية والدولية المؤثرة في سوريا، يرى البعض الآخر أن الجسم العسكري الجديد جاء تلبية لحاجة ملحة بوجود حامل عسكري جديد منظّم وقوي يمثل الثورة في المواعيد السياسية والعسكرية على حد سواء، في المستقبل القريب.
يقول الكاتب والباحث "معبد الحسون" لبلدي نيوز إن "التوحد الجديد للفصائل ضمن هذا الجسم، يأتي تلبية لطلبات من دول إقليمية مؤثرة، لسد الطريق أمام أي فصيل يعكر صفو التفاهمات المتفق عليها، وليكون ضمانة لسير العمليات العسكرية ضمن الطريق التي وضعته هذه الدول، تجنباً لأي معركة نفوذ جديدة في هذه المرحلة الحساسة من عمر القضية الشعبية السورية".
وأضاف الحسون "لنكن على درجة من الصراحة.. إن قرارات كل فصائل المعارضة وغير المعارضة المتواجدة في سوريا اليوم، مرتبطة بأطراف خارجية، بنسب متفاوتة، وهذا يتماشى مع الخط السياسي العام المتفق عليه دولياً، وبالتالي فإن الاندماج لا يأتي ضمن محاولة لتعويض ما مضى، بل لتجنّب مشاكل مستقبلية محتملة الحدوث في الساحة السورية".
من جانبه، يذهب الناشط "أيهم الأحمد" إلى أن "الاندماج الجديد وإن كان مفاجئاً، إلا أنه يبقى خطوة إيجابية تنفع الثورة ولا تضرها".
ويرى "الأحمد" أن "الحاجة لاندماج الفصائل لم يفت أوانها، فالتوحّد العسكري لا يؤتي اُكله فقط في ميادين العسكرة، بل هو ضرورة حتمية لإيجاد مكاسب جديدة في ميادين السياسة والمؤتمرات والمفاوضات، والسياسة تستند بشكل من الأشكال إلى الوضع الميداني على الأرض".
وأضاف "إن الدول المؤثرة في سوريا منقسمة بين مناصرة نظام الأسد، ومناصرة الثورة الشعبية السورية، والاندماج هو في صالح الثورة لا مُحال، حتى لو جاء تلبية لمطالب من الدول التي تقف بجانب الثورة، ولا أرى ضيراً في ذلك، والثورة بحاجة ماسة اليوم لحلفاء يساندونها".