بلدي نيوز - إدلب (محمد أنس)
رد مجاهد مأمون ديرانية الكاتب السوري المعروف وحفيد الشيخ علي الطنطاوي على الإملاءات الأمريكية الأخيرة لوفد المعارضة السورية الممثل لمؤتمر جنيف بسلسلة من التغريدات أكد فيها على ثوابت الثورة السورية,
وقال ديرانية "أخيراً كشفت أمريكا عن وجهها القبيح الصريح، خبرٌ جيد نعلن منذ اللحظة انتهاء فقرة الحفلة التنكرية والانتقال إلى فقرة اللعب على المكشوف".
وأضاف، "فقد علم شعبنا المصابر أن أمريكا وروسيا عدوان لسوريا وثورتها لا يختلف أحدهما عن الآخر إلا بالأسلوب، وغايتهما معا: بقاء الأسد وتدمير الثورة، لعلنا لم نتعلم كل شيء، لكننا تعلمنا قاعدة القواعد في كتاب الثورات وحفظناها عن ظهر قلب: نصف الثورة انتحار، فلن نقف ثورتنا قبل سقوط النظام".
وأردف الكاتب السوري "نعيد للسيد كيري بضاعته فنقول (يمكنك أن تقود حصاناً إلى الماء، لكن ليس بوسعك أن تجبره على الشرب) نعم، لن نشرب من نبع العبودية بعد اليوم".
ووجه رسالة للأمريكيين قال فيها "لا تتعبوا أنفسكم، لن تستفيدوا من الضغط على الوفد المفاوض، فمن رضخ لضغطكم ستلفظه الثورة، ومن لفظته الثورة لن ينفعكم بقيراط"، بحسب الكاتب ديرانية.
كما وجه رسالة لوفد المفاوضين "نساندكم وندعمكم ما بقيتم أوفياء لثورتنا، فاثبتوا على موقفكم المشرّف ولا تتنازلوا عن شروط بدء التفاوض مهما حصل، لا جلوس على طاولة التفاوض قبل ثلاث: إطلاق المعتقلين والمعتقَلات، ووقف القصف، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة كلها. مَن فاوض قبل ذلك فهو خائن".
وتابع "من يشارك في حكومة وحدة وطنية مع نظام الأسد خائن ساقط للأبد، ولو ارتكب أحدٌ هذه الجريمة فلا يحلمْ بأن يغفرها له الشعب السوري ولو طال الزمن، نشكر للمجلس الإسلامي بيانه الواضح الذي أصدره اليوم، ونأمُل من هيئة التفاوض التزامها به وبوثيقة المبادئ الخمسة التي أصدرها المجلس من قبل".
واستطرد بالقول "هدد كيري بقطع الدعم عن المعارضة المسلحة لو رفضت شروطه المجحفة. أتهددنا لنوقع على صك الاستسلام؟ اقطع ما شئت وصِلْ ما شئت فحبلُنا بالله موصول، قاتَلْنا النظام بدعم وقاتلناه بلا دعم. الدعم من الأسباب التي سخّرها الله لثورتنا، فنأخذه ما نفعَنا ونتركه ما ضرّنا، ونتكل على الله في كل حال، تريد أمريكا إبقاء الأسد وإلزامنا بالاشتراك معه ومع طائفته في حكم سوريا، ويقول أحرار سوريا: كلا ولا كرامة، ولو استمرت ثورتنا ألف عام".
وقال "ما تزال أمريكا عاجزة عن فهم هذا الشعب بعد نصف قرن من العبث بمقدراته والسطو على حريته. لو ظننتم أنكم ستجبرونه على الخضوع لكم فإنكم واهمون، لا تردّوا بالبيانات يا أحرار سوريا، بل فجّروها ثورة جديدة واخرجوا إلى الشوارع بالملايين. قولوا لكيري: لا تعبث بثورتنا، نحن من يضع الشروط".
ونوه إلى أن مشاركة المعارضة في المسار السياسي ليست للرضوخ للضغوط والإملاءات وإنما للضغط وتحصيل المنفعة وتجنب الضرر، وبغير ذلك تحرم في ميزانَي الشرع والثورة، وقال "سنبقى ضمن العملية السياسية التفاوضية لكيلا يحلّ محلنا غيرُنا فيبتّ بمصير ثورتنا ونحن غائبون، ولكن لن نبقى بإذعان واستسلام بل بقوة وتأثير".
وأنهى بالقول "المعركة السياسية جزء من الحرب، وإننا نطالب القوى الثورية كلها بأن تكون صفاً واحداً فيها كما طالبناها بأن تكون صفاً واحداً في الميدان، نعلمُ أن معركة التحرير الحقيقية بدأت الآن، فكل ما سبق تمهيدٌ للوصول إلى هذه اللحظة. وكما ثبتنا في أرض المعركة سنثبت في المفاوضات، المعركة السياسية محتومة، وقد بدأت للتوّ، فإما أن نثبت وننجح بأمر الله، أو نرضخ فتفنَى ثورتنا لا قدّر الله. لن نسمح لهم بإضاعة تضحيات خمس سنين".