بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
تفاقمت ظاهرة انتشار الجرذان في أحياء مدينة دير الزور، الخاضعة حديثاً لسيطرة نظام الأسد وميليشياته، وباتت تؤرق السكان هناك جراء المخاطر التي ترتبط بوجودها.
وبعد عودة العديد من المدنيين إلى منازلهم، عقب سيطرة النظام على كامل المدينة، واجهتهم مشاكل كثيرة أبرزها؛ الغياب الكامل للخدمات، جراء القصف الذي تعرضت له المنطقة على مدار السنوات الخمس الماضية، ما أدى إلى دمار كبير تصل نسبته إلى نحو 90 بالمئة في بعض الأحياء.
وقالت شبكة "فرات بوست" المحلية نقلا عن مصادر من داخل مدينة دير الزور، أن الأحياء التي بقيت خاضعة للنظام غرب المدينة، أو ما يطلق عليها إعلامه اسم "الأحياء المأهولة"، مثل الجورة، القصور، مساكن عياش، بدأت تشهد بدورها حالات انتشار لهذه الجرذان، وإن كانت بشكل أقل بكثير من الأحياء الأخرى المدمرة، وشبه المدمرة مثل الشيخ ياسين، الحميدية، العرضي، الحويقة، الجبيلة، الصناعة.
وأشارت الشبكة إلى أن العديد من الشكاوى وردت إلى مبنى المحافظة في حي الجورة، ومقر بلدية دير الزور التابعة للنظام، دون أي استجابة حتى الآن، رغم الوعود بإيجاد حلول، والتدخل للحد من انتشار الجرذان، والتخفيف من آثارها.
وسجل العديد من الحالات الواردة إلى المراكز الصحية، أو مستشفى المحافظة، بسبب تعرض أصحابها للعض من قبل الجراذين، بحسب المصدر.
وأضافت الشبكة أن العديد من الأطفال الذين يعملون بين الأنقاض، تعرضوا لهجمات من قبل جرادين، خاصة في حيي الجبيلة والصناعة.
ونقل عن مصدر طبي داخل المدينة طلب عدم الكشف عن اسمه، قوله، إن الجثث المتواجدة داخل العديد من أنقاض الأبنية المدمرة في أحياء المدينة، سواء أكانت لمدنيين أم مقاتلين، تعد السبب الأهم الذي أدى إلى انتشار هذا النوع من القوارض، إضافة إلى الغياب الكامل لخدمات التنظيف، وعدم التخلص من الأوساخ والمخلفات المنتشرة بشكل كبير.
والجرذ الذي يصنف من القوارض، وجسمه أكبر حجماً من الفأر، بوزن يصل إلى نصف كيلوغرام، ينقل العديد من الأمراض إلى الإنسان، ومن بينها ما يطلق عليه اسم "حمى عضة الجرذ"، ويتم على الأغلب عن طريق العض، ما يؤدي إلى نقل جراثيم التي ينتج عنها وذمة والتهاب، وقد تصل تأثيراتها إلى الأعضاء الداخلية كالكلي والكبد، ويمكن أن تتنقل الأمراض أيضاً عن طريق الطعام الملوث ببول أو مفرزات القارض.
وفي سياق متصل؛ توفي أكثر من 10 مدنيين خلال الأيام القليلة الماضية، في مخيمات النازحين بريف دير الزور الخاضع لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بسبب تفشّي مرض الكوليرا، والتي بدأت في مخيم سفيرة تحتاني بريف دير الزور الغربي، حيث توجد في المخيم أكثر من 10 إصابات بالمرض.
وكانت المياه هي السبب المتوقع لانتشار الكوليرا، لأنها تنقل بصهاريج كانت تستخدم سابقاً لنقل النفط، ومع ذلك تعاقدت معها منظمة "التدخل المبكر" العاملة داخل هذه المخيمات، ما يشير إلى وجود حالات فساد، وإهمال متعمد لصحة قاطنيها.
وفي مخيم قرية (الزغير)، وثق ثمانية حالات وفاة في وقت تشير مصادر طبية بدورها إلى أن يشتبه بأن الكوليرا هي السبب وراء وفاة النازحين، بسبب وجود أعراضها قبيل الوفاة وأهمها "الإسهال المدمى".