بلدي نيوز - (عمر يوسف)
لا يزال ملف مجزرة كيماوي دوما يراوح مكانه دون أي تطورات ملموسة، في ظل جهود روسية وأخرى لنظام الأسد تسعى لقلب الحقيقة وإجبار الشهود على المجزرة لنفي ما حدث، فيما تتكشف أحداث وتغيب أحداث أخرى مع الشهود المهجرين للشمال السوري.
ومن جملة الحقائق الجديدة على المجزرة ورغبة نظام الأسد بمحو أي أدلة عليها، كشف الناشط الإعلامي "يوسف البستاني" -وهو من أهالي دوما المهجرين نحو الشمال السوري- أن أول شيء قامت به قوات النظام لدى سيطرتها على مدينة دوما هو طلب ضباط النظام من عناصر الشبيحة استدعاء الأطباء الذي فضلوا البقاء في المدينة.
وقال "البستاني" إن أحد ضابط النظام هدد الأطباء والمدنيين، بقوله "بقطع راسو يلي بجيب سيرة الكيماوي فهمت هنت وياه، ما يقولوا بدهم يضربوا الوطن بهالقصة"، مضيفاً أنه تم استدعاء الأطباء إلى الأفرع الأمنية من أجل تلقينهم ما يجب أن يتحدثوا به على الملأ، أو أمام أي لجنة تحقيق قد تطلب منهم الشهادة على المجزرة.
هذه التهديدات انعكست على رواية الأطباء الذين أدلوا بشهادتهم خلال مؤتمر صحفي بمدينة لاهاي أمس الجمعة، بقولهم إنهم لم يصادفوا أي حالة تسمم بغاز الكلور أو السارين أو أي غازات سامة أخرى خلال فترة عملهم في المستشفى.
كما زعم الأطباء أن الحالات التي فحصوها أغلبها لأشخاص اختنقوا بسبب غبار ودخان المعارك.
وعلى الجانب الآخر، حاولت بلدي نيوز التواصل مع الأطباء المهجرين من دوما لأخذ شهادتهم عن المجزرة الكيماوية، الأمر الذي قابله الأطباء بالرفض والتكتم للحديث عن تفاصيل المجزرة، مؤكدين أنهم قدموا شهاداتهم حول المجزرة للجنة التحقيق.
يشار إلى أن أكثر من 70 مدنيا استشهدوا خنقا، جراء قصف قوات النظام مدينة دوما بالغازات السامة، في 7 نيسان/إبريل من الشهر الحالي، خلال الحملة العسكرية الشرسة التي شنها نظام الأسد للسيطرة على الغوطة الشرقية بريف دمشق.
