بلدي نيوز – (كنان سلطان)
قدمت منظمات "المجتمع المدني السوري"، المشاركة في الفعالية الجانبية لمؤتمر بروكسل للداعمين، الذي أنهى أعماله أمس الأربعاء، قدمت رسالة تضمنت رؤية هذه المنظمات لشكل الحل في سوريا بعد سنوات من القتل والدمار، إذ ساوت بين الضحية والجلاد من حيث المسؤولية.
ولم يقف توصيفها عند المساواة بين القاتل والمقتول، إنما تعداه إلى إغفال دور الأسد كمجرم حرب، دمر البلاد وشرد الشعب، وذهبت هذه المنظمات المسماة زورا بمنظمات "المجتمع المدني" - وفق ما يراه نشطاء سوريون- للقول بضرورة إعادة تفعيل عمل قنصليات الأسد، واجتهدت في إيجاد مصطلح "الهندسة الديمغرافية" لتفادي الحديث عن جريمة العصر التي يشترك فيها نظام الأسد والإيرانيين، لتغيير تركيبة المجتمع السوري.
وراحت هذه المنظمات تتحدث عن التعليم، ودور العقوبات الاقتصادية على سوريا، وتناست عن قصد الحديث عن الثورة وما آلت إليه البلاد، وضرورة محاكمة الجناة دون أية حصانة لأي شخص كان.
وجاءت ردود فعل النشطاء السوريين على البيان متفقة لجهة وصفه بالمشين والكاذب والمضلل، وهنا يقول الكاتب السوري (ياسين الحاج صالح): "أقل ما يمكن قوله عن هذا البيان هو أنه مشين، يجعل من مفهوم (المجتمع المدني السوري) الذي تحدثوا باسمه مفهوم مروض، مزور، ضد ثوري، وصالح لاستخدام السوريين البيض".
وأشار (الحاج صالح) إلى أن "بيان لا يذكر فيه (بشار الأسد) وآلة القتل الأسدية، ولا يذكر فيه توريث السلطة، ولا يذكر فيه نهب الموارد العامة، بما فيها الأرض، وتسخيرها لمصلحة طبقة ضارية هي الوحيدة المرشحة للاستفادة من إعادة الإعمار، ولا تذكر فيه أكبر عملية تحويل ملكية في تاريخ سورية خلال قرن لمصلحة هذه الطبقة الفاشية، ولا يذكر فيه التمييز والتلاعب الطائفي، ولا تذكر فيه المجازر الكيماوية والإبادة، ولا يذكر فيه التهجير وإخلاء بلدات وأحياء من سكانها، ولا يذكر فيه عشرات ألوف المعتقلين والمغيبين، ويقدم لبيض دوليين يتقاضون رواتب بعشرات ألوف الدولارات كل شهر مثل السيدة (موغيريني) والسيد (دمستورا)، هو شهادة زور، لا يجب السكوت عليها".
ويضيف (الحاج صالح): "لقد سحقنا، ولا نستطيع فرض ما نريد أو ربعه أو عشره، لكن بياناً كهذا هو تجهيل للمسؤولية، وقطع أكثر من نصف الطريق نحو القبول برواية القتلة، التي تنكر على الضحايا حتى أنهم ضحايا".
ويقول في ختام منشوره "لا نستطيع قول ما نريد، لكن لا يجب أن نريد ما يرضى أمثال (موغيريني ودمستورا) قوله".
من جهته الناشط المدني (علي دياب) قال في منشور له "إن رسالة (المجتمع المدني) للمجتمع الدولي في مؤتمر بروكسل، هي ببساطة خيانة وكذب وتدليس ومياعة سياسية، ولا تمت بصلة للعمل المدني الحقيقي".
وأضاف: "الواضح أنها لا تمثل نشطاء المجتمع المدني، بل تمثل فقط من عمل على صياغة البيان، ومنهم من يحسبون على نشطاء الثورة قبل أن يحسبوا على المجتمع المدني المائع المبهم التعريف".
وأردف (دياب) متهكما: "لو عمل وليد المعلم والجعفري على صياغة هكذا بيان لما استطاعوا".
وأشار بالقول: "ببساطة أقول هذا البيان لا يمثلني شخصياً كثائر، وكناشط مدني بعيداً عن خزعبلات وتسميات المجتمع المدني، التي هدفها ببساطة جعل من كان ثائراً يتنازل ويبيع مواقفه في سبيل إرضاء ديمستورا".
وختم "لم أرَ في هذا البيان إلا تعويماً للأسد ونظامه، والغريب أن من صاغ هذا البيان هو أكثر من يزاود في العلن ويطبع في الغرف المغلقة".
يشار إلى أن المؤتمر انعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، يومي الثلاثاء والأربعاء تحت عنوان "بروكسل 2"، شعاره حشد الدعم الدولي لعملية السلام في سوريا، ومساعدة اللاجئين السوريين في بلادهم والدول المضيفة، برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وشاركت فيه 85 دولة.