بلدي نيوز – وكالات
تناقلت وسائل إعلام تركية وعربية، صوراً لإمام جامع تركي في مدينة أزمير التركية، لم يتمالك نفسه من البكاء وهو يصلي وحيداً على رفات سوريين قضوا غرقاً على السواحل التركية، اثناء محاولاتهم العبور إلى الضفة اليونانية كلاجئين.
الشهداء دفنوا بالجملة، لا بطاقات شخصية أو أقارب أو أصدقاء يشيعونهم إلى مثواهم الأخير، ولا يعلم بحالهم إلا قلة قليلة من الناس، بعضهم اختفت أخباره وآخرون تلقى ذويهم نبأ غرقهم دون أن يكون بوسعهم فعل شيء.
لكن كُتب على الإمام "أحمد ألطان" المواطن التركي (35 عاماً) أن يشرف على دفنهم جميعاً، ولم يكن قادراً على حبس دموعه اثناء صلاته عليهم منفرداً، وكأن حاله يقول أي غربة تعيشونها "غرباء حياة وموت".
ونقل موقع "الجزيرة تورك" قصة الإمام أحمد وهو يدفن تسعة لاجئين سوريين في مقابر المجهولين بولاية أزمير التركية، مركز المهاجرين للانطلاق نحو اليونان عن طريق البحر.
وقال خلال لقائه بالمصدر أنه قام بإحدى المهام الصعبة، والتي تجلت بالصلاة على جثمان طفل من اللاجئين لا يزال في الثانية من العمر وهو من أصل سوري خرج مع أسرته في رحلة الهجرة نحو أوروبا، أما في السجلات الرسمية فسُجل حالياً "جنين مجهول الهوية".
وأضاف، "عندما يكون المتوفي طفلاً، فإنه يصعب عليك أن تتمالك نفسك".
المربع 412 في مقابر دوغان تشاي التابعة لبلدة بايراكلي في أزمير هو الجزء المخصص لدفن المجهولين في الولاية، حيث تم دفن 32 لاجئاً سورياً فيه مؤخراً، بعد أن تم تشريح جثامينهم، بعد أن لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الهروب إلى أوروبا عبر تركيا.
وحسب ما قال الإمام فإن الجثامين بعد أن يمضي عليها في البراد 15 يوم، دون أن يتسلمها ذويهم، يتم دفنها بعد الحصول على عينة من حمضهم النووي.