معركة النفط والنفوذ.. صراع إقليمي دولي شرق سوريا - It's Over 9000!

معركة النفط والنفوذ.. صراع إقليمي دولي شرق سوريا

بلدي نيوز – (تركي مصطفى)
تمهيد
تشهد البادية السورية في جزئها المحاذي للحدود السورية العراقية, تطورات محمومة بين أطراف المواجهة تجسدها حرب دبلوماسية, بين الولايات المتحدة وروسيا, وتتخللها مناوشات عسكرية, في محاولات جس النبض, لتوسيع مساحة السيطرة حينا وانحسارها أحيانا, لتتشابك فيها من جديد قواعد الصراع, وتتزايد الخلافات على المكان والاتجاه, وبين هذا وذاك, يقترب الشرر من برميل البارود في منطقة التهمت وهادها وفيافيها آلاف القتلى إيذانا باحتضار مشاريع وإحياء سواها في سياق تفاهمات لم تعد مجدية مع قرع طبول الحرب لرسم حدود النفوذ على السيادة السورية التي عبث بها الأسد على مدار سني الحرب.
تقدم هذه الورقة وصفًا موجزًا للتطورات العسكرية الناشبة في المنطقة الشرقية بين تحالف الولايات المتحدة, وحلف روسيا, بالإضافة إلى تنظيم "الدولة" المتقهقر, ونوطئ لهذه الورقة باستعراض تحليلي موجز لأهمية المنطقة في بعدها الاستراتيجي المتصل بنتائج التطورات القائمة وأهدافها، وما يرافق ذلك من تحولات كبيرة بين أطراف الصراع الدولي في خطط المواجهة والأهداف المتباينة في السباق إلى تقاسم مناطق النفوذ, مع رصد آفاق القادم بين المتصارعين حسب وجهة عجلة التطورات, وما يمكن أن تؤول إليه الأحداث بكل تشابكاتها المعقدة. وأخيرا تحاول الورقة تصوير المشهد وفقا لشكل المنطقة بدروبها وممراتها المتغيرة واستنتاج المعطيات في شكلها المتوقع.


مقدمة
تجددت المواجهات العسكرية في المنطقة الشرقية من سورية بين قوى الصراع المحلية والإقليمية والدولية كنتيجة طبيعية لحماية مناطق النفوذ وإعادة رسمها من جديد إثر قيام الميليشيات الإيرانية وتلك التابعة للمرتزقة الروس بشكل متكرر بالاقتراب من القواعد الأميركية, فتصدت مقاتلات التحالف لتلك الأرتال المتقدمة وأجبرتها على التقهقر.
ووفقا لاستمرار هذه المواجهات طرأت تغيرات على نمط القتال وخططه وإمكانياته ومواقف الأطراف في التحالفات والتكتلات, وما تشكل السيطرة عليها من قوة دفع لعجلة الحرب وتأثيرا مهما في الجبهات الأخرى يجني ثمارها الفائز وصولا للهدف الأبرز المتمثل في السيطرة على المنطقة الشرقية الغنية بنفطها وثرواتها وجغرافيتها الحيوية.


الأهمية الاستراتيجية للمنطقة الشرقية
يمكن وصف هذه المنطقة التي تشكل ما يقارب ثلث مساحة سورية, بأنها تشكل منطقة حيوية، تدفع جميع أطراف الصراع للسيطرة عليها.
يسمى القسم الجنوبي الواقع منها على امتداد نهر الفرات "الشامية" ولها تسميات محلية (الحماد) تتميز بمعدلات منخفضة من الأمطار سنوياً تقدر بحوالي 127 مم فقط. وتعتبر الجزء الأكثر حساسية وتأثيرا في قلب سورية باعتبارها بوابة العراق عبر منفذ "التنف", وتتصل بالمملكة الأردنية بحدود طويلة, وتعتبر مدينة تدمر حاضرتها ومركز استقطاب كبير في زمن الحرب والسلم, وفيها منطقة خنيفيس الغنية بالفوسفات.
ومنها يمر خط القوس الفارسي أو ما يسمى الهلال الشيعي معبر إيران البري الوحيد عبر "التنف والبوكمال" وصولا إلى دمشق فاللاذقية وبيروت على البحر المتوسط, وإلى الجنوب والغرب منها تقع معاقل الجيش السوري الحر الذي يواجه الميليشيات الإيرانية منذ ثلاث سنوات, وتتواجد على أطرافها أكبر المطارات الحربية التابعة للأسد (التيفور والشعيرات والسين والناصرية).
أما القسم الشمالي منها والواقع على ضفة النهر اليسرى فيسمى "الجزيرة"، تتصل بحدود مشتركة مع العراق وتركيا, وتحتوي على أهم حقول النفط السورية, وهذا ما أكسبها ميزة اقتصادية, لها أهميتها الكبيرة في ظروف السلم والحرب .
لذلك تتزاحم القوى المتصارعة على هذه الفيافي المتباعدة, كونها أهم نقطة وصل وفصل جغرافي بين العراق وسورية, ويعتبر التحكم بطرق هذه المنطقة تهديدا للطرف الآخر بوصفها ثقلاً جغرافياً واستراتيجياً.
في ظل هذه المعطيات, يمكن تفسير تمركز القوات الأميركية في معبر "التنف" منذ العام 2014م وطرد تنظيم "الدولة" منه, وهي خطوة عسكرية قطعت الطريق مبكرا أمام أية محاولة لجعل المعبر نقطة استراتيجية لإيران وميليشياتها.


مسرح المواجهات
تكشف التطورات العسكرية الجارية في المنطقة الشرقية عن وجود اندفاعة إيرانية شيعية غير منضبطة باتجاه معبر "التنف" الاستراتيجي, وقيام مرتزقة روس بالتقدم نحو حقول النفط على الضفة اليسرى, مما حدا بطيران التحالف الذي تقوده واشنطن باستهداف متكرر لصد هذه الهجمات المتكررة, ولرصد سير المعارك وتفاعلاتها المهمة لابد من معرفة أطراف القتال .
أولا: قوى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم المجاميع التالية:
 - فصائل الجيش السوري الحر, وهي مجموعة فصائل عسكرية مقاتلة يأتي على رأسها, جيش أسود الشرقية, أحد أهم وأقوى فصائل الجيش الحر في منطقة البادية السورية, تشكل في العام 2014م بعد انفصاله عن جبهة الأصالة والتنمية, يقوده طلاس السلامة أبو فيصل. وجيش مغاوير الثورة, وهو تشكيل عسكري, يعرف سابقا باسم جيش سورية الجديد ينتشر في البادية السورية بالقرب من معبر التنف الحدودي مع العراق تشكل أواخر العام 2016م بدعم من التحالف الدولي, وأهم أهدافه محاربة تنظيم "الدولة" وطرده من مناطق البادية ووادي الفرات, يقوده المقدم مهند الطلاع, ثم جيش العقيدات الجديد وهو فصيل مسلح شكله حديثا شيوخ آل الهفل وهم شيوخ مشائخ العقيدات التقليديين, ويتألف هذا الفصيل من أبناء عشائر العقيدات.
- قوات سورية الديمقراطية " قسد": وهي مجاميع قتالية متعددة الأعراق شكلتها الولايات المتحدة بهدف محاربة تنظيم "الدولة", وعماد هذه القوات ميليشيا "ب ي د" الكردية.
ثانيا: قوى الحلف الروسي: تقوده روسيا ويمثل بتشكيلاته الطرف المواجه للتحالف الدولي, وأبرزها:
- الميليشيات الإيرانية: مجموعة من المقاتلين الشيعة زجت بهم إيران في معارك المنطقة الشرقية مقابل مبالغ مالية وتجييش طائفي لقتال أهل السنة, يطلق على تشكيلاتها أسماء إيديولوجية مثل (حركة الأبدال العراقية, والقوة الجعفرية, وميليشيا سيد الشهداء, وميليشيا محمد الباقر, وحزب الله اللبناني, وكتائب أبي الفضل العباس الشيعية العراقية, ولواء فاطميون العراقي). إضافة لمجاميع الحرس الثوري الإيراني، تسيطر على المنطقة الواقعة بين البوكمال ودير الزور الواقعة على ضفة الفرات اليمنى.
-  ميليشيا "فاغنر" الروسية, تتكون من مقاتلين مرتزقة روس يمولها رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوزين، ويشرف عليها المقدم المتقاعد ديمتري أوتكين، واللذان وضعتهما واشنطن على لوائح العقوبات بسبب نشاطهما العسكري في أوكرانيا.
-  قوات نظام الأسد وميليشيا الشبيحة: تتكون من بقايا الجيش المتوزعة على القطع العسكرية المنهكة المتناثرة. وباتت جميعها تحت إمرة ضباط وخبراء روس عسكريين, بينما ميليشيا الشبيحة هي مجاميع محلية من أبناء وادي الفرات ليس لهم هدف سوى جمع المنهوبات والمشاركة بعمليات قتالية تحت إمرة الروس والإيرانيين.
ثالثا: تنظيم "الدولة": العدو المشترك لجميع الأطراف المتصارعة, جدد نشاطه العسكري في الآونة الأخيرة, وبات في وضعية متقهقرة بعد هزيمته في المنطقة الشرقية.


دوائر الاشتباك المتجددة لترسيم حدود النفوذ
تمثل المنطقة الشرقية مركز تنافس بين مختلف القوى العسكرية المتصارعة في سورية، ومحط اهتمامها، وقد تجلى ذلك منذ إقرار الفرز الجغرافي بين الضفة اليمنى للفرات تحت النفوذ الروسي، واليسرى منه تحت النقوذ الأميركي، التي بدأت، رسميًّا، بعد الضربة القاصمة لمرتزقة فاغنر الروسية وحليفها الميليشيات الشيعية في مقتبل شهر شباط فبراير الماضي، واشتداد التنافس على حقول النفط، التي هيمنت على أغلبيتها الولايات المتحدة.
ومع أفول تنظيم "الدولة"، اختلطت حسابات ومصالح كافة القوى السياسية، لتبرز الميليشيات الشيعية الإيرانية كقوة عسكرية متنامية, تجلت بمظاهر استقطاب متعددة لبنادق طائفية مأجورة كميليشيا الباقر التي يقودها نواف البشير, والملحقة بالحرس الثوري الإيراني, وقد نشطت إيران في البوكمال والميادين وبلدات أخرى, وزجت بميليشياتها إلى مواجهات عنيفة مع قوات سورية الديمقراطية. كان آخرها مقتل العشرات من ميليشيا الباقر.
في ظل هذه الأوضاع هاجم تنظيم "الدولة" مراكز تواجد الميليشيات الشيعية من البوكمال على الضفة اليمنى للفرات صعودا حتى الميادين, وفي البادية فرض سيطرته على مساحات واسعة جنوب غرب البوكمال 70 كم ابتداء من قرية حميمة شرقا وحتى محطة الضخ النفطية–T2 عقدة أنابيب حقول النفط السورية, وصولا إلى أطراف الميادين والبوكمال. مما سيؤدي إلى عزل هذه المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية.
كما قامت الولايات المتحدة بقصف متكرر لأرتال الميليشيات الإيرانية في المنطقة الشرقية, كان من أهمها تدمير رتل كامل في العليانية الواقعة في عمق البادية السورية، بعد محاولة تقدم تلك الميليشيات باتجاه القاعدة الأمريكية في معبر التنف الحدودي. علما أن الرتل لم يقترب من الحدود الإدارية لمنطقة الـ" 55" كم، ولكن عمليات التحالف استهدفته بشكل مقصود في إشارة إلى تغير قواعد الاشتباك، ويدعم هذا القول الاستهداف المتواصل بطيران التحالف لأرتال الميليشيات الإيرانية خلال شهري شباط وآذار الجاري على امتداد المنطقة الشرقية، وتعمد واشنطن إلى إدخال هذه المنطقة في ظلام معلوماتي للحفاظ على قاعدة منع التصادم مع الروس.
فيما شنت روسيا حربا إعلامية ضد واشنطن وحلفائها تارة, وبالتحرش العسكري تارة أخرى, كالدفع بميليشيات إيران الشيعية, وفاغنر الروسية يوم 8 شباط فبراير الماضي إلى محاولة التقدم شرق الفرات إلى حقل خشام النفطي، فواجه الطيران الأمريكي المهاجمين بغزارة نارية كبيرة, سقط على إثرها عشرات القتلى جلّهم من ميليشيا فاطميون والباقر, فيما تضاربت الأنباء حول أعداد قتلى ميليشيا فاغنر الروسية التي تجاوزت بحسب وكالة رويترز مئات القتلى. ومن خلال المتابعة وتطورات الأحداث المتلاحقة تبين أن روسيا حذرت الميليشيات الأساسية التي تعتمد عليها بإخلاء منطقة البادية من تجاوز الخطوط الحمراء التي رسمتها إدارة الرئيس ترامب, بعدم الاقتراب من القواعد الأميركية في المنطقة الشرقية, وإفساح المجال أمام تنظيم "الدولة" للتمدد في الجيب الواصل بين منطقة حميمة شرقا وصولا إلى المحطة الثانية غربا مسافة 120 كم والتوسع شمالا حتى تخوم الميادين والبوكمال.
لكن التجهيزات الكبيرة التي يقوم بها التحالف الدولي في قاعدة التنف تشير إلى البدء بهجوم عسكري وشيك بهدف اجتثاث التنظيم المتحرك في هذه الرقعة ومن ثم السيطرة على الحدود العراقية ـ السورية وصولا إلى مناطق نفوذ واشنطن شرق نهر الفرات، والتحكم بحركة معبر القائم الحدودي الذي يعتبر عقدة الممر البري الإيراني الواصل بين طهران والبحر المتوسط.


الأهداف الاستراتيجية للحرب في المنطقة الشرقية
لا يخفى على أحد أن هناك حسابات دولية وإقليمية تقف خلف الحرب المشتعلة في المنطقة الشرقية، سواء من قبل بعض دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة, أو الحلف الذي تتزعمه روسيا, وبينهما يتنامى تنظيم "الدولة" الذي يتنفس بأوكسجين دول التحالف والحلفاء, وقد أشار المبعوث الأممي إلى سوريا دي مستورا إلى أن "سوريا تتجه نحو تقسيم كارثي، وقد تشهد عودة تنظيم الدولة إذا لم يتم التوصل إلى تسوية سلمية لا تقصي أحدا"، وبالتالي لا يمكن تصور الجهود الدولية والإقليمية المتصارعة، وإسهاماتها المادية والبشرية الكبيرة في هذه الحرب، بأنها تهدف بشكل حصري إلى القضاء على تنظيم "الدولة"، إنما إلى تحقيق أهداف ومصالح خاصة بكل طرف، ولذلك فإن أقل ما يمكن تفسيره عن مقاصد الولايات المتحدة من هذه الحرب هي السيطرة على حقول النفط، بينما تسعى إيران للوصول السهل إلى البحر المتوسط عبر البوكمال والبادية السورية, فيما يعمل الروس على إبراز قوتهم كطرف دولي يهيمن على مناطق سيطرة الأسد.
فضلًا عن أن هذه المنطقة من سورية، تتمتع بموقع استراتيجي، ما مكَّنها من لعب دور فاعل في الأحداث الجارية، اقتصاديًّا وعسكريًّا، كما يتيح النفوذ الأميركي في هذه المنطقة، إحكام السيطرة على سوريا بالقدر الذي يعمل على تحجيم وإضعاف الدور الإيراني، حيث تعد إيران المنطقة ذات مدعِّمات شديدة الحساسية لمشروعها الاحتلالي في سوريا ولبنان وفي المنطقة العربية، وبما يضاعف انعكاس كل ذلك على حدة التنافس بين الأطراف المتصارعة، الذي بلغ ذروته في الهجوم المشترك للحلف الروسي الإيراني على قواعد عسكرية تابعة للولايات المتحدة على ضفة الفرات اليسرى, ولم ينته إلا بمجزرة قتل بنتيجتها مئات العناصر من "ميليشيا فاغنر" الروسية والميليشيات الإيرانية.
مع تجلِّي الكثير من شواهد النفوذ الدولي والإقليمي، سياسيًّا، واقتصاديًّا، وعسكريًّا، يتضح سعي كل طرف إلى تحقيق أكبر قدر من المكاسب الخاصة، وعلى نحو مطلق، بما يعزِّز طموحه السياسي، والاقتصادي، والعسكري، ودوره كقوة إقليمية متنامية (إيران)، أو ذات تطلع دولي (روسيا)، أو محاولة الولايات المتحدة الانتقال نحو حقبة جديدة من الهيمنة الأحادية بعد التغييرات التي أجراها ترامب في أركان قيادته. وبناء على ذلك، فإن أبرز الأهداف الاستراتيجية التي تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقها في المنطقة الشرقية, يمكن إجمالها بالآتي:
1ـ تعزيز نفوذها الجيوسياسي في ما وراء نهر الفرات، حتى مخيم الركبان، شاملًا ذلك الحدود العراقية السورية المشتركة، بما يحقق مايلي:
‌أـ تقوية موقفها العسكري والاقتصادي في المنطقة، التي تشهد تنافسًا شديدًا مع إيران، وروسيا.
‌ب ـ استعادة مركزها السياسي كقوة دولية أحادية الهيمنة، في مواجهة روسيا.
‌ج ـ تفردها في محاربة تنظيم "الدولة" في هذه المنطقة في إطار مكافحة الإرهاب، بوصفها ذريعة لوجودها, فيما انكفأت روسيا عن محاربة التنظيم المتهالك فهي لا تزال بحاجة إلى اسم "التنظيمات الإرهابية" تنظيمي "الدولة" و"جبهة النصرة".
2ـ إرساء نفوذ واشنطن في المنطقة الممتدة من مخيم الركبان إلى كوباني مرورا بالجزيرة السورية لترتيب وضع جديد للبلاد ولتسخير الفوائد الجيوبوليتيكية لهذه المنطقة التي ستقع تحت نفوذها خدمة لمصالحها في إطار التنافس الدولي والإقليمي، التي قسَّمت سوريا، فعليًّا، إلى مناطق نفوذ بين الدول المتصارعة, وذلك من خلال ما يلي:
‌أـ الاستغلال الاقتصادي لمنطقة البادية والجزيرة السورية المتعددة والمتنوعة الموارد.
‌ب ـ إلحاق الجزء الأكبر من منطقة البادية السورية بالنفوذ الأميركي عبر أذرعها من قوات "قسد" وفصائل الجيش الحر.
‌ج ـ التحكم بأهم حقول النفط السورية وبالأخص حقل كونيكو للغاز الذي حاولت روسيا التقدم إليه عبر مرتزقتها, وبالتالي حرمان الروس وغيرهم من امتيازات التنقيب في هذه المنطقة.
‌دـ وأهم هذه الأهداف تطويق الميليشيات الإيرانية في هذه المنطقة بحجة محاربة تنظيم "الدولة" من جهة, وتجسيدا لسياستها العلنية في تحجيم الوجود الإيراني من خلال قطع الممر الفارسي الواصل من طهران للبحر المتوسط.

خلاصة
تشير التجهيزات العسكرية للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في المنطقة الشرقية إلى استثمار ترسيخ نفوذها بمطاردة الخصوم, خاصة أن عددا من الاعتبارات تدفعها للقتال إثر تواطؤ الروس مع التنظيم في تمدده الأخير في رقعة جغرافية محاذية للقاعدة الأميركية في التنف, ولكن هذه العملية التي تعتزم واشنطن القيام بها، متوقفة على الإرادة السياسية الأميركية بإشراك فصائل الجيش السوري الحر الذي منعته في ربيع العام المنصرم من تحرير المنطقة الواسعة التي كان يسيطر عليها التنظيم واحتلتها لاحقا الميليشيات الإيرانية, ومتى ما تخلصت الإدارة الأميركية من إسار الحسابات الضيقة والمخاوف المفتعلة، فإن المنطقة الشرقية المحاذية للحدود العراقية السورية ستكون في مأمن من تنظيم "الدولة", وتقطع الطريق أمام الميليشيات الإيرانية وتطويقها في الداخل السوري بعد السيطرة على ممر هلالها الشيعي عند نقطة القائم- البوكمال.
أما إذا ظلت الولايات المتحدة تراوغ كعادتها, فإن المنطقة الشرقية، بانتظار جولات ومعارك أخرى، حتى يُوقفها حل سياسي لا تظهر ملامحه في الأمد المنظور.

مقالات ذات صلة

وكالة أوربية: شمال غرب سوريا يشهد أعنف تصعيد منذ أربع سنوات

مسؤول أمريكي سابق يحذر من سحب قوات بلاده من سوريا

ماذا كشف تقرير"مبادرة إصلاح التعليم" (ERG) بشأن الطلاب السوريين في تركيا؟

سياسي كردي يتهم "العمال الكردستاني" بمنع توحيد القوى الكردية

خلافات التطبيع تطفو على السطح.. "فيدان" يكشف تفاصيل جديدة بشأن علاقة بلاده مع النظام

لافروف"اختلاف المواقف بين دمشق وأنقرة أدى إلى توقف عملية التفاوض"