بلدي نيوز – (كنان سلطان)
تشكلت مجاميع من النازحين الفارين من شبح الموت والحرب التي تطاردهم من مكان لآخر، على أطراف نهر الفرات الشمالية، بالقرب من بلدة "الطيانة"، شكلت بمجموعها مخيمات عشوائية متناثرة، أنهكها البرد والمرض بريف دير الزور الشرقي، في المنطقة التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية.
وشهدت بلدات وقرى "هجين والشعفة والباغوز والبحرة"، حركة نزوح واسعة بفعل المواجهات التي تشهدها هذه المناطق، وفضل هؤلاء أن يقيموا على تخوم قراهم وبلداتهم، على أن يتوجهوا إلى المخيمات التي انتشرت على نطاق واسع شرقي سوريا، تحكمها سياسات لا تنصفهم وترى فيهم حاضنة للإرهاب، فعصفت بهم ظروف قاسية جعلتهم عرضة للبرد والجوع والمرض.
حول أوضاع النازحين داخليا في دير الزور، منظمة "العدالة من أجل الحياة" قالت: "تشهد قرية الطيانة حركة نزوح واسعة باتجاهها، لمدنيين قادمين من المناطق التي سيطرت عليها القوات النظامية السورية، جنوب نهر الفرات، ومدنيين نازحين من المناطق التي لا تزال تشهد معارك بين قوات سورية الديمقراطية وتنظيم (الدولة) جنوب نهر الفرات".
وأشارت "العدالة من أجل الحياة في ورقة ترصد أوضاع هؤلاء النازحين، إلى أنهم "قاموا بنصب خيام بشكل عشوائي في الأراضي الزراعية المحاذية للبادية، في قرية الطيانة، حيث تتوزع الخيام من الحد الفاصل بين قرية الطيانة وبلدة درنج، وصولاً إلى الحد الفاصل بين القرية وبلدة ذيبان".
وأضافت "يوجد هناك مخيمات عشوائية في محيط تل المصايح الأثري، في قرية الطيانة، كما تتوزع بعض تجمعات النازحين في المنطقة المحاذية لبلدة ذيبان، فيما تسمى أملاك الدولة، وهي أراضي تتبع قرية الطيانة وتقع شمال الشارع العام".
ونوهت المنظمة إلى أن "هذا التجمع يعد من أكبر تجمعات النازحين في دير الزور، وبعض النازحين قاموا ببناء الخيام بما توفر من الأغطية والأخشاب، لصعوبة الحصول على الخيام، فضلا عن مساهمة أهالي قرية الطيانة والقرى المجاورة، بتقديم بعض الخيام وأراضي زراعية للنازحين لإقامة المخيمات".
ويعاني من نزح عن داره تبعات الظروف المناخية والصحية القاسية، وبحسب المصدر فإن مرض "الليشمانيا"، بات منتشرا بين النازحين، وذلك بسبب انتشار القمامة وروث الحيوانات بالقرب من المخيمات.
وقدرت المنظمة من خلال رصدها لواقع هذه المخيمات، أن عدد النازحين يتراوح بين 15 و20 ألف شخص، قدموا من بلدتي "هجين والشعفة" بالإضافة إلى "قريتي الباغوز والبحرة"، وهي مناطق تشهد معارك بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وتنظيم "الدولة".
وأشارت إلى أن هناك نازحين آخرين قدموا من المدن والبلدات والقرى التي تسيطر عليها قوات النظام جنوب نهر الفرات، حيث مضى على وصولهم إلى قرية "الطيانة" حوالي 4 أشهر.
وتعاني هذه المخيمات مثل أي تجمع سكاني عديد المشاكل، وتحتاج لتنظيم الحياة داخل هذه المخيمات، فقد شكل السكان في المخيمات المنتشرة بمحاذاة بلدة "ذيبان" حراسات ليلية، حيث لا توفر القوى المسيطرة أي حماية ولا تتدخل لحل المشكلات التي تنشب داخل المخيمات، وتتذرع بأن الأولوية للعمل العسكري، باعتبار المنطقة التي تنتشر فيها المخيمات "منطقة عسكرية"، بحسب "العدالة من أجل الحياة".