بلدي نيوز – درعا (حذيفة حلاوة)
يُعتبر المرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية وخبيثة، أكثر الناس تضرراً، جرّاء الحصار الذي تعيشه المناطق المحررة في محافظة درعا، خاصة أن الأدوية تأتي حصراً من مناطق سيطرة نظام الأسد، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها بشكل مضاعف.
الدكتورة "هناء" اختصاصية الأورام قالت في حديث خاص لبلدي نيوز، إن "العديد من مرضى السرطان في المناطق المحررة في جنوب سوريا عزفوا عن أخذ جرعاتهم الدوائية، بسبب تكلفتها المرتفعة حيث تصل بعضها إلى 250 ألف ليرة سوريا أي ما يعادل ال500 دولار تقريبا، حيث يحتاج بعضهم لأكثر من جرعتين شهريا".
وأضافت، "لا يوجد إحصائيات للمرضى في المنطقة الجنوبية، ولكن النسبة تبلغ اثنان بالمئة، من مختلف الفئات العمرية في محافظة درعا، من الأطفال وحتى المسنين".
وأردفت هناء، "أكثر ما يعانيه المرضى في المناطق المحررة جنوب سوريا هو تأمين المبالغ اللازمة بالإضافة إلى الصعوبات في التشخيص، لعدم وجود أبر البزل والأجهزة اللازمة للقيام بالتحاليل، وتأتي من مناطق النظام فقط، ولا يوجد أي منظمة راعية لمرضى السرطان".
وأشارت إلى أنه "في بداية الشهر القادم سيتم فتح مركز لرعاية مرضى السرطان ومعالجة الاورام في بلدة تل شهاب بريف درعا، برعاية منظمة سامز وتدريجيا سيتم تحسين الامور وسيكون بالبداية تشخيصي فقط وأشعة، وسيتم تطويره لاحقا، وسوف يتم تأمين الادوية لأكبر عدد ممكن من مرضى السرطان بشكل مجاني خلال الفترة القادمة".
هذا وقد أطلق عدد من المدنيين في وقت سابق في محافظة درعا، حملات أهلية لجمع تبرعات لمدنيين وعناصر من الجيش الحر مصابين بأمراض مستعصية، لتغطية نفقات علاجهم التي لا يتمكن غالبيتهم من توفيرها.
حملات التبرعات الأهلية تلقي الضوء على التقصير الكبير من قبل المنظمات الإغاثية والطبية تجاه عملها في تكفل حالات الأمراض المستعصية والعمليات التي يحتاج إليها العديد من سكان المناطق المحررة في الجنوب السوري، خاصة مع عدم توفر التجهيزات الطبية اللازمة، ومنع السلطات الأردنية دخول الحالات الطبية المماثلة.
وتفتقر المناطق المحررة في الجنوب السوري إلى التجهيزات الطبية المتقدمة والتي من شأنها تقديم العلاج اللازم للأمراض المستعصية والعمليات الدقيقة، مما ساهم بشكل كبير في تأزم وضع العديد من تلك الحالات وخاصة الإصابات الحربية التي خلفت عدداً كبيراً من الشهداء نتيجة عدم تلقيهم العلاج.