بلدي نيوز - وكالات (محمد أنس)
أوردت صحيفة "الدايلي تلغراف" البريطانية، إن اللورد "أشداون" يقود الجهود المطالبة بإرسال المعونات الغذائية والطبية لمدينة مضايا السورية المحاصرة عبر شحنات جوية يتم إسقاطها داخل المدينة، والتي يعاني سكانها من الجوع الشديد ما أدى لوفاة 35 شخصاً خلال الشهر الفائت.
وأشارت الصحيفة في موضوع نشرته عن مدينة مضايا المحاصرة بعنوان "ضغوط في بريطانيا لإيصال المساعدات جوا للمواطنين الجوعى في مدينة سورية محاصرة"، إلى إن آلاف المدنيين يعانون الجوع الشديد ولا يجدون ما يقتاتون عليه في مضايا التي تقبع رهن الحصار الذي تفرضه القوات الموالية لنظام الأسد منذ أشهر وتمنع وصول الطعام والماء إليهم.
وداخل بريطانيا أشارت الصحيفة إلى ان اللورد أشداون زعيم حزب الأحرار الديمقراطيين السابق وجو كوكس عضو مجلس العموم عن حزب العمال المعارض يقودان جهودا حثيثة، ويطالبان رئيس الوزراء بضرورة تكليف القوات الجوية الملكية البريطانية بإسقاط شحنات من الطعام داخل المدينة المحاصرة إذا لم تتمكن الأمم المتحدة من إدخالها برا.
ونقلت الصحيفة عن نشطاء داخل المدينة قولهم إنه بالرغم من إعلان نظام الأسد أنه سيسمح بمرور المساعدات إلا أن الوقت قد أصبح بالفعل متأخرا بسبب اقتراب الكثيرون من الموت بسبب الجوع ونقص الطعام.
وأكدت الصحيفة أن هذه لن تكون السابقة الأولى التي تقوم فيها القوات الجوية الملكية بهذه المهمة حيث أنهم فعلوها سابقا عندما أسقطوا شحنات من الطعام فوق القرى اليزيدية التي كان يحاصرها مقاتلو تنظيم الدولة العام الماضي، لكن الصحيفة نقلت عن مصادر عسكرية قولها إن ما قامت به القوات الجوية الملكية فوق جبل سنجار شمال العراق غير قابل للتكرار في مضايا بسبب وجود قوات النظام المعادية حول المدينة السورية وامتلاكهم صواريخ أرض جو قد يستخدمونها لإسقاط الطائرات.
ومن جانب آخر بعد ٢٠٠ يوم على الحصار ووفاة العشرات جوعاً وتقطع أوصال آخرين في رحلات البحث عن فتات الحشائش، قرر مجلس الأمن عقد جلسة "مشاورات" لبحث الأوضاع ليس في مضايا فقط وإنما في قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين، رغم أن الكارثة كانت في مضايا.
وتعقد الجلسة بطلب من اسبانيا ونيوزيلندا ستبدأ عصر الاثنين وستكون مغلقة وسيشارك فيها أعضاء المجلس الخمسة عشر، ويأتي الإعلان عن عقد هذا الجلسة بعيد تأكيد اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن إدخال المساعدات الإنسانية إلى البلدات الثلاث المحاصرة لن يبدأ قبل الأحد نظرا بسبب التعقيدات التي تعتري هذه العملية.
وأفادت الأمم المتحدة نقلا عن "تقارير موثوقة بان الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها نحو 42 ألف شخص"، وأوردت مثالا من مضايا اذ قالت "وردتنا معلومات في الخامس من كانون الثاني/يناير 2016 تفيد بوفاة رجل يبلغ من العمر 53 عاما بسبب الجوع، في حين إن أسرته المكونة من خمسة أشخاص ما زالت تعاني من سوء التغذية الحاد".
وقالت منظمة أطباء بلا حدود الجمعة انه منذ الأول من كانون الأول/ديسمبر توفي 23 شخصا بسبب الجوع في البلدة التي تحاصرها قوات الأسد وحزب الله الإرهابي، رغم أن الهيئة الطبية قد أكدت وفاة ٣١ شخصاً وفقد أكثر من ٦ أشخاص لأعضائهم في رحلة البحث عن طعام نتيجة الألغام المنتشرة وقناصة الحزب.
ويشعل حصار ميليشيا حزب الله اللبناني وقوات النظام لمدينة مضايا بريف دمشق، حناجر السوريين، وأعادت للثورة السورية رونقها السلمي، وسط احتجاجات كبيرة داخل البلاد وخارجها للضغط على الميليشيات الطائفية لفك حصارها عن مضايا، وتأكيداً على تضامن السوريين مع الأهالي المحاصرين.