بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصَّادر اليوم الثلاثاء، إنَّ النِّظام أهان المبادرة الفرنسية بعد إهانة الخط الأحمر الأمريكي عبر شنِّه هجوماً بالأسلحة الكيميائية في مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي.
وجاءَ في التَّقرير أنَّ روسيا فشلت في كبح النِّظام عن استخدام الأسلحة الكيميائية، بعد أن تعهَّدت بأن يُسلم النِّظام ترسانته الكيميائية عقبَ هجوم الغوطتين في آب/ 2013 نفَّذ النِّظام السوري بعده ما لا يقل عن 178 هجمة بأسلحة كيميائية حتى شباط/ 2018، وأشار التَّقرير إلى أنَّ النِّظام نفَّذَ ما لا يقل عن 8 هجمات بأسلحة كيميائية منذ دخول اتفاقية خفض التَّصعيد حيِّز التَّنفيذ؛ حتى شباط/ 2018 وهو ما يثبت الفشل الروسي أيضاً.
ووفقَ التَّقرير فإنَّ روسيا استخدمت حقَّ النقض الفيتو لصالح النظام خمس مرات فيما يخصُّ ملف الأسلحة الكيمائية، 3 منها في غضون أقلَّ من شهر؛ لوقف تمديد مهمة عمل آلية التحقيق المشتركة، التي انتهت ولايتها في تشرين الثاني/ 2017، ومنذ ذلك التاريخ حتى شباط/ 2018 ارتكب النظام السوري ما لا يقل عن 3 هجمات بأسلحة كيميائية، بحسب ما سجَّله التقرير.
وقدَّم التَّقرير إحصائية تتحدَّث عن تكرار استخدام النِّظام للأسلحة الكيميائية منذ أول استخدام لها حتى شباط 2018، التي بلغت ما لا يقل عن 211 مرة، منها 33 هجوماً قبل قرار مجلس الأمن 2118، و178 هجوماً بعده، من بين الهجمات الـ 178 وقع 109 هجوماً بعد القرار 2209، و53 هجوماً بعد القرار 2235، و3 هجمات بعد الفيتو الروسي فيما يخص تمديد عمل مهمة آلية التَّحقيق المشتركة.
وأشار التقرير إلى أنَّ جميع تلك الهجمات تسبَّبت في مقتل 1421 شخصاً، يتوزعون إلى: 1357 مدنياً، بينهم 187 طفلاً، و244 سيدة (أنثى بالغة)، و57 من مقاتلي المعارضة المسلحة، و7 أسرى من قوات النظام كانوا في أحد سجون المعارضة. إضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 6684 شخصاً.
وأوضح التقرير أن هجوم سراقب سبَقه حملة عسكرية عنيفة شنَّها الحلف السوري الروسي، تبع ذلك عمليات انتقامية شنَّتها قوات الحلف ذاتها بعد إسقاط طائرة روسية من طراز Su-25 بصاروخ محمول على الكتف مضاد للطائرات في قرية الصَّوامع بريف إدلب الشرقي.
وتحدَّث التَّقرير عن وجود نيَّة جرميَّة مُبيَّتة لدى قوات الحلف السوري الروسي من خلال التَّكتيك الذي اتَّبعته عبر اختيار التَّوقيت واستهداف المشافي قبل الهجوم، واستهداف الطرق المؤدية إلى سراقب بُعيد الهجوم.
وقع الهجوم بحسب التَّقرير يوم الأحد 4/ شباط/ 2018 قرابة الساعة 21:20 عندما ألقى الطيران المروحي التابع للنظام السوري برميلين متفجرين مُحمَّلين بغاز سام استهدفا منازل مدنيَّة في الحي الشرقي من مدينة سراقب بريف محافظة إدلب الشرقي؛ ما أدى إلى إصابة ثمانية مدنيين بحالات اختناق، ولدى وصول عناصر الدفاع المدني إلى الموقع أُصيب ثلاثة منهم بحالات اختناق أيضاً وتمَّ نقلهم جميعاً إلى المشافي الميدانية.
وأكَّد التَّقرير أنَّ النِّظام انتهك عبر استخدام الأسلحة الكيميائية في مدينة سراقب القانون الدولي الإنساني العرفي و"اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية" وجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وبشكل خاص 2118 و2209 و2235، كما أنَّ استخدام الأسلحة الكيميائية يُشكل جريمة حرب وفقاً لميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
كما أشار إلى أنَّ اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي صادقت عليها الحكومة الروسية، تمنع أي نوع من المساعدة أو التشجيع على المساهمة في أي نشاط محظور على أي دولة طرف، ولقد أظهرت عدة أدلة تورط القوات الروسية بتقديم مساندة تمهيدية، ولاحقة، لقوات النظام.