بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
مع تصعيد حرب الإبادة التي يشنها نظام الأسد وروسيا على آخر معقلين كبيرين للمعارضة في غوطة دمشق الشرقية وإدلب، استخدم نظام الأسد خلال أقل من شهر السلاح الكيماوي المحرم دولياً ثلاث مرات في مدينة "دوما" و"جبهة البلالية" وسراقب، مسجلاً العشرات من حالات الاختناق بين المدنيين لاسيما في مدينة "دوما" المكتظة بآلاف المدنيين، حيث طال القصف مناطق مدنية.
وكان المجلس المحلي لمدينة "دوما" بريف دمشق، أكد تعرض المدينة صباح الخميس 2018/2/1 لاعتداء من قبل نظام الأسد باستخدام غازات سامة في تمام الساعة 5:30 صباحا، واستهدف الاعتداء بشكل متعمد مناطق مأهولة بالسكان المدنيين، وذلك باستخدام صواريخ "أرض- أرض" محملة بغاز الكلور تسببت بعدة حالات اختناق.
وأوضح المجلس أن هذا الاعتداء الكيميائي هو الثالث على التوالي خلال أقل من شهر دون عقاب أو رادع للفاعل، حيث حدث الاعتداء الأول في 2018/1/13 وحدث الاعتداء الثاني في 2018/1/22.
وقصفت قوات النظام في 30 كانون الأول بغاز الكلور السام المحرم دولياً، جبهة (البلالية) بريف دمشق الشرقي، في حين اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام، على جبهات (حزرما، والنشابية، وحوش الضواهرة) بريف دمشق الشرقي.
وفي إدلب؛ استهدف الطيران المروحي ببراميل تحوي غازات سامة جبهة "الخوين" بريف إدلب الجنوبي، حيث قالت الجمعية السورية الأمريكية "سامز" إن مشفى معرة النعمان المركزي استقبل أربع حالات اختناق يشتبه بتعرضها لاستنشاق غازات سامة، وذلك خلال قصف على منطقة "الخوين" بريف إدلب الجنوبي الشرقي، يوم السبت الماضي 13 كانون الثاني، كما تعرضت جبهة "أبو الظهور" لقصف مماثل بعد أيام قليلة خلف أربع إصابات.
ويوم الأحد الرابع من شهر شباط 2018 الجاري ألقى الطيران المروحي للنظام برميلين يحويان مواد سامة " كلور" على الحي الشرقي من مدينة سراقب، خلفت 11 إصابة بينهم ثلاثة عناصر من الدفاع المدني، خلال محاولتهم إجلاء المصابين.
وأمس الاثنين؛ قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تشعر "بقلق بالغ" إزاء تقارير عن استخدام النظام السوري غاز الكلور في محافظة إدلب. وأكدت أنها تدرس تقارير عن استخدام تلك الأسلحة، مع الاكتفاء بالتلويح بعقوبات.
وأخفق مجلس الأمن الدولي، أمس الاثنين، في التوصل لاتفاق بشأن مشروع قرار لتأسيس آلية جديدة لمحاسبة المتورطين في استخدام الأسلحة الكيماوية بسوريا.
وهدف مشروع القرار الذي اقترحته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، إلى وضع آلية بديلة عن آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية (جيم)، التي تشكلت عام 2015، وانتهى عملها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعد الإخفاق في التمديد لها بسبب "الفيتو" الروسي.
ومع الفيتو الروسي الذي يحمي نظام بشار الكيماوي في أروقة مجلس الأمن الدولي العاجز والمصاب بالشلل التام تجاه القضية السورية وحماية المدنيين، فإن جرأة نظام الأسد تزداد، ويبدو ذلك جلياً بتصعيد استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين بعد كل اجتماع دولي يُعقد لمناقشة القضية، وبينما يكتفي العالم على مستوى أعلى هيئاته بالتأكيد على أن مستخدمي السلاح الكيماوي لن ينجوا من العقاب، يلجأ نظام الأسد لرد فعلي، فيقصف المدنيين السوريين بالكيماوي، ويقصف تحذيراتهم بالحذاء!.