بلدي نيوز - (عمر الحسن)
قال المحلل العسكري لوكالة "سي إن إن" والمتقاعد من الجيش الأمريكي "ريك فرانكونا"، أن منطقة شمال سوريا مرشحة لتكون منطقة مواجهة بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف، رداً على سؤال لقناة "سي إن إن" عن معركة "غصن الزيتون"، أن هذه المنطقة من الشمال السوري لم تكن منطقة جيدة لتنظيم "الدولة"، بل إن التنظيم طُرد منها منذ فترة، فلماذا تشن تركيا هذه العملية، هناك إجابة واحدة وهي "الأكراد".
وأشار إلى أن تركيا لديها قلق جدي من احتمال تأسيس الأكراد لمنطقة شبه حكم ذاتي في سوريا، تشبه المنطقة التي يتمتع بها الأكراد في العراق، وهو أمر يخشاه الأتراك بشدة.
وعن سؤال القناة عن إمكانية عودة القوة الموجودة في سوريا التي تعاونت لقتال تنظيم "الدولة" إلى مقاتلة بعضها بعد هزيمة التنظيم، قال: "هذا ممكن لأننا فقدنا الوعاء الجامع الذي كان كفيلاً بإبقاء الجميع في هذا التحالف رغم كرههم له، ولكن الأمور مرشحة لأن تسوء أكثر بسبب دخول لاعبين كبار على الخط هنا، فلدينا الروس الذين يراقبون عن كثب وبقلق، ولدينا الجانب الأمريكي، والسؤال القائم هو: هل سيُسمح بتدمير القوة العسكرية الكردية على يد الجيش التركي؟".
ونوه إلى أن الجيش التركي قادر بالفعل على إلحاق الهزيمة بالأكراد في تلك المنطقة، وهو متفوق بوضوح لناحية القوة النارية، متسائلاً "هل سيقفون مكتوفي الأيدي؟ وهل سيسمح الروس للأتراك بشن عملية عسكرية بمنطقة مجاورة لمنطقة عملياتهم في سوريا؟ وماذا عن رأي الجانب السوري نفسه؟".
وختم حديثه قائلاً: "نحن أمام مواجهة كبيرة تتحضر بين تركيا من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى".
وكانت أعلنت رئاسة الأركان التركية، يوم السبت الفائت، أن عملية عفرين شمالي سوريا، بدأت اعتبارا من الساعة الخامسة بتوقيت تركيا من مساء السبت، تحت اسم "عملية غصن الزيتون".
ونقلت وكالة الأناضول عن بيان صادر عن الأركان التركية أن "عملية غصن الزيتون" تهدف لإرساء الأمن والاستقرار على حدود تركيا وفي المنطقة والقضاء على إرهابيي (بي كا كا/ب ي د/ي ب ك) و(داعش) في مدينة عفرين، وإنقاذ شعب المنطقة من قمع وظلم الإرهابين، حسب ما جاء في البيان.
وأضاف البيان أن العملية "تجري في إطار حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة مع احترام وحدة الأراضي السورية".
وشددت رئاسة الأركان على أن العملية "تستهدف الإرهابيين فقط، ويجري اتخاذ كل التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق أضرار بالمدنيين".
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أعلن، عن بدء عملية الجيش التركي في عفرين شمالي حلب، ضد الوحدات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي " ب ي د".
وقال أردوغان، إن "عملية عفرين بدأت فعلياً على الأرض وسيتبعها مدينة منبج"، والأخيرة تخضع لسيطرة الوحدات الكردية.
وسيطر الجيشان التركي والسوري الحر على عدّة قرى وبلدات في ريف مدينة عفرين بعد إطلاق المعركة، إضافة إلى تلة جبل برصايا الاستراتيجي، وقتل وجرح العشرات من ميليشيات "قسد".