بلدي نيوز – (أحمد العلي)
يعاني النازحون المقيمون في المخيمات المنتشرة في المناطق الريفية بمحافظة إدلب، على الحدود السورية التركية، أوضاعاً وظروفاً معيشية صعبة للغاية بسبب الأمطار الغزيرة وموجات البرد القارس، حيث غرقت مئات الخيام بالمياه جراء الأمطار الغزيرة.
ويقيم في المخيمات آلاف العائلات التي هربت بسبب القصف الوحشي للطيران الحربي الروسي وتقدم قوات النظام لقراهم وتخوفهم من الاعتقال وارتكاب المجازر بحقهم.
ويواجه النازحون حياتهم الجديدة بإمكاناتهم الخاصة على أرض خالية لا تتوفر فيها المياه ولا الكهرباء، بالإضافة لتحولها إلى مستنقعات من الوحل جراء الأمطار، ويعملون على جمع أغصان الشجر وما يجدونه من حطب لتدفئة خيامهم الممزقة التي تقع في أرض يصعب الوصول إليها بالسيارات العادية، حيث يتطلب السير إنشاء طرق وهذا ما يبدو مستحيلاً في الظرف الراهن.
"رياض أبو لؤي" مدير مخيم نازحي ريفي حماة وإدلب في تجمع مخيمات أطمة، قال لبلدي نيوز إن أكثر من300 عائلة تتواجد في القسم الجنوبي من تجمع مخيمات أطمة، نزحوا من مناطق سيطرت عليها قوات النظام بريف حماة الشرقي وريف إدلب الجنوبي.
وأضاف: "ليلة أمس غرقت عشرات الخيام بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت ولأول مرة نعيش هكذا ظروف في ليلة لا تنسى لشدة قساوتها.. فصعوبة الموقف أكبر من أي كلام وأنت تشهد أطفالك تحت المطر في العراء والخيام امتلأت بالماء".
وأردف أنهم يعانون حاليا ظروفاً صعبة جدا تزامنا مع سقوط الأمطار والجو البارد مع انعدام المدافئ والخيام الجيدة والأغطية والمواد الغذائية، فضلا عن الوحل الذي يغطي أرضية المخيم بكامله.
وأشار "أبو لؤي" إلى أن الناس جاؤوا إلى المنطقة هربا من القصف الروسي وهجمات النظام وتنعدم لديهم أدنى مقومات الحياة.. لا ماء ولا كهرباء.. وتساءل أين منظمات حقوق الإنسان التي يدعي العالم وجودها والتي لا تكترث لحال النازحين الذين يموتون من البرد.
ونوه "أبو لؤي" إلى أنهم عملوا على حفر قنوات صغيرة حول الخيام لاحتواء مياه الأمطار في ظل تقارير عن استمرار العاصفة أياما، وكان يجمع الطين بيديه ويتأكد من وضع كمية كافية منه عند كل جهات الخيمة، ويشير بيديه الممتلئتين بالطين إلى قناة قربه: "هذه الساقية ستجمع الأمطار ولكن كل ذلك دون جدوى.. غرقت الخيام وامتلأت بالماء."
امرأة خرجت من إحدى الخيام تشير إلى القناة قرب الخيمة، قائلة: لن تفيدنا بشيء.. المطر دخل علينا". وتضيف المرأة باللهجة البدوية: "تبهدلنا.. برد شديد ومطر قوي وبتنا ليلتنا على هذه الحالة"، في الوقت ذاته كان بعض أطفال المخيم يخرجون من خيامهم وقد لف بعضهم حذاءه بكيس بلاستيكي ليعبر إلى خيمة أخرى من شدة الوحل الذي يحيط بهم.
وناشد النازحون المنظمات والهيئات الإغاثية وحكومتي "الإنقاذ والمؤقتة" لتحمل مسؤولياتهم ومساعدة الأهالي وتقديم كافة المستلزمات لهم من خبز وخيام وغذاء ونقاط طبية ومدارس بالإضافة لفتح طرقات تخدم الأهالي.
الجدير بالذكر أن أكثر من 330000 ألف مدني نزحوا من ريفي حماة وإدلب جراء القصف الجوي والبري من حواجز النظام والطيران الروسي، يعانون أوضاعاً إنسانية غاية في الصعوبة.