بلدي نيوز – (كنان سلطان)
بدأ التمهيد الإعلامي لمعركة "عفرين" يأخذ شكلا جديدا بالتزامن مع تصريحات الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، وعمليات القصف المتكررة خلال الأيام الفائتة، التي طالت مواقع لحزب الاتحاد الديمقراطي في مواقع مختلفة في "عفرين" شمال شرق حلب.
وتأتي التصريحات الأمريكية التي باعتزام تشكيل قوات برية لنشرها على الحدود السورية التركية، في مناطق سيطرة الاتحاد الديمقراطي، لتزيد من عزيمة الجانب التركي على المضي في معركته حتى النهاية.
وقالت "وكالة الأناضول" إن الجيش التركي دفع اليوم الاثنين، بتعزيزات عسكرية إضافية إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا.
وأضافت نقلًا عن مصادر أمنية تركية أن رتلًا عسكريًا مؤلفًا من 20 آلية، وصل قضاء "قيزيل تابه" بولاية ماردين، جنوبي البلاد، في طريقها إلى ولاية شانلي أورفة المحاذية للحدود مع سوريا.
وأشارت إلى أن التعزيزات تضمنت دبابات ومدفعيات، تم إرسالها إلى الوحدات الحدودية وسط إجراءات أمنية مشددة.
وسبق أن أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية، يوم أمس، تضمنت مدرعات وجنوداً وعربات نقل إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا في ولاية "غازي عنتاب"، جنوبي البلاد"، وفقا لذات المصدر.
وفي تصريح جديد قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إن "أمريكا أقرت بتشكيلها جيش إرهابي على حدودنا، والمهمة التي تقع على عاتقنا هي وأده في مهده".
وأكد أردوغان في تصريحه على أنه "في أي لحظة قد تبدأ العملية ضد تنظيم (ب ي د) الإرهابي بـ (عفرين) ومن بعدها سيأتي الدور على مناطق أخرى، وستستمر حتى القضاء على آخر إرهابي".
وأردف: "القوات المسلحة التركية ستحل بإذن الله مسألتي عفرين ومنبج بأسرع وقت والاستعدادات استكملت فالعملية يمكن أن تبدأ في أي لحظة".
من جانه متحدث الرئاسة التركية، "إبراهيم قالن" قال أمس الأحد، إن بلاده "تحتفظ بحق التدخل ضد المنظمات الإرهابية، في إشارة إلى (ب ي د)، في الوقت والمكان والشكل الذي تحدده".
وأضاف بأن (واشنطن) اتخذت خطوات مقلقة عبر سعيها لإضفاء الشرعية لهذه المنظمة الإرهابية، وتثبيت أركانها في المنطقة بشكل دائم.
وثمة تصورات تقول؛ بأن لا حرج لدى الاتحاد الديمقراطي "ب ي د"، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، من تسليم المدينة وسواها، لقوات النظام السوري، في حال لمس جدية لدى الأتراك في اقتحام المدينة والسيطرة عليها، في ظل عدم الرغبة الأمريكية في الخوض في مواجهات جانبية، تزيد من أعبائها العسكرية والسياسية، وهي لا تدخل أصلا في حساباتها في إطار الحرب على الإرهاب .
في المقابل فقد نشر موقع NSO المختص بتوثيق الانتهاكات في مناطق "ب ي د" معلومات تفيد "بوصول شحنة صواريخ مضادة للطائرات، خلال الأسبوع الفائت إلى منطقة "عفرين" بريف حلب الشمالي لصالح "وحدات حماية الشعب".
وبحسب المصدر "فإن الولايات المتحدة الأمريكية وافقت سراً على تزويد وحدات حماية الشعب، بصواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف، وذلك خارج إطار التعاون بين التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة"، الذي تقوده الولايات المتحدة و"قوات سوريا الديمقراطية" التي تهيمن عليها وحدات الحماية، وإنما هو ضمن اتفاق سري مستقل بين الولايات المتحدة ووحدات حماية الشعب".
وأشار المصدر إلى أنه "دخلت الدفعة التي من المفترض أن تتبعها دفعات أخرى الأراضي السورية من إقليم (كردستان العراق)، باتجاه مناطق سيطرة مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي، وعبرت مناطق سيطرة نظام الأسد بريفي حلب الشرقي والغربي وصولاً إلى منطقة عفرين، ولم تلق اعتراضاً من نظام الأسد أو روسيا على تسلم هذه القوات لتلك الصواريخ".