بلدي نيوز - (عمر الحسن)
كشف مصدر مطلع لبلدي نيوز، أن مؤتمر سوتشي المزمع عقده نهاية الشهر الجاري في روسيا، تم تأجيله إلى تاريخ غير معلوم، مشيرا إلى أن المؤتمر قد لا يقعد أبداً.
وأوضح المصدر -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن تأجيل المؤتمر مرتبط بعدم موافقة أغلب أطراف المعارضة السياسية والعسكرية له، إضافة إلى عدم حصول المؤتمر على دعم أوروبا والولايات المتحدة، والأمم المتحدة.
وأضاف المصدر، أن المجتمع الدولي بشكل عام يعتبر أن مؤتمر سوتشي خاص بروسيا وبأحسن الأحوال بالدول التي ترعى مسار أستانا، وبالتالي لا يعول عليه في الوصول إلى حل في سوريا.
ولفت أن "روسيا رغم ادعائها أنها قادرة على إدارة دفة الحل للصراع السوري إلا أنها حقيقة غير قادرة على إيجاد توافق مع حلفائها (إيران ونظام الأسد)، وهناك خلافات مع تركيا والأكراد يصعب التوفيق عليها".
وأشار إلى أن "إدارة مؤتمر يشارك فيه أكثر من 1500 شخص، بحد ذاتها مشكلة، وخاصة أن روسيا لم ترسل أجندات المؤتمر قبل فترة لدراستها والحصول من هؤلاء على مواقف مبدئية قبل الدخول في المؤتمر"، مشددا على أن "المؤتمر فيما لو عقد سيناقش الدستور والانتخابات، وهذا لن يرضي نظام الأسد".
وحصلت روسيا التي ظهرت باعتبارها الطرف المهيمن في سوريا، بعد تدخل عسكري كبير قبل أكثر من عامين على دعم من تركيا وإيران لعقد مؤتمر للحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية يومي 29 و30 كانون الثاني/ يناير.
وفي الشهر الماضي، أعلن أكثر من أربعين فصيلا عسكريا معارضا، في بيان مشترك عن رفضهم القاطع لمؤتمر سوتشي، كما يشكك كل من الائتلاف الوطني المعارض وهيئة التفاوض السورية التي تمثل المعارضة السورية في مفاوضات جنيف، بمؤتمر سوتشي، وأعلنا رفضهما المشاركة فيه.
بدورها الأمم المتحدة التي ترعى مفاوضات جنيف، أعلنت أن المؤتمر ليس أمميا، وكشفت إنها تعتزم عقد الجولة المقبلة من محادثات جنيف في النصف الثاني من كانون الثاني/يناير.
من جانبه، شدد ديفيد ساترفيلد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، -وليس الإدارة الأميركية- هو من يملك القدرة على إضفاء الشرعية أو دعم أو معارضة أي مسار قد يقال إنه يدعم مسار جنيف بموجب القرار 2254".
وأشار ساترفيلد إلى أن غوتيريش متحفظ بشأن الضمانات الروسية المتعلقة بمؤتمر سوتشي، وأنه من دون تصديق الأمم المتحدة على مسار سوتشي سيكون الروس فعليا في طريق خاصة بهم، وتابع "إنهم يقامرون في هذا الأمر".
ولوح مساعد وزير الخارجية الأميركي بأن بلاده لن تساهم في إعادة إعمار سوريا، في ظل وجود الأسد على رأس السلطة، وربط المساهمة في الإعمار بمسار سياسي يفضي إلى حكومة يختارها السوريون بدون الأسد.
كما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصريحات الأسبوع الماضي، أنه لا يمكن التوصل لحل في سوريا عبر "بعض القوى" وحدها، في إشارة إلى مفاوضات أستانا التي تجري بإشراف روسيا وإيران وتركيا، وهي نفس الدول التي دعمت عقد "سوتشي".
وعند انتهاء الجولة الثامنة من المحادثات في جنيف الشهر الماضي، دون إحراز أي نتائج، اعتبر نصر الحريري رئيس وفد المعارضة إن المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة في خطر حقيقي، قائلاً، "إن على المجتمع الدولي فعل المزيد لإقناع نظام الأسد بالتفاوض في المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة وإن المحادثات في خطر حقيقي".