بلدي نيوز – (كنان سلطان)
مرة تلو مرة؛ يوزع بشار الأسد صكوك الوطنية على فئات الشعب السوري، الذي بات خارج حساباته، إلا من رهن نفسه حربة في صدور السوريين، وفي تصريح جديد لوفود روسية، يقول بشار الأسد "من غير المناسب أن نقول بأن هناك شريحة سورية، سواء كانت شريحة عرقية أو دينية أو غيرها، تتصف بصفة واحدة، هذا الكلام غير منطقي، هناك تنوع، الناس أجناس، كما يقال باللغة العامية".
ويضيف "مختار المهاجرين" كما يحلو للسوريين تسميته: "لو نظرنا إلى مختلف الشرائح في سورية، فسنرى فيها الجيد والسيئ، الوطني وقليل الوطنية، أو الخائن في بعض الحالات، لذلك عندما نتحدث عن ما يطلق عليه تسميه "الأكراد" في الواقع هم ليسوا فقط أكراداً، لديهم مختلف الشرائح في المنطقة الشرقية مساهمة معهم".
ويعلنها بشار الأسد مجددا فيقول "كل من يعمل لصالح الأجنبي، وخاصة الآن تحت القيادة الأميركية، وهذا الكلام ليس أنا من أقوله، هم يعلنون أنهم يعملون تحت مظلة الطيران الأميركي وبالتنسيق معه، وهم سوّقوا ونشروا صوراً وفيديوهات حول هذا الموضوع، كل من يعمل تحت قيادة أي بلد أجنبي في بلده وضد جيشه وضد شعبه هو (خائن)، بكل بساطة، بغض النظر عن التسمية، هذا هو تقييمنا لتلك المجموعات التي تعمل لصالح الأميركيين".
تعقيبا على تصريحات رأس النظام يقول (جميل ديار بكرلي) مدير المرصد الآشوري لحقوق الإنسان: "لا أريد أن أخوض في جزئيات حديث الأسد، وأود أن أسأل، أي طرف لا يعمل تحت إمرة بلد أجنبي في سوريا؟ وأي مجموعة هي اليوم غير مرتبطة بأجندة خارجية، لا علاقة لها بسوريا؟ وما نراه اليوم وخلال السنوات الست الفائتة، أليس دليلاً على ذلك؟".
ويؤكد (ديار بكرلي) في حديث لبلدي نيوز "معظم الأطراف لا تعمل لصالح الوطن السوري، وإذا طبقنا كلام الأسد، فهذا ينطبق عليه بالدرجة الأولى".
يقول (ديار بكرلي) في حديثه "هناك من يعمل مع الأمريكي وآخر مع السعودي وغيره مع القطري أو الإيراني، ووفق مقياس الأسد، فإن كل السوريين هم خونة، بما فيهم المجموعات المحسوبة عليه، ومع الأسف هذا ما وصلنا إليه، مع التردي في المآلات للقضية السورية، وهذا مرتبط بحالة الارتهان للخارج".
وشدد (ديار بكرلي) على أنها "غريبة عن ثقافتنا السورية، والوطن الذي يجمعنا، فالكل يريد أن يقيم دولته وفق العرف الذي يلغي الآخر، وبهذه الشعارات الكبرى والأحلام الواهية خسرنا سوريا الوطن".
من جهته الناشط السياسي (حمد الطلاع) أشار إلى أن "أسرة الأسد بشكل خاص؛ وربما أغلب الطائفة العلوية، يرون أنفسهم ليسوا جزءاً أصيلاً من الشعب السوري، ولا من الشعب العربي، ولا من المجتمع الإسلامي، وبالتالي كل المشاريع التي نفذتها هذه الأسرة منذ ما قبل وصولها إلى الحكم، خدمة لكل أعداء الأمة وعلى رأس هؤلاء الأعداء إسرائيل وإيران".
ويردف (الطلاع) في تصريحه لبلدي نيوز "ليس آخر هذه المشاريع جلبهم لكل القوى الأجنبية، ومنحها أجزاء واسعة من الأرض السورية، مقابل مساهمتها في حرب الإبادة على الشعب السوري، يعتبرون ذلك جزءاً من واجبهم الذي يقومون به ضد من يعتبرونه العدو الحقيقي لهم، ألا وهو الشعب السوري المسلم".
ويرى (الطلاع) بأن "الأسد اعترف بانتماء الكرد لوطنهم السوري، ومحيطهم العربي، ومجتمعهم المسلم، لأن وصف العمالة للأجنبي، يطلق على المواطن الحقيقي، الذي يتعامل مع قوة أجنبية وليس سواه".