بلدي نيوز – درعا (حذيفة حلاوة)
أطلق عدد من المدنيين في محافظة درعا حملات أهلية لجمع تبرعات لمرضى من المدنيين وعناصر من الجيش الحر المصابين بأمراض مستعصية تحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة لتغطية نفقات علاجهم، لا يتمكن غالبيتهم من توفيرها.
الشاب "أحمد النابلسي" مصاب بمرض السرطان منذ فترة وهو أحد عناصر الجيش الحر يرابط في مناطق مختلفة من المحافظة، منها مدينة درعا وبلدة النعيمة بريف درعا الشرقي ضد قوات النظام.
وبالرغم من إصابته بمرض السرطان وانتشاره في الصدر والعنق والبطن، استمر النابلسي بعمله ضمن صفوف الجيش الحر لأكثر من ثلاث سنوات، وهو الآن بحاجة لاستمرار العلاج وأخذ الجرعات الكيماوية.
ويحتاج النابلسي لجرعات جديدة ومزدوجة بعد تفاقم الورم السرطاني وانتشاره في أماكن جديدة من جسمه، حيث يبلغ ثمن الجرعات شهريا مليون ليرة سورية، فيما تمكن القائمون على الحملة من جمع مبلغ مالي صغير من تبرعات الأهالي في المناطق المحررة ولاجئين ومغتربين خارج سوريا، مع استمرار الحملة لجمع التبرعات للنابلسي.
وبالإضافة إلى الجهد المبذول لعلاج الشاب أحمد النابلسي، قام مجموعة من الشبان في مخيم درعا للاجئين السوريين في مدينة درعا منذ عدة أيام بحملة تبرع لأحد أطفال المخيم بحاجة إلى إجراء عملية قلب مفتوح، تحتاج إلى مبلغ يتراوح بين 600 ألف ليرة سورية وثلاثة ملايين ليرة ولا يملك أهله المبلغ.
حملة التبرع للطفل تمكنت خلال أقل من أسبوعين من جمع المبلغ المطلوب، مما فتح المجال أمام أهل الطفل لإجراء العملية الجراحية له، حيث توقفت الحملة بالرغم من استمرار تبرع الأهالي للطفل.
حملات التبرعات الأهلية تلقي الضوء على التقصير الكبير من قبل المنظمات الإغاثية والطبية تجاه عملها في تكفل حالات الأمراض المستعصية والعمليات التي يحتاج إليها العديد من سكان المناطق المحررة في الجنوب السوري، خاصة مع عدم توفر التجهيزات الطبية اللازمة ومنع الأردن من دخول الحالات الطبية المماثلة.
يذكر أن المناطق المحررة في الجنوب السوري تفتقر إلى التجهيزات الطبية المتقدمة والتي من شأنها تقديم العلاج اللازم للأمراض الخطيرة والعمليات الدقيقة، مما ساهم بشكل كبير في تأزم وضع العديد من تلك الحالات وخاصة الإصابات الحربية التي خلفت عددا كبيرا من الشهداء نتيجة عدم تلقيهم العلاج اللازم.
