بلدي نيوز – اللاذقية (عبد الله محمد)
مع قدوم موسم الحمضيات في سوريا بكل عام يبدأ كابوس التسويق يتسلل إلى كل أسرة تزرع الحمضيات في الساحل السوري، في ظل عجز النظام السوري عن تسويق مادة الحمضيات التي تعد المحصول الأبرز.
وتشير المعلومات إلى أن مليون و37 ألف طن هي التقديرات الأولية لموسم الحمضيات لهذا العام في محافظتي طرطوس واللاذقية، منها /252/ ألف طن في طرطوس و/785/ ألف طن في اللاذقية موزعة على مجموعات البرتقال واليوسفي والحامض والليمون الهندي، ويشكل البرتقال أكثر من 60% من الإنتاج وهي مقاربة لتقديرات الموسم الماضي.
كما أنه على المدى البعيد لا يوجد بديل عن زراعة الحمضيات في الساحل السوري، وجميع ما أدخل من زراعات استوائية لا يمكن أن يكون زراعة بديلة بل رديفة للحمضيات، فيوم صقيع كفيل بالقضاء عليها، إضافة إلى أن الحمضيات منتج عالي القيمة المضافة وتكلفة الإنتاج منخفضة وأسعاره مرتفعة عالميا ويعتمد الموالون عليه بشكل كبير، كون الأراضي قريبة من البحر وتربتها لا تتحمل بقية المحاصيل كالزيتون أو ما شابه.
وعلى الرغم من أهمية وحساسية موسم الحمضيات بالنسبة للفلاح وما يعقده من آمال على الموسم وعلى الرغم من إيمان محافظة طرطوس بهذا الدور الكبير له، كما جاء في محضر الاجتماع الذي بحث واقع تسويق الحمضيات في المحافظة، فتسويق الحمضيات قد بدأ منذ منتصف الشهر العاشر، إلا أن الاجتماع عقد بتاريخ 7/11/2017 وكان المزارع قد وصل لمرحلة لم يعد قادراً على الانتظار، فلجأ إلى (تضمين) بستانه وفق مبالغ زهيدة وخسارة محققة كون النظام دائما ما يتأخر بوضع خطط لتسويق وتوزيع الكميات المتوفرة.
وبحسب "محمد الخالد" أحد المزارعين في الساحل فإنه قطف حوالي 600 كيلو وباع الكيلو في سوق الهال بحوالي 40 ل.س ليكون المبلغ الكلي 24 ألف ل.س، بينما دفع حوالي 17 ألف ل.س (5 آلاف أجرة عمال القطاف، 6 آلاف أجرة تحميل وسيارة النقل، 6 آلاف ثمن الأقفاص).
كما يشتكي "الخالد" ارتفاع أسعار العبوات، حيث يبلغ سعر القفص البلاستيكي المستعمل (سعة 11كغ) 85 ليرة، في حين أن الجديد يبلغ 125 ليرة ويتجه المزارعون لشراء المستعمل لتوفير القليل من التكاليف، بينما يبلغ سعر عبوة الفلين بحدود 70 إلى 75 ليرة للمستعمل والجديد 125 ليرة.
يذكر أن النظام السوري خلال السنوات الماضية عجز عن تصدير كميات لا تصل بمستواها الأقصى إلى 10% فقط من الناتج العام للروس، بسبب مخالفة المنتج للمواصفات الروسية كما يبلغ سعر تصدير الشاحنة الواحدة إلى العراق أكثر من 8000 $ بحسب مصادر محلية.
كما قام وزير الزراعة في حكومة النظام قبل عامين بوضع حجر أساس لبناء مصانع وبرادات لحفظ الفواكه، ولم يتم بناء أي حجر من المشاريع حتى اليوم ليقوم النظام بشراء الحمضيات بأسعار تبلغ نصف تكلفة المزارع التي يضطر لبيعها كي لا تكسد لديه، وليقوم بعدها النظام بتوزيعها على مناطق المصالحات وغيرها كـ"مساعدات إنسانية"!.