بلدي نيوز - دمشق (محمد أنس)
تعدّ منطقة "جنوب دمشق" المحاصر إحدى المناطق التي أحكمت قوات الأسد إطباق الحصار عليها بشكلٍ كامل منذ شهر تموز/يوليو لعام 2013 بعد إغلاق حاجز أول مخيم اليرموك وحاجز الحسينية –في حينها كانت بلدة الحسينية بريف دمشق الجنوبي تحت سيطرة الجيش الحر- الوحيدين الفاصلين بين أحياء وبلدات جنوب دمشق والعاصمة دمشق وذلك أمام حركة المدنيين الداخلين والخارجين.
وقال تجمع ربيع الثورة، لقد تقلّصت في منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2013 مناطق سيطرة الجيش الحر والفصائل الإسلامية بعد عملية عسكرية واسعة للميليشيات الشيعية أبرزها ميليشيا حزب الله ولواء أبو الفضل العباس مدعومة بتغطية جوية ومدفعية من قوات الأسد، أدّت للسيطرة على بلدات البحدلية والحسينية والذيابية والبويضة والسبينة وغزال وحجيرة، لينكفئ الجيش الحر والفصائل الإسلامية باتجاه الداخل نحو مركز العاصمة لتبقى سيطرتهم على أحياء العسالي والقدم ومخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن التابعة إدارياً للعاصمة دمشق وبلدات يلدا وببيلا وبيت سحم التابعة إداريا لريف دمشق الجنوبي.
وأضاف التجمع، أما في الوقت الحالي وبعد هجوم تنظيم الدولة المتكرّر على الفصائل العسكرية جنوب دمشق خلال السنتين الماضيتين، بالإضافة إلى الأحداث الداخلية الكثيرة والمتلاحقة بين مختلف الأطراف، تمكّن تنظيم الدولة مع مطلع شهر أيار/مايو من عام 2015 من بسط سيطرته على أحياء مخيم اليرموك والتضامن والعسالي "جورة الشريباتي" التابعة لحي القدم منطلقاً من حي الحجر الأسود معقله الرئيسيّ، على الرّغم من تواجد بعض المجموعات العسكرية من الجيش الحر والفصائل الإسلامية، كجبهة النصرة في مخيم اليرموك ولواء ثوار دمشق في التضامن على سبيل المثال.
فيما تسيطر فصائل "جيش الإسلام وجيش الأبابيل وحركة أحرار الشام الإسلامية ولواء شام الرسول وكتائب أكناف بيت المقدس" على بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، ويسيطر الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام مع لواء مجاهدي الشام على حي القدم وبالتحديد على منطقتي بورسعيد والمادنية في حي القدم.
وتعتبر جبهة مخيم اليرموك الشمالية التي ترابط عليها جبهة النصرة في مواجهة ميليشيات فلسطينية وسورية موالية لنظام الأسد أبرزها "الجبهة الشعبية-القيادة العامة" و"فتح الانتفاضة" و"الدفاع الوطني"، تعتبر الأكثر سخونة من جبهات الجنوب الدمشقي خلال الأشهر الماضية، حيث شهدت عدّة عمليات عسكرية ضمن نطاق جغرافي محدود في طبيعة الحال، فيما تشهد جبهة الأندلس التي تفصل الجهة الشمالية من بلدتي بيت سحم وببيلا عن حي الأندلس الملاصق لطريق مطار دمشق الدولي الواقع تحت سيطرة قوات الأسد وميليشيا حزب الله اشتباكات عنيفة وعمليات قنص متبادلة بين فصائل الجيش الحر المرابطة على تلك الجبهة من جهة وميليشيا حزب الله وقوات الأسد من جهة ثانية، بالإضافة لحرب أنفاق تمكّن خلالها الجيش الحر من تدمير عدّة أنفاق خلال الأشهر الماضية راح ضحيّتها قتلى من ميليشيا حزب الله وقوات الأسد.
وتدور على جبهة البيرقدار في بلدة ببيلا من الجهة الجنوبية والملاصقة لمدينة السيدة زينب المسيطر عليها من قبل الميليشيات الشيعية وأبرزها ميليشيا حزب الله، تدور اشتباكات وعمليات قنص متبادلة وتفجير أنفاق بمستوى أقل من جبهة الأندلس، فيما تشهد جبهة حي التضامن الشمالية اشتباكات مع ميليشيا الدفاع الوطني وقصف من قبل قوات الأسد لخط الجبهة، وتعدّ جبهتي المادنية وبورسعيد وجورة الشريباتي في حي القدم مناطق اشتباك متقطّعة مع قوات الاسد المتمركزة في محيطها.
وتوصف الجبهة الجنوبية لحي الحجر الأسود معقل تنظيم الدولة الرئيس في جنوب دمشق، والملاصقة لكتيبة الدفاع الجوي في بلدة البويضة ومعمل بردى في بلدة سبينة المجاورة للحجر بأنّها خط التماس الأبرد من ناحية الاشتباكات وعمليات القنص في كامل الجنوب الدمشقي، حيث لا يوجد أي خط تماس آخر بين تنظيم الدولة وقوات الأسد.
وبعد سيطرة تنظيم الدولة على أحياء مخيم اليرموك والتضامن والعسالي موسّعاً بذلك سيطرته خارج حي الحجر الأسود تحوّلت الكتل السكنية المتداخلة والمتجاورة مع بلدة يلدا الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر إلى خط مواجهة واشتباكات، حيث شهدت الأشهر الماضية عمليات عسكرية عنيفة بين الطرفين في محاولة لتقدّم كل طرف باتجاه مناطق سيطرة الآخر، ما أوقع العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، خصوصاً على نقاط التماس في حي الزين جنوب شرق الحجر الأسود من جهة يلدا، ومحيط شارع دعبول شرق حي التضامن من جهة يلدا، ومحيط نقطة المشفى ع حدود مخيم اليرموك الشرقية من جهة يلدا أيضاً.
إذاً في الوقت الذي يستعد فيه تنظيم الدولة للانسحاب من جنوب دمشق باتجاه مناطق سيطرته في الشمال الشرقي من سوريا بعد إتمامه لاتفاق مع نظام الأسد بإشراف مكتب المبعوث الخاص في الأمم المتحدة إلى سوريا السيد ديمستورا، توشك خريطة جنوب العاصمة دمشق على التبدّل والتغيّر لتتّسع مجدداً مناطق سيطرة الفصائل العسكرية.