بلدي نيوز – (عمر يوسف)
في زيارة خاطفة ومفاجئة، قصد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، قاعدة "حميميم" الروسية في الساحل السوري، وكان في استقباله فيها رأس النظام السوري بشار الأسد ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وقائد مجموعة القوات الروسية في سوريا الفريق أول سيرغي سوروفكين.
وأعلن بوتين من قاعدة "حميميم" الجوية الروسية في سوريا، اليوم الاثنين، أن القسم الأكبر من قوات بلاده في سوريا ستعود إلى روسيا، مؤكدا أن تلك القوات استطاعت إلى جانب قوات النظام السوري "القضاء على أكثر المجموعات الإرهابية الدولية قدرة على القتال".
وأمر بوتين ببدء التحضير لسحب القوات الروسية من سوريا، وقال أمام العسكريين في القاعدة "آمر وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة ببدء سحب مجموعة القوات الروسية إلى نقاط مرابطتها الدائمة".
وأضاف "خلال أكثر من عامين قامت القوات المسلحة الروسية مع الجيش السوري بدحر أقوى الجماعات الإرهابية الدولية، ونظرا لذلك اتخذت قرارا بعودة جزء كبير من القوة العسكرية الروسية الموجودة في الجمهورية العربية السورية إلى روسيا".
تعليقات على هامش "حميميم"
ولاقت زيارة بوتين ردود أفعال عدة تسلط الضوء على دلالات الزيارة ومدى جدية بوتين حول سحب قواته من سوريا، كما نالت الإهانة والمذلة التي تعرض لها رأس النظام بشار الأسد حيزا من ردود الفعل، وما كشفت الزيارة عن الهيمنة الروسية على سوريا وتحكمها بمجريات الأحداث على الأرض.
الإعلامي السوري فيصل القاسم نشر تغريدة على موقع "تويتر" شكك فيها في نية روسيا سحب قواتها من سوريا قائلاً: "هل تعلم أن بوتين أعلن سحب قواته من سوريا 3266899431 مرة ولسا قواتو بسوريا… قيررررد".
وفي ذات السياق، كتب القاسم تغريدة ثانية "بالله إذا بوتين سحب قواتو من سوريا مثل ما يدعي مين راح يظل بالقواعد الروسية الدائمة في سوريا".
وأضاف في تغريدة أخرى ساخرا من الأسد "منظرك اليوم يا بشار الأسد وأنت تزاحم الجنود الروس كي تلحق ببوتين وكيف أوقفك الجندي الروسي بطريقة مذلة... منظر تاريخي.. لو كان شعبك معك لما اضطررت إلى الاحتماء بالروس الذين باتوا يستمتعون بإذلالك على الهواء مباشرة".
الكاتب الصحفي الفلسطيني "ياسر الزعاترة" أكد في تغريدة له أن إعلان بوتين بسحب قواته لا قيمة له، مشيرا إلى دلالات هذا الإعلان، حيث كتب "تصريح بوتين بسحب القوات من سوريا، بلا قيمة. قال ذلك قبل عام مضى ولم يحدث. هذا تصريح بعضه للداخل الروسي، وبعضه الآخر لأجل كأس العالم الذي يقترب، ومن ضروراته أن لا تكون الدولة المستضيفة في حالة حرب".
وحول استدعاء بشار الأسد إلى "حميميم"، كتب الزعاترة "السيد (بوتين) يجتمع بدميته (بشار) في قاعدة (حميميم)، وليس في قصره. الدلالة أكثر من واضحة لمن يقرأ. هل شكا الثاني للأول غارات نتنياهو، وطالبه بالتوسط؟! ربما، لكن رضا نتنياهو ليس أمرا هامشيا عند بوتين!! كلهم قتلة اجتمعوا على دماء الشعب السوري".
في حين، رأى الإعلامي السوري ماجد عبد النور أن بشار الأسد بعد زيارة بوتين أمام خيارين، موضحا ذلك عبر تغريدة قال فيها "بشار الأسد أمام خيارين أحلاهما مر، إما أن يبقى ذليلا وضيعا حقيرا بين يدي بوتين، وإما أن يلقى مصيرا كمصير القذافي وصالح".
وحول الموقف المذل الذي تعرض له الأسد من قبل ضابط روسي، قال الإعلامي السوري أحمد أبازيد "أحد عناصر مرافقة بوتين يشد بشار من يده ويمنعه من المشي إلى جانب الرئيس الروسي في حميميم، السيادة الوطنية السورية واضحة من ضحكة الديكتاتور البلهاء".
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أن روسيا ستحتفظ بقاعدتي "حميميم" الجوية وطرطوس البحرية، قبل أن يقدم التهنئة للعسكريين الروس بـما وصفه بـ "نجاح مهمة محاربة الإرهاب في سوريا".
