بلدي نيوز - (نجم الدين النجم)
استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات القليلة الماضية منافسة الفضائيات والامبراطوريات الإعلامية في مجال الأخبار، ولكن لم يكن من المتوقع أبداً أن تمتلك وسائل الإعلام الجديدة أو ما يُعرف بـ"النيوميديا" القدرة على منافسة التلفزيون والفضائيات في مجالات الترفيه والكوميديا والنقد السياسي والاجتماعي، ما اضطر بالفضائيات اليوم إلى استقطاب النشاطات الفعالة في هذا المجال لعقد شراكة معها.
تعتمد "النيوميديا" على شبكة الانترنت وفنون استخدام الصوت والصورة والمونتاج، لإيصال الأفكار بطريقة تفاعلية وجذابة للمشاهد، سواء كانت هذه الأفكار سياسية او اجتماعية او ثقافية، ودخلت "النيوميديا" أيضاً في مجالات الرياضة والتعليم والتدريب.
ونتيجة القهر والاستبداد وتضييق الحريات والمحتوى المسيس الذي تعرضه الشاشات والمواقع الالكترونية التابعة لها، وجد الملايين من الناس في "النيوميديا" متنفساً واسعاً للتعبير والترفيه وإدراك تفاصيل الأحداث حول العالم، حيث تتحلل النشاطات عن أي قيود سياسية أو توجه فكري معين، تفرضها عادة الفضائيات التلفزيونية على برامجها المتنوعة، حيث أصبح أي شخص يمتلك فكرة وقليلاً من الكاريزما قادراً على التأثير والمنافسة في مجال الإعلام المرئي.
وفي الدائرة السورية، ولدت تجارب عديدة في "النيوميديا" وكانت ذات طابع اجتماعي وسياسي وترفيهي وكوميدي في آن معاً، فرضت نفسها بقوة على الساحة الإعلامية، واستطاعت كسب احترام الجميع، ومن المهم أن نذكر أن بعض هذه التجارب كان بشراكة مع قنوات فضائية معروفة، نذكر من هذه التجارب على سبيل الذكر لا الحصر، سلسلة برنامج تيلي أورينت (فرم ناعم) و(دراما للي) وسكيتشات مختلفة أخرها فقرة حملت عنوات (تيلي ترانسليت)، و"الشعب السوري العظيم" لمقدمه "يوسف الملا".
يقول "محمد حاج بكري" وهو معد فقرة "تيلي ترانزليت" الذي بدأ بثه مؤخرا على شاشة "أورينت نيوز": "نهدف من الفقرة إلى إيصال المعلومة للمشاهد بطريقة ساخرة، ولكن ضمن قالب موضوعي غير مبتذل ويحمل روح عالم السوشيل ميديا؛ فكانت فكرة (الترانسليت) فكرة من أحد نوافذ هذا العالم الرقمي ومغايرة لكل التجارب السابقة التي يزدحم بها هذا الفضاء، وأتت من رحم الواقع حاليا، فهو حقيقة بحاجة إلى ترجمة لأن الوضع مبهم ومتقلب".
وأضاف الحاج بكري في حديث لبلدي نيوز "تيلي أورينت مشروع تلفزيوني على النيوميديا، وشهدنا مجموعة برامج تحت مظلة التيلي أورينت مثل فرم ناعم ودراما للي، ليأتي اليوم مشروع تيلي ترانسليت كبرنامج جديد للأورينت على السوشيال ميديا، وضمن سلسلة برامج تيلي أورينت، وهناك مشاريع وانطلاقات لبرامج قادمة".
وحول الفقرة الجديدة، يقول "الحاج بكري": "فريق العمل مكون مني أنا معد الحلقات وصاحب شخصية الترانسليت، والزميلة ربا مارديني الشخصية الأخرى الظاهرة في الحلقات، وهي فتاة طموحة وموهوبة ولها تجارب سابقة في هذا المجال، والزميل أمن العرند مخرج العمل ومطور الرؤية البصرية، ويعمل الفريق تحت إشراف وادارة الزميل محمد عزيزي رئيس التحرير في مكتب إسطنبول". وأضاف "هذه التطورات في العمل جاءت بعد تسلم الصحافي مهند السيد علي إدارة للقناة، ومن جميع العاملين فيها منذ سنوات، وهم أصحاب الدعم الحقيقي للمشروعات الجديدة".
وفي الدائرة العربية، برزت منصة "+AJ" التابعة لمؤسسة "الجزيرة" الإعلامية، وقدمت المنصة عدة برامج قصيرة وسكيتشات ترفيهية لقيت انتشارا واسعاً وتفاعلاً إيجابيا، كما نذكر هنا برامج ظهرت مستقلة في بداياتها على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تتحول إلى برامج فضائية بعد أن استطاعت فرض نفسها بقوة على الساحة، كالبرنامجين السياسيين الساخرين "البشير شو" لمقدمه العراقي "أحمد البشير" وبرنامج "البرنامج" للمصري "باسم يوسف".