بلدي نيوز - (كنان سلطان)
مرت ثلاثة أسابيع على حصارهم في جزيرة نهرية وسط نهر الفرات، على أطراف مدينة دير الزور، بعضهم لقي حتفه جوعا، وآخر قتل بقصف مدفعي للنظام.. استنجدوا بمنظمات دولية، ووجهوا نداء استغاثة إلى الأمم المتحدة ومبعوثها إلى سوريا، دون أن تلقى نداءاتهم أية استجابة، وبعد أن ضاقت بهم السبل، وبات الموت يطوقهم من كل صوب، قرروا أن يسلموا أنفسهم لقاتلهم، هذا ما آل إليه مصير عشرات المدنيين من أبناء دير الزور.
وسلم المدنيون المحاصرون في جزيرة “حويجة قاطع” النهرية شمال دير الزور، أنفسهم لقوت النظام، وذلك بعد ثلاثة أسابيع تقريباً من الحصار الخانق على الجزيرة، بعد أن عانوا الجوع والقصف والمرض.
وقالت مصادر محلية إن المدنيين المحاصرين في "حويجة كاطع" سلّموا أنفسهم صباح يوم أمس لقوات النظام، جراء الحصار الذي فرض عليهم وفقدان مقومات البقاء والاستمرار، فضلا عن تقدم قوات الأخير داخل هذه الجزيرة.
وكانت مجموعة غيرهم قد سلمت نفسها إلى قوات النظام والميليشيات التي تسانده، قبل عدة أيام، وسبقهم إلى ذلك مقاتلو التنظيم، وبحسب المصادر فإن قرابة 50 مدنيا مازالوا يرفضون تسليم أنفسهم، على الرغم من إدراكهم لمصيرهم المحتوم.
وقتل النظام من المحاصرين في (حويجة كاطع) أكثر من 20 مدنيا، جلهم من الأطفال والنساء، فضلا عن وفاة عدد من الأطفال جراء الجوع.
وتجدر الإشارة إلى أن المحاصرين في الحويجة كانوا قد وجهوا عدة نداءات استغاثة، للتدخل وإنقاذهم بعد أن ضاقت بهم السبل، ولم يكن يفصلهم عن النجاة سوى مئة متر، حيث تسيطر قوات قسد.
وأبدى نشطاء ومراقبون تخوفهم على مصير هؤلاء المدنيين، ونوهوا إلى أن النظام سيعمل على استثمارهم إعلاميا ومن ثم يقتلهم، وهذا ما شهدته بعض أحياء دير الزور عقب سيطرته عليها.
