بلدي نيوز - (كنان سلطان)
تتقدم قوات النظام وعديد الميليشيات الطائفية، التي تدين بالولاء لإيران بشكل أساسي؛ ومنها على وجه الخصوص "حزب الله" وميليشيات شيعية مختلفة، خلال اليومين الماضيين في أحياء مدينة دير الزور، بغطاء جوي روسي، أحال المكان إلى دمار دون الاكتراث بمصير عشرات العائلات المحاصرة منذ سنوات.
تفيد الأخبار بتقدم قوات النظام في أحياء (العمال والطحطوح وشارع بور سعيد)، وكان قد سيطر أمس على حيي (العمال والعرفي)، فضلا عن سيطرتها على الملعب البلدي، عقب مواجهات مع من تبقى من مقاتلي التنظيم.
وواصلت هذه القوات التقدم؛ وتوغلت اليوم الأحد في حي (الحميدية) أكبر أحياء المدينة، وسيطرت على مواقع عديدة فيه، بعد أن فرضت حصارا على المدينة، منذ ما يزيد على الأسبوعين.
في هذا الصدد؛ يرى الكاتب الصحفي السوري (فراس علاوي)؛ بأن تقدم النظام والسيطرة السريعة، إنما هو أمر طبيعي في سياق ما تشهده المحافظة من تحولات على الصعيد العسكري وتبادل السيطرة، بالإضافة إلى الانسحابات التي ينفذها التنظيم لمصلحة كل من "قسد" وقوات النظام في خطين متوازيين.
يقول (علاوي) في تصريح لبلدي نيوز "التقدم الذي يحققه النظام عمليا لا يغير في المعادلة شيء، إذ سقوط المدينة بيده لا يعدو عن كونه مسالة وقت، ويعطيه بعض الدفع المعنوي الذي يبحث عنه أصلا".
ويشير في حديثه إلى وجود بعض المدنيين وقلة من مقاتلي التنظيم المحليين، وهذا يجعل عملية السيطرة سهلة ومحسومة.
وأبدى (علاوي) مخاوفه حول مصير من تبقى في هذه الأحياء، حيث قال "هناك مخاوف من عمليات انتقامية، من قبل قوات النظام والميليشيات التي تقاتل إلى جانبه، حيث لايزال هناك 164 عائلة محاصرة في أحياء (الحميدية والعمال والمطار القديم)، وجلهم من الأطفال والنساء".
وأضاف "سيعمل النظام على تصفية كل من تطاله يده، ولا يمكن التكهن بما سيفعله، خاصة وقد تعرض عشرات المدنيين للتصفية الميدانية على يد عناصر النظام في بعض الأحياء التي دخلها".
ويعيش قرابة 2000 مدني في الأحياء المحاصرة في مدينة دير الزور، يفرض عليهم النظام وميليشياته حصارا خانقا، وتتعاظم المخاوف على مصيرهم جراء القصف المستمر، حيث يستهدفهم النظام بالبراميل المتفجرة، إلى جانب ما تلقيه الطائرات الروسية.