بلدي نيوز - (أحمد عبد الحق)
قدم "فريق الرقة تذبح بصمت" إحصائية بالأرقام لحصيلة الخسائر البشرية والمادية خلال الفترة الممتدة بين التاسع من شهر حزيران حتى الخامس عشر من شهر تشرين الأول، وهي الفترة التي شهدت معارك بين ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية " قسد" وتنظيم "الدولة" في معقل التنظيم الرئيسي بمدينة الرقة، ضمن المرحلة الثالثة من معركة "غضب الفرات" التي أعلنتها قسد للسيطرة على مدينة الرقة بدعم من التحالف الدولي.
وتضمنت الإحصائية توثيق استشهاد 1873 مدنيا قضوا بضربات التحالف الدولي و"قسد"، وخلال تعرضهم لألغام التنظيم خلال هروبهم من المدينة، إضافة لآلاف الجرحى من المدنيين، حيث تعرضت المدينة لأكثر من 3829 غارة جوية نفذها التحالف الدولي الداعم لقوات "قسد"، فيما أطلقت مدفعية "قسد" آلاف القذائف المدفعية والصاروخية، تركزت الغارات والقصف على المناطق المدنية بشكل أساسي.
ورصد الفريق عمليات القصف اليومية التي طالت البنية السكنية والمرافق الخدمية من مساجد ومدارس وجامعات وجسور رئيسية، وثقت خلالها دمار شبه كلي في البنية السكنية بنسبة 90%، ودمار كبير في 29 مسجدا، و 8 مشافي طبية، و 40 مدرسة تعليمية، و 4 جسور، و 5 جامعات.
وانعكست المعركة التي خاضها طرفي الصراع ممثلين بقوات "قسد" وتنظيم "الدولة" في مدينة الرقة وضمن أحيائها لأكثر من أربعة أشهر بشكل كبير على حياة المدنيين، بسبب القصف المتواصل وارتكاب عشرات المجازر بحقهم، مع انعدام كامل مقومات الحياة، ومنع التنظيم خروج المدنيين في أسابيع المعركة الأولى، دفع آلاف المدنيين لاحقاً للمخاطرة والخروج تحت وطأة القصف وتهديد ألغام التنظيم التي فتكت بهم، وسجل المئات من الشهداء والجرحى من المدنيين قضوا خلال محاولة نزوحهم من المدينة، قدرت نسبة من نزح خلال هذه المدة بـ 450 ألف نازح.
ولم يكن خروج المدنيين من مدينة الرقة وكل ماعانوه من موت لاحقهم في مناطق نزوحهم بقصف الطيران الروسي وطيران التحالف الدولي وألغام التنظيم، حيث تتفاقم أوضاع الآلاف من المدنيين الذين وصلوا للمخيمات التي جهزتها قوات "قسد" في مناطقها والتي باتت كسجن كبير تحتجز فيه آلاف المدنيين، وسط أوضاع إنسانية بالغة في الصعوبة، دفعت نشطاء المحافظة لمناشدة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لضرورة الوقوف على حالهم وتقديم المساعدة لهم.
مدينة الرقة التي تعتبر من أولى المحافظات الخارجة عن سيطرة قوات الأسد، واجهت حملة تدمير شاملة من قبل التحالف الدولي وقوات "قسد" باسم "محاربة الإرهاب"، دمرت خلال هذه الحملة جميع معالمها التاريخية والجسور الرئيسية، التي تعتبر عصب الحياة كونها تربط المدينة بمحيطها، إضافة لأن المعركة الأخيرة تسببت بأكبر حركة نزوح منها باتجاه الريف، وسلمت المدينة لقوات "قسد" خالية من سكانها الأصليين.