بلدي نيوز – (خاص)
استفادت ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية من الهجمات العكسية التي يقوم بها تنظيم "الدولة" ضد قوات النظام وروسيا في دير الزور والبادية السورية، وهو الأمر الذي رجح كفة "قسد" للتقدم في شرق الفرات.
وشهدت الأيام الأخيرة سباقاً بين حلفاء واشنطن وحلفاء موسكو للسيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة" شرق نهر الفرات والتي تعتبر أكبر حقول النفط سوريا.
وتمكنت قوات "قسد" بدعم من قوات التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا من السيطرة على حقل غاز "كونيكو" وهو أكبر مصنع للغاز في الشرق الأوسط، مما سبب ضربة قوية للنظام وداعميه، حيث تم اعتبارها إهانة وتقليل من قيمة الانتصار في دير الزور، تبعها النظام بقصف مواقع "قسد" في حقل "كونيكو"، وهو الأمر الذي رفع من احتمالية حدوث صدام عسكري بين الطرفين.
وقال المدير التنفيذي لشبكة دير الزور ٢٤، عمر أبو ليلى لبلدي نيوز إن قوات "قسد" تقدمت في شرق الفرات وتمكنت من بسط سيطرتها على مدينة "الصور"، مما يجعلها متقدمة على قوات النظام التي كانت قد وصلت إلى قرية "خشام".
وتوقف تقدم قوات النظام المدعومة بميليشيات إيرانية في دير الزور بعد الهجمات العكسية التي قادها التنظيم المتشدد، والتي أدت إلى سيطرة الأخير على قريتي "كباجب" و"الشولا" وجبل مطل على مدينة "السخنة" في البادية السورية. كما هاجم عناصر التنظيم مواقع النظام شرق الفرات في قريتي "مراط" و"مظلوم"، وحسب أبو ليلى فأن الجسر العسكري الذي بنته القوات الروسية والذي أمن عبور قوات النظام إلى الطرف الثاني من النهر، بات تحت مرمى عناصر التنظيم، مضيفاً أن النظام خسر عددا كبيرا من قواته خلال اليومين الماضيين.
الخسارة المفاجئة للنظام وروسيا قد تجعلهم مقتنعين في البقاء جنوب وغرب النهر، وتثبيت قواعدهم فيه بدلاً من الدخول في حرب طاحنة مع قوات "قسد"، وذكرت مصادر إعلامية غربية أن روسيا على وشك إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في دير الزور، لتكون أكبر قاعدة للقوات الروسية بعد قاعدة "حميميم" الجوية في اللاذقية، حيث رصد موقع "فيتيرانس توداي" الأمريكي بعض الأسباب التي دفعت روسيا إلى اختيار دير الزور لتكون مقر قاعدتها العسكرية الجديدة، وأرجع ذلك إلى أهمية دير الزور الاستراتيجية، والمسافة الطويلة بين قاعدة "حميميم" الجوية التي تديرها روسيا على السواحل السورية وشرق أو وسط سوريا، إضافة إلى تفوق قدرات قاعدة دير الزور الجوية.
كما اعتبر الموقع أن قرب دير الزور من القواعد الأمريكية في العراق وحقول النفط الرئيسية في سوريا، يدفع بروسيا للحرص على الاستثمار فيها، ومنع قوات "قسد" من عبور نهر الفرات والاندفاع إلى الجنوب الذي يعد موطنا لأغنى حقول النفط في سوريا.