بلدي نيوز-(خاص)
أصيب القطاع الزراعي في ريف درعا الغربي بنكبة كبيرة، وخصوصا في موسم البندورة، التي تراجع فيها سعر الكيلو إلى 8 ليرات سورية، مما يعني خسارة محتمة نتيجة إتاوات النظام على طرق التصدير نحو العاصمة، وباقي المحافظات السورية، ناهيك عن ارتفاع سعر تكلفة الإنتاج بسبب تضاعف أسعار مادة الديزل وندرة الأسمدة وغلاء أسعارها.
(أبو محمد) مزارع من ريف درعا يشكي خسارته في زراعة البندورة قائلا: " في البداية وقبل الثورة وحتى أثنائها فإن البندورة الحورانية تتصدر سوق البندورة في جميع المحافظات السورية وتحظى بمكانة ورغبة عالية نتيجة جودتها وطعمها المميز، إلا أن ما يجري الآن من حصار علينا كأصحاب مشاريع زراعية وإغلاق منافذ التصدير أمامنا، لهو أمر قد يدفع الكثير منا إلى هجرة العمل الزراعي، مما سينعكس سلبا على السوق السورية في مجال الخضار بكل تأكيد".
وأضاف (أبو محمد): " البعض يتحدث عن حجم إنتاج كبير هذا العام وفي نهاية الموسم، إلا أنه على الرغم من كبر حجم الإنتاج فإنه حاجة السوق كبيرة لهذا المكون الأساسي في بيوت السوريين، ولطالما كان لدينا خيارات واسعة في تصدير وبيع البندورة من بيعها للمحافظات الثانية وحتى البيع لمعامل صناعة الكونسروة التي اختفت بعد تدمير العديد منها من قبل النظام".
بدوره، قال (أبو ياسين) وهو تاجر خضار في درعا: " إن عملية الإنتاج لا بديل عن القيام بها بمادة المازوت، وذلك بعد التجارب الغير ناجحة لتشغيل مولدات الديزل بالطاقة الشمسية الغالية جدا والتي تصل تكلفة شرائها 12 ألف دولار تقريبا".
وأوضح أن مجموعة من الفلاحين لا تتجاوز نسبتهم 5% من مجمل الفلاحين، قاموا بتجربة استخدام الري بالطاقة الشمسية للاستغناء عن مادة الديزل، ولكن بسبب ارتفاع تكاليف التحول لهذه الطريقة لم يكملوا التجربة فيها.
ويعيش القطاع الزراعي في درعا حالة صعبة، إذ ترافقت أزمة تصريف المحاصيل وخصوصا البندورة مع غلاء الأسعار في مادة الديزل من 150 ليرة للتر الواحد إلى 500 ليرة سورية، مما ضاعف كلفة الإنتاج ثلاثة مرات تقريبا، حيث تحتاج المحاصيل الزراعية للري عبر الآبار التي تحتاج بدورها إلى مولدات الديزل، الذي بات الحصول عليه بشق الأنفس بعد إغلاق طرق التهريب التي كان يصل بها الديزل لدرعا عبر الصحراء السورية في البادية من مناطق سيطرة تنظيم الدولة، إلا أن سيطرة النظام على هذه الطرق ، أدت لتحكمه بشكل شبه كامل بسعر المازوت ومنع دخول هذه المادة إلى المناطق المحررة إلا بالإتاوات التي تضاعف سعر هذه السلعة الهامة.