بلدي نيوز – (تركي مصطفى)
- تمهيد:
تشهد المعركة الجارية في دير الزور تطورات ميدانية بين أطراف الصراع، يجسدها انكماش تنظيم الدولة، وتقدم الميليشيات المتعددة الجنسيات، والاتجاهات، المنضوية تحت أجنحة الطيران الروسي والأميركي، لتتعاظم الحملة العسكرية بالتركيز على استهداف المدنيين في سلسلة مجازر مروعة، يتناوب على ارتكابها كل أطراف الصراع في ظل استبعاد الجيش السوري الحر، وحشره في زاوية طرفية على الحدود مع الأردن والعراق، لتتشابك المصالح تارة وتتباعد تارة أخرى بهدف تحقيق استراتيجيتين متدافعتين بين موسكو وواشنطن اتفقتا على استبعاد أي دور فاعل لقوى الثورة السورية يحمل أجندات وطنية.
تقدم هذه الورقة وصفًا موجزا للحملة العسكرية التي يشنها تحالف الروس والأميركان ضد مدن وقرى وادي الفرات بحجة محاربة الإرهاب، ونوطئ لهذه الورقة باستعراض تحليلي موجز لاستراتيجية الحلفاء في زج العنصر العربي (شبيحة العشائر) في المعركة الدائرة، لما في ذلك من أبعاد عسكرية متصلة بسيرها وأهدافها، وتركز الورقة على الأهداف الاستراتيجية في إبعاد الجيش السوري الحر عن هذه المعركة للهيمنة العسكرية عليها دون إبداء أي اعتراض من الأطراف المنضوية تحت راية الروس والأميركان، بخلاف الجيش الحر الرافض لكل الضغوطات والمغريات التي قدمتها واشنطن لدخوله الحرب ضمن تحالف قسد، وتستعرض الورقة أساليب تنفيذ الاستراتيجية الروسية الأميركية في منطقة وادي الفرات، وما سيتمخض عنها من تحولات كبيرة في المنطقة الأكثر أهمية في الخارطة السورية.
وأخيرا تحاول الورقة تقديم رؤية واضحة لما ستؤول إليه الأحداث، واستنتاج المشهد المستقبلي للمنطقة وفق المعطيات القائمة.
- مقدمة:
تتقاسم روسيا والولايات المتحدة أعباء الحملة العسكرية الجارية في دير الزور ضمن تحالفات عسكرية تضم الميليشيات الإيرانية وقوات الأسد وشبيحة العشائر المحلية بقيادة (تركي البوحميد) وهؤلاء تحت أمرة روسيا، ويضم تحالف الولايات المتحدة قوات قسد التي يشكل حزب (ب ي د) الكردي عمادها الرئيسي وتضم داخلها مجلس دير الزور العسكري وغالبيته من أبناء قبيلتي البكير، والبقارة، (ياسر الدحلة، وأحمد الخبيل)، فيما يغيب عن مشهد المعارك الجيش الحر الممثل الحقيقي للثورة السورية الذي يرابط على الحدود مع الأردن والعراق بصفة حارس، ولا يسمح له بمواجهة قوات نظام الأسد ولا الميليشيات الشيعية الإيرانية.
وتناط بكل من الولايات المتحدة، وروسيا مهام عسكرية تتجسد في الحملة الجوية التي دمرت مدينة دير الزور وريفها على رؤوس أهلها بذريعة الحرب ضد تنظيم الدولة، وبينما تتفقان في إدارة المعركة عبر مراكز تنسيق عسكرية في الرصافة القريبة من الرقة، وفي قرية العكيرشي، نجد تباينات بينهما في الأهداف والغايات، وفي الوقت الذي كان فيه الجيش الحر يصارع تنظيم الدولة في البادية السورية، كان الروس وحلفهم يستكملون تدمير المناطق المحررة، ويتقدمون في البادية شرقا لمنع الجيش الحر من الوصول إلى محافظة دير الزور، بالمقابل أصدرت الولايات المتحدة قرارا بوقف دعم الجيش الحر، وطالبته بعدم مواجهة قوات الأسد وحلفائه الإيرانيين في البادية السورية، والانسحاب من مواقعه إلى الأردن.
ويغلب على الروس والأميركان في هذه المعركة تقديم مصالحهم الخاصة على مصالح حلفائهم وخاصة الطرف السوري من جيش حر وشبيحة العشائر والمجلس العسكري لدير الزور وكلهم من أبناء وادي الفرات باختلاف توجهاتهم، وهم المعنيون بما يجري في مناطقهم، ويتحملون التكاليف الرئيسية للمعركة، إذ دفعوا فاتورة دم باهظة، ففي المواجهة التي دارت في قريتي السبخة والغانم العلي، قتل ما يقارب 300 شبيح عشائري زج بهم الأسد في مواجهة التنظيم، بينما لاذ ضباطه بالفرار، وفي الجهة الأخرى يواجه ما يسمى المجلس العسكري لدير الزور المنضوي تحت راية قسد بقيادة الشبيح الدحلة وزميله الخبيل، مفخخات التنظيم التي قتلت العشرات من مقاتلي العشائر على أطراف المدينة الصناعية، بينما "الهفالات" في ميليشيا (ب ي د) الكردي تتفرج على أشلاء عناصر المجلس العسكري وهي تتطاير في الهواء، وبذلك المتضرر الأول من فشل ونجاح معركة دير الزور هم أبناء هذه المحافظة التي باتت مركز استقطاب أطراف الصراع لأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية.
-الأهداف الاستراتيجية:
من المعروف أن هناك حسابات أميركية- روسية تقف خلف المعركة الحامية الوطيس في دير الزور، بانتظار استغلال نتائجها لتقاسم النفوذ أو الاختلاف فيما بينهما، ولا يمكن النظر إلى تدخلهما في المنطقة من باب محاربة تنظيم الدولة فحسب، ودعم نظام حكم شرعي ديمقراطي كما تروجان، وإن أقل ما يمكن تفسيره هو السيطرة على منابع النفط في وادي الفرات، والاحتلال المباشر للمنطقة التي تعتبر امتدادا طبيعيا للعراق. فضلا عن البادية السورية التي تتمتع بموقع استراتيجي، ما جعل الإيرانيين يسيطرون على جزء منها بما يمكنها مع الروس من لعب دور فاعل في سورية، اقتصاديًّا وعسكريًّا، من هنا، كثف الروس دعمهم العسكري المباشر لبشار الأسد، كما زاد نفوذ إيران بشكل متعاظم، مما جعل ميزان القوى يميل لصالح إيران وروسيا فاندفعت الولايات المتحدة الى زيادة تعزيز علاقاتها مع الميليشيات الكردية من أجل استخدامهم في الحد من النفوذ الإيراني والروسي في منطقة وادي الفرات، حيال هذه الاختلافات بين أطراف الصراع يعتبر الجيش السوري الحر المنتشر في البادية السورية وأماكن أخرى في المناطق المحررة الخصم الكبير للمتصارعين بما يمثل من شرعية، وما يحمل من رؤية وطنية مستقلة تجسد أهداف الشعب السوري الثائر، لذلك استهدفه الحلف الروسي بالطائرات والمدفعية وصنفوه في خندق الإرهاب، بينما عملت الولايات المتحدة على تفتيته واستبعاده من معادلة معركة دير الزور بما يخدم سياستها التوسعية التي يعارضها الجيش الحر وحاضنته الشعبية.
كما يتيح استبعاد الجيش الحر، إحكام الولايات المتحدة مع قوات قسد، السيطرة على منابع النفط في الضفة اليسرى من الفرات التي تسمى محليا (الجزيرة)، فيما تسيطر روسيا مع حلفائها من قوات الاسد والإيرانيين على الضفة اليمنى (الشامية)، لذلك لا بد من استبعاد الجيش الحر كقوة شرعية لا يمكن لها القبول بديمومة تواجد المحتلين بخلاف المرتزقة من قوات الأسد وتحالف قسد اللذين يستمدان شرعيتهما وقوتهما من وجود المحتلين.
مع تجلِّي الكثير مما يجري في وادي الفرات عسكريا وسياسيا يتضح بما لا يترك مجالا للشك، سعي الولايات المتحدة وروسيا إلى تقاسم النفوذ والمكاسب كل بحسب ما يملك من قوة على الأرض، فروسيا التي تعمل على تعزيز طموحها السياسي والاقتصادي والعسكري كقوة كبيرة ذات تطلع دولي تدخل في سباق مع الولايات المتحدة التي تعاني أزمة سياسية داخلية خانقة تتعلق بشرعية رئيسها ترامب، وبناء على ذلك فالظاهر يشير إلى تفاهم وتنسيق بينهما، ولكن المستقبل يشي بخلافات عميقة قابلة للانفجار في كل لحظة، أما الاتفاق الأكيد بينهما، هو التفاهم المشترك منذ البداية على أهداف استراتيجية في إبعاد الجيش الحر، والتي باتت تتبلور وفق ما يلي:
1- تعزيز النفوذ المطلق في وادي الفرات بما يحقق التالي:
أ- الاحتلال العسكري المباشر للمنطقة الغنية بثرواتها، والتي تشهد تنافسا شديدا بين إيران والميليشيات الكردية.
ب- تقوية روسيا لمركزها السياسي دوليا في مواجهة الولايات المتحدة للضغط عليها لتسوية قضايا خلافية كبرى في أوكرانيا، وشرق أوروبا، والعقوبات الاقتصادية.
ج- تسابق إيران والميليشيات الكردية وقوات الأسد على مكافحة الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة بوصفها رخصة دولية لممارسة القتل والانتقام من الشعب السوري، وطريقا سهلا لكسب رضا القوى الدولية، وتبرئة أنفسهم من الجرائم التي ارتكبوها وبالأخص الأسد الكيماوي.
2- تقسيم منطقة الفرات إلى كيانين منفصلين:
الأول "الجزيرة": ويمتد من الرقة إلى دير الزور فالبوكمال، تكون السلطة فيه لقوات قسد بحماية أميركية.
والثاني "الشامية": وتضم المنطقة الواقعة على ضفة الفرات اليمنى من ريف الرقة الجنوبي وحتى مدينة دير الزور، والسلطة فيها لنظام الأسد والإيرانيين بحماية روسيا.
وفي الواقع قسمت المنطقة إلى كيانات وذلك من خلال ما يلي:
أ- السيطرة العسكرية الروسية على المنطقة الواقعة بين السخنة ودير الزور، إضافة إلى أحياء المدينة الواقعة تحت سيطرة قوات الأسد وميليشيا حزب الله اللبناني، وبالمقابل سيطرت الولايات المتحدة بحلفائها من قوات قسد على غالبية ريف دير الزور الشمالي الغربي، وتعمل على استكمال سيطرتها لريف دير الزور الشرقي حتى البوكمال، وتحاول وصلها بقاعدة الزكف القريبة من حميمة على الحدود السورية العراقية.
ب- التفاهم بين الولايات المتحدة وروسيا على إيجاد وضع خاص لإدارة مدينة دير الزور من خلال مجالس مشتركة بين نظام الأسد وقسد، أو مقايضة الرقة بدير الزور.
ج- السيطرة الفعلية الروسية الأميركية على آبار النفط المحاذية لضفتي النهر في دير الزور، يقع منها خمسة قطاعات نفطية على الضفة اليمنى، وثلاثة منها على الضفة اليسرى، مع إيجاد صيغ معينة لامتيازات التنقيب والاستثمار مستقبلا.
د- القضاء نهائيا على قوى الثورة السورية السياسية والعسكرية، باستهداف الجيش السوري الحر بوصفه ذراعها العسكري، فضلا عن تصنيف روسيا له بالتنظيم الإرهابي.
تبدو هذه الأهداف واضحة، وفي طريقها للتنفيذ، بعد أن تمكنت روسيا والولايات المتحدة من تذليل العقبات بعد اتفاقية التنسيق العسكري بينهما، أو ما يسمى منع التصادم، فحققتا من وراء ذلك مكاسب عسكرية على حساب تنظيم الدولة المتقهقر.
- استراتيجية استبعاد الجيش الحر:
اعتمدت كل من روسيا والولايات المتحدة في معركة دير الزور استراتيجية " القوة المفرطة" وهي الاستراتيجية الأكثر تدميرا في تاريخ الحروب الدولية المعاصرة، سعيا وراء تحقيق أهدافهما انطلاقا من التوافق البيني الجاري في تنافس واضح يمنع طرفا دون آخر من الاستئثار الكلي بالمكاسب مما فتح المجال واسعا للتفاهم بين موسكو وواشنطن منذ اجتماع هامبورغ الذي ضم بوتين وترامب، وما نتج عنه من غرف عمليات تنسيق عسكرية مشتركة (الرصافة، العكيرشي، عفرين) ولكن ما يقوم به حلفاء الطرفين يعكس مدى الاختلاف بينهما عبر تصريحات أدلى بها نظام الأسد الذي ينوي السيطرة على كامل المدينة، والتقدم باتجاه الضفة اليسرى، بينما هدد مسؤول المجلس العسكري لدير الزور المنضوي تحت راية قسد على أن مجرى نهر الفرات، سيكون خطا أحمر فاصلا بين الطرفين، ولأجل تنفيذ مطامع الروس والأميركان، اتبعا وسائل مختلفة تصب في مصلحتيهما، ويمكن إجمالها بالتالي:
1- تدمير مدن وقرى وادي الفرات:
توافق الروس والأميركان على المشاركة لمكافحة الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة، وهو أسلوب تقليدي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المعلنة، وهي خارج إطار تمكين القوى المحلية العربية من حكم هذه المناطق، لقد تجلى ذلك من خلال الحملة العسكرية الروسية-الأميركية المشتركة التي استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة الجوية والبحرية والبرية، التي تسببت بأكثر من 40 مجزرة خلال شهر واحد في مدينة دير الزور وريفها، (الميادين، وبقرص، وجديد بكارة، وطابية شامية، وخشام، والبصيرة، ومراط، والشميطية) وغيرها من قرى وبلدات، وإلى استهداف المعابر المائية القائمة على مجرى نهر الفرات، مما أدى إلى استشهاد المئات وجرح أضعافهم من المدنيين الأبرياء دون وجود إحصائيات دقيقة توثق أعداد الشهداء، بالإضافة إلى استهداف المشافي والنقاط الطبية، وإطباق الحصار الاقتصادي على المنطقة مع انقطاع تام للتيار الكهربائي ومياه الشرب، وكان أعنف تلك المجازر مجزرة البوليل الموثقة والتي ارتقى فيها 115 شهيدا، وتلاها مجازر معبر الحوايج وقرية مظلوم ليصل العدد إلى 80 شهيدا جلهم من الأطفال والنساء.
سيكون من المهم الإشارة إلى أن حملة الروس والأميركان العسكرية لمكافحة الإرهاب مثار جدل فتركيز الحملة يستهدف المدنيين قبل غيرهم بصرف النظر عن القوانين الدولية التي تحمي المدنيين في الحروب.
2- الاعتماد على المرتزقة:
تهافتت كتل المرتزقة النفعيين والوصوليين، للانضواء تحت رايات مختلفة تحت ظلال أجنحة الطيران الأميركي والروسي، لتبرير قيامهم بجرائم انتقامية كما تفعل الميليشيات الشيعية الإيرانية، و(ب ي د) الكردية، أو طائفية يمارسها ضباط النظام أمثال (سهيل الحسن، وعصام زهر الدين) ضد المدنيين، وبعض العشائر المرتزقة في وادي الفرات الساعين للارتزاق بسفك دماء أقاربهم، وتحقيقا لغايات بعض شيوخ العشائر في الوصول إلى مناصب (نواف البشير) من البقارة، و(تركي البوحميد) من الأبو شعبان، وإذا حاول أحد التمرد فمصيره القتل المبرر بأخطاء النيران الصديقة التي قتلت العشرات من عناصر العشائر المشكوك بولائهم لأجندات الروس أو الأميركان.
- خلاصة:
هذه الاستراتيجية التي اتبعتها القوى الكبرى في سورية سعت منذ وقت مبكر لصناعة قوى عسكرية مناوئة للجيش السوري الحر، ولا تخرج عن طاعة الروس والأميركان، لذلك رفعت واشنطن الغطاء السياسي، وأوقفت الدعم العسكري عن الجيش الحر في البادية السورية وجعلته عرضة لهجوم بري شنته الميليشيات الايرانية المدعومة بالطيران الروسي الذي استهدف مخيمات النازحين في رويشد والحدلات على الحدود الأردنية، ومن ثم تهجيرهم مرة أخرى، تقليصا لنفوذ الجيش الحر والضغط عليه لإرغامه على الالتحاق بقوات قسد في الشدادي لمواجهة تنظيم الدولة في ريف دير الزور الشمالي والشرقي الواقع في المجال العملياتي العسكري لواشنطن، وليكون أداة طيعة بيد القوى التي ستهيمن على وادي الفرات بعيدا عن الشعارات الثورية التي يرفعها والمتضمنة وحدة التراب الوطني، واستقلالية القرار السياسي في بناء دولة وطنية يسودها القانون.
في الآفاق المنظورة لمجريات الحرب الدائرة في محافظة دير الزور ثمة ما يشير إلى اقتراب انفجار الصراع بين حلفاء القوتين الرئيسيتين، فالولايات المتحدة دفعت بحلفائها إلى المعركة بارتباك استراتيجي واضح، مانعة تقدم تحالف الروس إلى الضفة اليسرى للفرات، فيما يحاول تنظيم الدولة اتباع استراتيجية محدثة في الدفاع عن مناطق نفوذه ضمن الكتل البنائية باستخدام حرب الشوارع، واستنزاف القوى المهاجمة، والتفكير بالانسحاب التدريجي من دير الزور واضعا تحالف موسكو وواشنطن وجها لوجه في ظل تنامي نزعات انفصالية مناطقية بين غرب وشرق الفرات تستقوي بالطيران الروسي والأميركي، لتتحول المنطقة الى دوائر مشيخية يقف على رأسها نواف البشير العميل المزدوج للروس والأميركان، ومثله من الشيوخ والوجهاء المرتبطين بالمحتل، مع تصاعد نشاط تنظيم الدولة العسكري بأساليب متعددة والذي سيكثف من عملياته ميدانيا، ما دامت الظروف مواتية له حتى وإن سيطر الروس والأميركان على كامل محافظة دير الزور، فالاحتلال العسكري لا يجلب الأمن والاستقرار في ظل إقصاء قوى الثورة السورية صاحبة الحق في إدارة مناطقها. كما أن العلاقة بين قطبي القوة الضاربة في وادي الفرات تتجاذب للدخول في نفق مظلم سيجعل حينها (الروس والأميركان) يدركون أنهم وقعوا في فخ، بعدما أضفوا على الحرب طابعا مذهبيا وعرقيا ومناطقيا، سيتعاظم كلما اقتربت الأطراف المتصارعة من بعضها جغرافيا.