إنزالات جوية متلاحقة بدير الزور.. نهاية أدوار أم نهاية التنظيم؟

بلدي نيوز - (كنان سلطان) 
عمليتا إنزال جوي في غضون أقل من 40 ساعة، نفذتهما طائرات يرجح أنها للتحالف الدولي، سيما وأن الأخير هو من يتسيد الفضاء في المنطقة، ولا حاجة للروس أو النظام لمثل هذه العمليات، فالطريق اليهم أقصر وواضح خاصة وأن حالات عدة كانت شاهدة على التحول السريع والسلس لأشخاص ظهروا في الضفتين.
تقول الأخبار بأن ثمة عملية إنزال قامت بها مروحيات في منطقة (البو ليل) الواقعة إلى الشرق من مدينة دير الزور بنحو 25 كم، فجر الخميس، حطت هذه المروحيات على علو منخفض في منطقة البادية، انتشلت عددا من الشخصيات؛ لابد وأنهم يتمتعون بمكانة هامة لدى الجهة التي نفذت هذه العملية.
وجاءت عملية الإنزال هذه عقب أقل من يومين لعملية مشابهة، كان مسرحها حي (اللايذ) في بلدة (بقرص) في الريف الشرقي لدير الزور، حيث حطت طائرات للتحالف فوق أحد المنازل، الذي يتخذ منه التنظيم مقرا وسجنا لمعارضيه ومستودعا للسلاح، وبعد مواجهات متقطعة تمكنت هذه الطائرات ومن على متنها من سحب عائلتين، إحداهما من أصول شيشانية والأخرى مصرية، بحسب ما أكدت مصادر محلية.
وتوالت عمليات الإنزال الجوي، التي نفذتها طائرات التحالف، على مدار الشهور الفائتة، وكلها في مناطق التنظيم في محافظة دير الزور، سواء في (الكبر) أو على الحدود الفاصلة بين الرقة ودير الزور في منطقة (التبني) أو البادية، بعض هذه العمليات كانت تهدف لانتشال شخصيات مزروعة في صفوف التنظيم وانتهت مهامها، وأخرى لقتل شخصيات بارزة لدى التنظيم.
ويرى الإعلامي (مضر حماد الأسعد) في هذه العمليات، انتهاءً للدور الذي كان موكل لبعض الشخصيات، بعد تغولها في صفوف التنظيم ووصولها لمناصب قيادية فيه.
يقول (الأسعد) في حديثه لبلدي نيوز: "لقد تم سحب هؤلاء بهذه الطريقة، بما أنهم يتبعون لأجهزة استخبارات الدول المشاركة في التحالف الدولي، وربما هناك تنسيق بين قيادات وأمراء في التنظيم يريدون الانشقاق، وبعد التواصل مع دول التحالف، قام الأخير بعمليات إنزال وسحبهم مثلما جرى في (الطبقة والميادين والكبر وبقرص والموحسن والبادية وريف الرقة)".
وبحسب (الأسعد) من لم يكن أساساً بمهمة رسمية لإحدى هذه الدول، يكون قد توصل إلى صفقة مقابل ما يحمل من معلومات قيمة تخص الوضع الأمني والعسكري للتنظيم، فضلا عن العمليات التي يخطط لتنفيذها في دول تقود التحالف وعلى صلة بما يجري في سوريا.
وفي هذا الشأن؛ تجدر الإشارة إلى أن هناك عدة تقارير تحدثت عن مساهمة فعالة لبعض الدول، وعلى رأسها "إيران ونظام الأسد" في صناعة التنظيم، وتدخلت أجهزة استخبارات دول أخرى في وقت لاحق، بعد أن تحولت سوريا ساحة صراع دولي واستخباراتي، الكل يسعى لأن يكون حاضرا، وحان الوقت لسحب هذه الأطراف عناصرها، إذ باتت تلوح في الأفق بوادر نهايات "دولة التنظيم" التي نمت وترعرعت تحت أبصار كل دول العالم وربما بدفع منِه.