بلدي نيوز- (حسام محمد)
يعاني مخيم اليرموك جنوبي العاصمة السورية- دمشق من حصار خانق؛ تتناوب عليه العديد من الجهات، ويواجه المدنيون المحاصرون حرب إبادة من قبل نظام الأسد، فيما تخلت العديد من المنظمات الدولية والتابعة للمعارضة السورية عن أداء مهمتها الإنسانية في مساعدة المحاصرين.
مخيم اليرموك، الذي غابت عنه كافة معالم الحياة بشكل كلي، لا يزال بداخله أطباء وممرضون ومسعفون لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، يسعون لإنقاذ حياة أبناء المخيم، وزراعة الأمل في منطقة تخلى الجميع عن تقديم العون لها.
الناشط الميداني داخل مخيم اليرموك المحاصر (عمر القيصر) قال لبلدي نيوز: "يتواصل حصار غربي مخيم اليرموك لأكثر من خمسة أعوام من قبل النظام والميليشيات الفلسطينية الموالية له، وكذلك يحاصره من الضفة الثانية تنظيم الدولة، وكافة الأطراف تمنع دخول المستلزمات الطبية لداخل المناطق المحاصرة".
وأشار (القيصر) إلى أن حرمان الأهالي من أدنى مقومات الحياة بات سياسة طبيعية من قبل النظام، حتى أن علبة حليب الأطفال تعامل على إنها سلاح إرهابي يُمنع دخوله حسب تعبيره.
وأكد الناشط أن الحصار أدى إلى نقصان حاد بالمواد الغذائية والأدوية مفقودة بشكل شبه كلي.
وأكد (القيصر)، أن المياه الملوثة "الغير صالحة للشرب"، قد تسببت بتفشي الأمراض وعلى رأسها الحمى التيفية، فيما يعاني كبار السن والأطفال من مصير واحد، في ظل حرب التجويع والحصار الممارسين ضد قرابة ألاف المدنيين محاصرين في مخيم اليرموك.
بدوره، يعمل مركز طبي واحد، على تخديم الأهالي المحاصرين، ويتكون المركز الخدمي من طبيب واحد اختصاص جراحة، وأطباء عدد اثنين يعملان كمساعدين لطبيب الجراحة، وأربعة ممرضين، ليقوم المركز التطوعي بتقديم كامل الخدمات للأهالي، من الولادات القيصرية إلى العمليات الاسعافية وغيرها من الخدمات الطبية.
كما أشار (القيصر) إلى إن غالبية المؤسسات الطبية والإنسانية قد غابت عن مشهد الموت البطئ الممارس ضد أهالي مخيم اليرموك، وأن معظم مؤسسات التابعة للائتلاف لا تقدم أي شيء لمخيم اليرموك، فيما يبقى الأبرياء المحاصرين هم الحلقة الأضعف.
بدورها، أكدت مجموعة العمل لأجل فلسطينيي سوريا، بأن مرضى مخيم اليرموك من اللاجئين الفلسطينيين بدمشق يعانون أوضاعاً صحية غاية في القسوة، حيث يقوم تنظيم الدولة الذي يسيطر على مساحات واسعة من المخيم بالتضييق عليهم ومنعهم من تلقي العلاج داخل المخيم أو مناطق سيطرة المعارضة.
وفي المقابل تستمر حواجز قوات النظام ومجموعات الجبهة الشعبية – القيادة العامة بمنع المرضى من الخروج لتلقي العلاج في مشافي دمشق أو إدلب، وذلك منذ أن فرضت حصارها المشدد على مخيم اليرموك قبل 1463 يوماً.