"الدولة" يقلب الطاولة على النظام شرقي الرقة.. كيف نجح بذلك؟ - It's Over 9000!

"الدولة" يقلب الطاولة على النظام شرقي الرقة.. كيف نجح بذلك؟

بلدي نيوز - (كنان سلطان) 
نجح تنظيم "الدولة" في قلب الطاولة على رأس قوات النظام والميليشيات الطائفية والعشائرية التي تسانده، في ريف الرقة الشرقي، والذي كانت انتابته فورة من الزهو، بعد أن حقق تقدماً سهلاً، ووصل إلى حدود الرقة من الجهة الشرقية، ليعود تنظيم "الدولة" ويسترد معظم ما خسره ويكبد قوات النظام خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.
فقد شهدت المنطقة الممتدة من (معدان) آخر بلدات الريف الشرقي، وباتجاه الغرب إلى الجنوب في منطقة "الشامية" وجميعها يقع جنوبي نهر الفرات، خلال الأيام الماضية معارك كر وفر، وسيطرة متبادلة بين الجانبين، وتعرضت هذه المنطقة لعشرات الغارات الجوية، أتت على البشر والحجر، ولم تستثن مخيمات النازحين.
في هذا السياق؛ نجح التنظيم في استرجاع قرى "العطشانة والمقلة وسليم الحماد والبوحمد والحويجة وقريتي غانم العلي وزور شمر" الواقعة جميعها جنوب شرقي الرقة اليوم الخميس، لتتراجع قوات النظام وميليشياته إلى منطقة (السبخة) تاركة المنطقة وجثث قتلاها.
وتفيد المعلومات الواردة من مصادر محلية؛ إن النظام تكبد خسائر فادحة في المواجهات الأخيرة، حيث أعلن التنظيم عن مقتل نحو 100 عنصر من قوات النظام، جراء اعتماد التنظيم على المفخخات في عملياته؛ التي تحقق له عنصر المفاجأة وتكون فاتحة لهجماته، بالإضافة إلى المواجهات المباشرة والقريبة جداً "الانغماسية" والتي تحيد إمكانية الدعم بالطائرات والمدفعية، وهذه الحصيلة هي لمواجهات اليوم فقط، في الوقت الذي تكبد النظام وميليشيا "قوات العشائر" خسائر كبيرة، بين قتلى وأسرى أجهز عليهم التنظيم في وقت لاحق، ومنهم من استخدمه "كأهداف حية" في اختبارات لعناصره الجدد.
وفي حديث خاص لبلدي نيوز؛ أوضح الناشط الإعلامي (صهيب الحسكاوي) أن المنطقة التي كانت ساحة لتحركات التنظيم، وتمكن من خلالها التحرك في حيز جغرافي صغير نسبياً، وتحقيق التقدم والسيطرة الأخيرة، هي منطقة (الزور) وهي لا تشبه المناطق الأخرى، من حيث طبيعتها، إذ مكنت للتنظيم التحرك والتمويه على سلاح الجو، خاصة وأن طائرات النظام، تفتقد للدقة وهذا عامل هام بالنسبة لحركة التنظيم".
وأضاف (الحسكاوي) "هذه المنطقة التي تقدم التنظيم فيها، شهدت إبان تسيد التنظيم في المنطقة، إقامة أشهر معسكرات التنظيم وأقصد هنا معسكرات العكيرشي"، لافتا النظر إلى أن كل من انسحب من عناصر التنظيم قبل دخول قوات النظام إلى المنطقة هم من أبناء المنطقة.
ويرى الناشط في حديثه، أن من أهم أسباب خسارة النظام السريعة، تعود في جذرها لاعتماده على عناصر من أبناء العشائر وهم قلة موالية من اللصوص والقتلة، بالإضافة إلى من قام بتجنيدهم قسرا، بعد أن ألقى القبض عليهم، وزج بهم للقتال في الخطوط الأولى.
وفي سياق التطورات التي تشهدها تحركات التنظيم مؤخرا، نرى بأن الأخير صار يعتمد على تكتيكات مختلفة، تتناسب مع الحالة العسكرية التي يمر بها التنظيم، حيث تراجع عن طريقة الحرب التقليدية، إلى حرب المجموعات الصغيرة، التي توجه ضربات خاطفة وسريعة، معتمدا على الحالة الإيمانية والعقائدية لدى عناصره، والاستعداد للبذل والتضحية، حيث باتت كل عمليات التنظيم يفتتحها عناصره بعمليات انتحارية، يكون لها مفعول بالغ الخطورة في نفوس خصومه، تمكن له تحقيق الصدمة الأولى وبالتالي الوصول إلى الهدف بأقل الخسائر.
في موازاة ذلك نجد أن النظام لم يعد قادرا على التقدم بأعداد كبيرة، في مساحات جغرافية واسعة وغير مترابطة، يصعب تعزيز وجوده وإمداد قواته بشكل فوري، واعتماده على ميليشيات طائفية وأخرى عشائرية ليس لها قيمة عسكرية، وهمها السرقة والنهب، هذا التمايز خلق فارقاً نوعياً من حيث القدرة على تحقيق العقيدة القتالية والهدف بين الجانبين، يحسب للتنظيم التفوق فيه.
وكان التنظيم قد هاجم قوات النظام على طريق (سلمية أثريا) ليلة أمس، وتمكن من السيطرة على أحد أهم الحواجز هناك، ما لبث أن تراجع تحت ضغط القصف الجوي الروسي العنيف.
وهنا نجد أن التنظيم بدأ يبحث عن انتصارات تعطي دفعا معنويا لعناصره، في مقابل خسارته مناطق واسعة سواء في الرقة أو البادية، يساعده في ذلك وصول أعداد كبيرة من مناطق العراق والسخنة، ساهمت في فتح جبهات جديدة.

مقالات ذات صلة

الرقة.. هروب جماعي لعناصر "قسد" من مدينة الطبقة

تطورات مناطق دير الزور والرقة والحسكة

ماذا تضمنت مبادرة "قسد" لإدارة الدولة السورية؟

قسد تضيق الخناق على الأهالي في مناطق ديرالزور والرقة والحسكة

خسائر من قوات النظام بهجوم للتنظيم في الرقة

وصول قياديين وعناصر إلى بلدة دبسي غربي الرقة، ما الهدف؟

//