خرق "الهدن" والاتفاقات.. أحد أسس استراتيجية النظام العسكرية في سوريا - It's Over 9000!

خرق "الهدن" والاتفاقات.. أحد أسس استراتيجية النظام العسكرية في سوريا

بلدي نيوز - (المحرر العسكري) 
لا يتوقف النظام بشكل أو بأخر عن خرق جميع الاتفاقات التي أبرمها من هدن أو غيرها وصولاً إلى اتفاقات "خفض التصعيد" المبرمة في العديد من المناطق، فخرقه للهدن والاتفاقات والقفز فوق بنودها أصبح بمثابة الأمر المعتاد والأكيد والعرف، فهو الذي خرق جميع الهدن التي دخلها سابقاً، وبعضها خرقها خلال الدقائق الأولى لتوقعيها، بحيث لم يبق من الهدنة إلا اسمها، بعد المئات إن لم يكن الآلاف من الخروق لكل هدنة، ووصلت "الخروق" مرحلة اقتحام بلدات بأكملها، والسيطرة عليها أو غيرها من الأعمال العسكرية التي لم تسبب برأي الموقعين على الهدنة سقوطها، بل هو مجرد "خرق" للهدن.
عملياً نظام الأسد غير قادر على إبقاء الوضع في حال توقيع هدنة حقيقية كما هو، فالنظام يستخدم القوة العسكرية في التقدم وفرض نفسه على الأرض، وأي عملية تخرج القوة من المعادلة سوف تسقطه، فهو بدون قوة عسكرية متفوقة بأشواط، ليس له قيمة على الأرض.
ما يجعل النظام يتعمد دائماً خرق الهدن والاتفاقات، بهدف القفز فوق أي احتمالية تنشأ منها لحصول أي حالة راحة في المناطق المحاربة له، ما يعني أنه سوف يحصل أثر مخالف لما يرغب به، من تضييق على المدنيين أو ضغط عليهم، وخاصة إذا تضمنت الهدنة أو الاتفاق عمليات توريد للمواد الغذائية والاحتياجات الأساسية للمدنيين.
النظام عموماً لا يوقع على هدنة إن لم يكن بحاجتها، والهدف من عمليات الهدن بالنسبة للنظام هو إما إعادة توزيع قواته، أو ترك المجال للخلايا التي يديرها في الداخل لتقوم بعمل ما، ما يسمح بحصول اقتتال داخلي أو عمليات مختلفة تصب في مصلحته.
كما أن نظام الأسد يعمد إلى خرق الهدن لعدة أسباب، أولها أنه يحتاج عملياً لإبقاء المدنيين في مناطق الثوار في حالة توتر، وترقب لخرقه للهدنة، كما أنه بخرقه للهدنة يثبت للمدنيين والثوار أنه فوق الاتفاقيات والقانون، وأن قانونه هو ما يطبق، ولا يوجد أي شيء فوقه، فهو على الرغم من تبعيته الكاملة لروسيا، لكن روسيا في الكثير من الحالات لا تستطيع ضبط تصرفاته بشكل كامل، خصوصاً الضبط الذي ينشأ عنه خلق حالة من التوتر مع عناصر النظام، فروسيا لا ترى في النظام حتى في حال خرق الهدن أي مشكلة، فهو حليفها استراتيجياً وعقائدياً، وهي تستفيد من خرقه للهدن في العمل على توفير شروط تفاوض أفضل لها، بحيث تعمد لاستخدام خروقاته للحصول على شروط أقل لأي هدنة وطلبات أقل من الثوار، فمن المعروف أن نظام الأسد كلما جاء وقت مناقشة موضوع المعتقلين فإنه يخرق "الهدن" ويبدأ بالابتزاز والقصف وتغيير الموضوع، وهذا حدث في أكثر من اتفاق وهدنة و"مصالحة".
ما يعني أن عملية خرق الهدن ليست أمراً عشوائيا كما يحاول الكثيرون أن يصوروه، ولكنها عملية ممنهجة، لها عدة أهداف لا تقل أهمية عن الأعمال العسكرية الرئيسية، بل هي جزء منها وجزء من استراتيجية النظام العسكرية الكلية، والتي لا ترفض الاتفاقيات المختلفة، لكنها تحولها لحبر على ورق بمجرد توقيعها، وهذا ينطبق على اتفاقات "خفض التصعيد" وغيرها، ويكفي لكي نعرف مدى التزام النظام بأي حل سياسي، أن ننظر إلى الالتزام بأول بنود خفض التصعيد لنعرف البقية، فالنظام لم يتوقف عن القصف، ولم يتوقف عن القتل، أما باقي البنود فحدث ولا حرج.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//