بلدي نيوز - (خاص)
شكّل انسحاب "جيش العشائر" المفاجئ من مواقعه شرق السويداء جنوب سوريا باتجاه الأردن، نقطة تحول بارزة في سير المعارك الجارية بين فصائل الجيش السوري الحر من جهة، وقوات النظام وميليشيات إيران من جهة ثانية، حيث قطع النظام طرق الإمداد عن الثوار في منطقة الشعاب بالبادية السورية.
يقول سعد الحاج وهو المتحدث الإعلامي باسم جيش أسود الشرقية "إن انسحاب جيش العشائر من مواقعه شرق السويداء دون سابق إنذار لنا ودخوله إلى الأردن، أدى إلى استيلاء النظام على ٥٠ كم من الحدود السورية الأردنية، وكان لذلك تأثير كبير، حيث تسبب بقطع الطريق على الثوار المرابطين بمنطقة الشعاب، الأمر الذي أدى لحصارهم إلا أنهم خرجوا بصعوبة وكادت أن تحدث كارثة".
ولفت الحاج في حديث لبلدي نيوز إلى أن تعاملهم مع الوضع الراهن كان بتثبيت نقاط دفاعية للمنطقة، وتجري الآن معارك عنيفة لاستعادة النقاط التي سقطت بيد النظام وميليشيات إيران، وأن قواتهم تتصدى لحملات جديدة لقوات النظام بالقرب من منطقة محروثة، واستطاعوا خلال المعارك إسقاط طائرة أول أمس الثلاثاء، وأسر قائدها، وتدمير عدة دبابات لقوات النظام، بالإضافة لتواصل الاشتباكات العنيفة شرق السويداء.
واتسم الوصف "الأمريكي" "الروسي" لاتفاق وقف إطلاق النار جنوب غرب سوريا بالدقة إلى حد كبير، إذ أٌلزمت قوات النظام والمعارضة بالاتفاق ضمن الحيز الجغرافي المحدد، مع إخراج جنوب شرق سوريا منه، والحديث عن البادية وطرقها الهامة لمليشيات قوات النظام، حيث فسح المجال أمام قوات النظام والميلشيات الموالية لها للتقدم في مناطق البادية في القلمون وريف السويداء الشرقي بدعم واضح من قبل الطيران الروسي، الذي لعب دروا هاما في تلك المعارك، في الوقت الذي التزمت فصائل الجبهة الجنوبية في درعا والقنيطرة بالصمت.
الصحفي "وليد سليمان"، عللّ لبلدي نيوز حالة الركود في جبهات درعا والقنيطرة إزاء معارك البادية السورية قائلاً: "إن الجبهة الجنوبية مؤسسة عسكرية بديلة عن نظام الأسد في المنطقة الجنوبية، تحارب من أجل تحرير سوريا، وتدعم أي حل سياسي يوقف نزيف دم الشعب السوري، وهذا هو السبب الرئيسي لالتزام فصائل الجبهة الجنوبية بالهدنة، كما أن روسيا تلعب أيضا على توجيه الرأي العام نحو نظام الأسد كشريك حقيقي ووحيد ولا بديل عنه من خلال إظهار الجبهة الجنوبية بأنهم مجموعة من المسلحين الذين لا يلتزمون باتفاقيات دولية ولا بقانون دولي، وبالتالي يجب محاربتهم كالتنظيمات الإرهابية المتطرفة، وهو ما عملت الجبهة الجنوبية على تفنيده من خلال التزامها بالهدنة وبالقانون الدولي".
أما فيما يخص جبهات القتال في البادية، قال "سليمان"، إن فصائل الجبهة الجنوبية أيضا هي نفسها من تقاتل هناك من خلال قوات الشهيد أحمد العبدو وجيش أسود الشرقية، ولاتزال هذه الفصائل تحافظ على أماكن سيطرتها وتعمل على استرجاع النقاط التي انسحب منها فصيل أحرار العشائر، كما أن المعارك هناك على أشدها وخسائر قوات الأسد وإيران في تزايد كبير.
وأضاف سليمان، "من الناحية العسكرية فمعروف بالقانون العسكري خسارة نقطة أو موقع لا يعني خسارة الحرب أو الهزيمة، والمعارك في المنطقة الشرقية كر وفر ولاتزال مشتعلة في تلك المنطقة، كما ويجب الأخذ بالاعتبار القوة العسكرية التي جهزتها إيران وروسيا ونظام الأسد في تلك المنطقة الصحراوية المكشوفة، ومساندة الطيران الروسي للقوات الأرضية، في حين أن فصائل الجيش الحر هناك لاتزال تعتمد على السلاح المتوسط وعدد محدود من السلاح الثقيل، مع غياب التغطية النارية الجوية لصالح تلك الفصائل، ناهيك عن التخاذل والانسحابات التي يمكن أن تحدث من قبل بعض الفصائل التي لا تنتمي للجبهة الجنوبية، كالتي قام بها فصيل أحرار العشائر بشكل مفاجئ ودون تنسيق مع فصائل الجبهة الجنوبية.
وكانت قوات النظام السوري بدأت حملتها العسكرية في البادية السورية مع انطلاق الهدنة في جنوب سوريا، ومنذ ذلك التاريخ استطاعت قوات النظام بفضل الدعم الجوي الروسي واستقدام أكثر من 2000 عنصر من المليشيات الطائفية من السيطرة على أجزاء واسعة من البادية السورية وقرابة 50 كيلو متر من الحدود الأردنية السورية.