بلدي نيوز - (إبراهيم رمضان)
تعتبر الجهة الشرقية من العاصمة السورية دمشق، مسرحاً بارزاً للمواجهات غير المتكافئة عسكرياً بين الجيش السوري الحر من جهة، وقوات النظام بحرسها الجمهوري وفرقتها الرابعة، وميليشيات إيران، وطائرات روسيا والنظام من جهة ثانية.
إلا أن غرفة عمليات الجيش السوري الحر في جبهات جوبر وعين ترما، أثبتت للقوات الروسية التي تتابع المعركة بأدق تفاصيلها بأن قوات الأسد التي تتفاخر فيها موسكو انهزمت شر هزيمة، وخاصة بخسائرها البشرية وعتادها العسكري.
فرغم عشرات صواريخ "الفيل" المدمرة التي تنهال يومياً على المدنيين قبل الجبهات المشتعلة، لم تكن بوابة عبور لتلك القوات نحو العقد الجغرافية التي يبدي فيها الجيش الحر مقاومة شديدة.
القوات الروسية في سوريا، ومنذ اندلاع المعارك ضد أبرز مواقع فيلق الرحمن في بلدة "عين ترما" وحي جوبر، اعترفت مرتين بفشل مخططات النظام السوري وخاصة فرقته الرابعة وحرسه الجمهوري بتجاوز الخطوط الدفاعية لفيلق الرحمن، الذي أثبتت المعارك جهوزيته الكبيرة وتخطيطه المحكم لها.
قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، علقت بدورها على عجز الأسد بنخبته العسكرية من كسر تحصينات الجيش الحر في شرق دمشق، بالقول "تعتمد القوات الحكومية الموجودة شرق العاصمة دمشق على العديد من الاستراتيجيات الهجومية لاستعادة السيطرة على مدينة جوبر الاستراتيجية، لا تسير الأمور كما كان مخططاً لها وهو ما يعطي التنظيمات (الإرهابية) المزيد من الوقت لتدعيم استراتيجياتها الدفاعية التي تم تطويرها على مدار ست سنوات من القتال، وتحولت فيها المعارك الى حروب ما تحت الأرض مما يزيد الأمر صعوبة في السيطرة عليها من خلال الطرق التقليدية". وفق قولها.
مراقبون للتطورات في ريف دمشق، قالوا إن صمود الجيش السوري الحر ضد كافة الهجمات مثير للغاية، وأن القوات الروسية في سوريا مندهشة فعلاً من مقاومتهم لعشرات الحملات العسكرية، الأمر الذي قد يدفعها لاحقاً للتدخل العسكري المباشر، أو دفع الأسد لاستخدام الأسلحة غير التقليدية كالسلاح الكيماوي، بعد عجزه عن فعل أي شيء سوى إلقاء عناصره في جهنم الغوطة.
ويرى الناشط الميداني السوري في الغوطة الشرقية "أسامة المصري" أن هذه المعركة شرسة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، حيث استطاع فيلق الرحمن أن يقلب نظرية "الجيش الذي لا يقهر"، وكسر أنف قوات الغيث والفرقة الرابعة ومن قبلها قوات الحرس الجمهوري وغيرها من الفرق والألوية على اختلاف مسمياتها.
وعزا المصري ثبات الجيش السوري الحر "فيلق الرحمن" بتشكيله لغرفة عمليات مركزية، وأن هذه الغرفة كانت تعمل على قدم وساق منذ اللحظات الأولى لبدء المعركة، الأمر الذي سمح لمقاتلي فيلق الرحمن بصد القوات المهاجمة عبر إيقاعهم بكمائن محكمة ومعدة مسبقاً.