بلدي نيوز – (متابعات)
التقت الطفلة السورية "هبة" (7 سنوات) التي تعالج في تركيا من حروق تعانيها في الوجه واليدين بوالدتها ومن تبقى من إخوتها القادمين من محافظة إدلب السورية، في مشهد مؤثر طغت عليه دموع الفرح، وبعد فراق دام نحو 8 أشهر.
ما كادت الأم تطل بوجهها من الحافلة في محطة "دودوللو" في الشطر الأوروبي من إسطنبول، حتى سارعت الطفلة "هبة" إليها لترتمي في أحضانها، وذاكرتها مشغولة بلحظات القصف الذي تعرض له منزلهم في إدلب مخلفا حروقا نالت من وجهها ويديها.
وغمرت الطفلة فرحة كبيرة بلقاء أخيها فيصل (6 سنوات) أيضا، وأختها "مروة" (10 سنوات) التي أصيبت هي الأخرى بحروق لدى قصف طائرة روسية منزلهم في 12 سبتمبر/ أيلول 2016 أدى إلى استشهاد أخيها أحمد (5 أعوام) وأختها عائشة (3 أعوام).
البسمة لم ترتسم كما يجب على وجه "هبة" المغطى بالحروق، فقسماته لم تعد بادية، لكن ملامحها تروي الكثير من حكاية القهر الذي يعانيه السوريون منذ آذار/مارس 2011.
وقال "محمد مخزوم" والد "هبة" لوكالة "الأناضول" إنه اضطر للانتقال معها إلى تركيا بعدما عجز عن معالجتها في سوريا، لتحظى حالتها باهتمام بالغ من قبل عدد من المتبرعين وبرعاية كريمة من الرئاسة التركية.
بدوره، قال رئيس فرع "جمعية الموظفين التقنيين" في إسطنبول أمر الله كوكار، وهي إحدى الجهات الراعية لعلاج الطفلة السورية، إنهم علموا بأمرها من طالبة سورية تدرس في جامعة إسطنبول، وتواصلوا مع والدها قبل 3 أشهر للاطلاع على الحالة.
وأضاف كوكار في تصريح للأناضول "بدأنا على الفور بالترتيب لحضورها إلى إسطنبول، وتواصلنا مع حسن دوغان مدير مكتب الرئيس التركي، والذي أولى اهتماما كبيرا بالموضوع، وكذلك مع أردال عطا والي هطاي الحدودية مع سوريا".
وأوضح أن "الوالي عطا تفاعل مع الأمر مباشرة، وخلال أربع ساعات تمكنت هبة من الانتقال من إدلب إلى تركيا".
وعن وضع الطفلة الصحي، قال والدها إن "أدهم غوناران المختص في الجراحة التجميلية والمشرف على الحالة أبلغه بأن وضعها يتحسن للأفضل".
وأشاد مخزوم بالجهود التي أسهمت في رعاية ابنته على المستويين الشعبي والرسمي، وأعرب في هذا الإطار عن شكره وعائلته للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.