"خفض التصعيد".. عندما تُحول الشياطين إلى "ملائكة"! - It's Over 9000!

"خفض التصعيد".. عندما تُحول الشياطين إلى "ملائكة"!

بلدي نيوز-(خاص)
تسعى روسيا بكل السبل لتظهر للعالم وللمعارضين لنظام الأسد أولا أنها المتحكم الأول والأخير في سوريا، فهي عبر ماكينتها الاعلامية تبث الكثير من الأخبار حول انتشار قواتها وأعمالهم العظيمة والبطولية، بنشر الأعمال العسكرية و"الانسانية" التي يقومون بها، وأنهم قوة منظمة ومحترفة ولا مشاكل في أدائهم وأنهم يمتلكون الكثير من الاعتدة المتطورة والأساليب الحديثة في العمل العسكري (حتى ان بعض أسلحتهم صنعت على القمر بحسب بعض أعلامهم) وأن النصر حليفهم دائماً بدون أي خسائر.

حيث تعتمد روسيا في نشر دعايتها على الوسائل الإعلامية الموالية للنظام أو المخترقة من قبله (سواء وسائل إعلامية ومواقع إخبارية أو صفحات فيسبوك)، لنشر مجموعة من الأخبار والتسريبات التي تعتبر مهمة جداً لروسيا ضمن بنية خطتها الاعلامية في الحرب في سوريا، وهذه الأخبار تتمثل أساساً في أن القوات الروسية "النبيلة" تسيطر علي قوات الأسد تماماً في مناطق "الاتفاقات"، وأنها تمنعهم من أي أعمال "مخالفة للقانون"، حيث تدعي الكثير من الأخبار التي تنشرها مثل هذه المواقع والصفحات الموالية، أن الجنود الروس الذين ينتشرون على الحواجز التي أقيمت في مناطق "خفض التصعيد" المفترضة، يمنعون عناصر الأسد من السرقة أو عمليات النهب والتعفيش والاعتقال، وأنهم يمنعونهم من أخذ إتاوات من المدنيين أثناء عبورهم على الحواجز، وهذا الأمر لا يمكن بمكان اعتباره حقيقة، بل هو جزء من الحملة الاعلامية التي تشنها روسيا، والتي تسعى خلالها للقول أنه تعمل على وقف "التجاوزات البسيطة" التي يقول بها النظام، مقابل القضاء على معارضيه "الإرهابيين"، في محاولة لتليع صورة النظام والروس عبر القول أن موضوع "التجاوزات" يقوم الروس على حله وأن المشاكل بين المدنيين وقوات النظام انتهت!.
بالعودة للعناصر الروس، والذين يكفي أن نعرف أنهم فوق أي محاسبة في سوريا بموجب أي قانون، وأنهم يستطيعون قتل أهالي مدينة كاملة، بدون أن يتعرضوا لأي محاسبة، فنحن أمام كلام غير منطقي عن قيامهم بمنع عناصر النظام من التعدي على المدنيين والعمل على سرقتهم.
فالعناصر الروس معروفون بالفساد، والسرقة والجرائم الوحشية بحق المدنيين، فعشرات الفيديوهات المسربة أو المنشورة علنا من الشيشان وداغستان وافغانستان تظهر مستوى إجرامهم، ومدى الصعوبات التي واجهت المدنيين في المناطق التي يحتلونها، خصوصاً أن روسيا الآن تتحول تدريجياً من قوة رسمية ونظامية في سوريا إلى قوة من "الشركات الخاصة"، التي تعمل على تحقيق الأرباح، فالقوة النظامية التي تنشر اليوم على حاجز ما، قد نجد بعد أسابيع أن الروس استبدلوها بقوة من الشركات والميليشيات الخاصة العاملة مع روسيا، باعتبار أن الاتفاقيات حول العناصر "الضامنة" لا تتحدث عن كونهم عسكريين أو مدنيين "مرتزقة"، بل أرجعت الأمر للروس لاختيار طبيعة القوة التي تعمل على تأمين مناطق الحدود بين النظام والثوار، خصوصاً مع تأمين هذه الشركات لقسم من حقول النفط بموجب عقود مع النظام، والتي تفترض حصولها على مبالغ ضخمة من ورائها، وكون عناصرها فوق أي محاسبة بسبب ارتباطهم بالقيادة الروسية في سوريا، الأمر الذي يشجعهم على تنفيذ عمليات قتل ونهب وسرقة واختطاف متعددة، وخصوصاً أن الوضع يسمح لهم بذلك بشكل كبير، فهم يبحثون عن الربح بشكل أساسي وليس عن أي شيء أخر.
كما يمكننا أن نتوقع بسهولة أن هذه الشركات، سوف تستثمر الكثير من الأراضي بالتنسيق مع الميليشيات الشيعية لزراعة المخدرات، التي سوف تدر عليها المزيد من الأموال، وتجعل من وجودها في سوريا فرصة للحصول على المليارات من بلد في وضع لا يوجد له شبيه في العالم.
ما يؤكد أنه مع انتشار القوات الروسية والميليشيات الروسية أكثر وأكثر في سوريا، وبخاصة مناطق النظام، سوف نشاهد المزيد والمزيد من الجرائم وعمليات الاختطاف والسرقة والقتل والتجارة بالمخدرات، والتي تمثل مصادر دخل إضافية للميليشيات الروسية، التي تعتبر بمثابة شركات خاصة تنفذ عمليات أمنية لصالح النظام والروس.
حيث نشرت هذه الميليشيات أكثر من فيديو لعمليات ذبح وقتل بطرق بشعة لمدنيين سوريين، الأمر الذي يؤكد أن الجنود الروس ليسوا ملائكة، وأنهم لم ولن يمنعوا عناصر النظام عن السوريين، بل إن عناصر "خفض التوتر" الروس أنفسهم، سيكونون مشكلة جديدة إضافية للسوريين، وقوة احتلال غاشم لن تجلب للسوريين إلا الموت والدمار كما فعلت دائماً .

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//