"الكلب النازح" يضع عائلة "أبي مروان" أمام مقارنات قاسية - It's Over 9000!

"الكلب النازح" يضع عائلة "أبي مروان" أمام مقارنات قاسية

بلدي نيوز – (عبد القادر محمد)
اضطرت عائلة أبي مروان لتربية كلب نظراً لغياب رب الأسرة عن البيت لفترات طويلة، مع اتخاذهم من بستان شرقي حي الشيخ سعيد بحلب مأوى للأسرة، وهو ما يجعلهم عرضة لمخاطر كثيرة.
وتؤكد الزوجة أن الكلب الذي أطلقوا عليه اسم "ريكسو" كبر سريعاً وكان مخلصاً جداً، وأصبح ملازماً للأسرة في حلها وترحالها.
وفي أحد الأيام تم قصف المنطقة بقنابل عنقودية من قبل طائرات النظام، وتعرض الكلب لإصابة بالغة، فطببناه واعتنينا به لمدة شهر إلى أن شفي تماما، تقول زوجة أبي مروان، وتضيف: "ريكسو له فضل علينا أكثر من بعض أهلي الذين تخلوا عنا لأننا ثوار، وهم مؤيدون لنظام الأسد".

وتستطرد: "كان أبو مروان يغيب أسبوعاً أحيانا، وليس لدي إلا طفلي الصغير، وريكسو الكلب، وفي أحد الأيام تعرض أبو مروان لإصابة بالغة إثر انفجار قذيفة، وذهبنا إلى تركيا للعلاج، وبقينا ستة أشهر فقد على إثرها أبو مروان بصره، وعندما عدنا وجدنا الكلب ينتظرنا، وبدأ يدور حولنا ويصدر أصوات كأنه فرح بعودتنا، وبعد فترة وجيزة تم حصار حلب واضطررنا للنزوح إلى مدينة إدلب".

وهنا لم تستطع العائلة اصطحاب الكلب، يقول أبو مروان: "كان فراق الكلب مؤلماً، فودعناه وركبنا في الباصات وخرجنا من حلب، وبعد عدة أيام حدث شيء لا يصدق.. الكلب ريكسو واقف أمام باب منزلنا في إدلب وهو مصاب بعدة شظايا.. اندهشت كثيرا وعلمت أن الوفاء لاحدود له".

وأمام المشهد، عقد أبو مروان مقارنة بين الكلب الوفي الذي خاطر بحياته للحاق بأصحابه وبين بشار الأسد الذي يلاحق الناس في كل مكان لقتلهم..

عالج أبو مروان الكلب، وتركوه مرة أخرى في نزوحهم الجديد إلى ريف حلب الشمالي، وكلهم أمل بلقاء قريب به في مدينتهم حلب، كما قالوا.

يذكر أن "أبو مروان" من سكان مدينة حلب، وهو في العقد الخامس من العمر، ومن أوائل الثوار وكان يصنع القذائف للجيش الحر قبل أن يصاب ويفقد بصره.  

 

مقالات ذات صلة

التوأمان أنس وعلي.. حولتهما الحرب من طفلين إلى رجلين

أمل وحزن ثم موت.. توفيق ووالده نموذجاً

برجل واحدة.. "عبد الله" صامد في خان شيخون

"عمر" العائد للحياة.. يروي تفاصيل الموت بمضايا

ثمانينية تحلم بالخروج من مضايا لتلقي العلاج

"هذه البلد تحتاج دماء لتزهر".. طارق أكراد شهيد قدّم عائلته وحياته لدرعا وسوريا 

//