باحث تركي: الصراع على سوريا سيتفاقم بعد معركة الرقة - It's Over 9000!

باحث تركي: الصراع على سوريا سيتفاقم بعد معركة الرقة

بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)

قال الدكتور "مراد يشيلطاش" المحاضر في قسم العلاقات الدولية في جامعة "سقاريا" التركية، إن مختلف القوى، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة، تتطلع إلى لعب دور أساسي في تشكيل مستقبل المنطقة وبسط النفوذ، كما أن التنافس بين مختلف القوى المحلية والإقليمية والدولية التي تتكون بشكل متزامن، تعيش حالة من التداخل الذي لن يفضي إلا إلى تعميق الأزمة في نهاية المطاف، وظهور لعبة محصلتها "لا شيء".

وأضاف الدكتور الذي يشغل منصب مدير أبحاث الأمن في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" في مقال له نشرته وكالة "الأناضول" التركية، إنه يبدو أن إخراج تنظيم "الدولة" من مدينة الرقة لن يشكل نهاية للصراع المسلح الذي يدور بين العديد من القوى على الأرض السورية، إنما سوف يشكل مرحلة جديدة، تتميز بالمزيد من الضراوة وتغيير الشكل النمطي للصراع، الذي سيأتي على ما تبقّى من الجغرافية السورية.

وبيّن الباحث أن شبح تنظيم "الدولة"، الذي خيم على المنطقة طيلة السنوات الثلاث الماضية، قد أسدى خدمات جمّة لتعتيم الصراع الحقيقي بين القوى المختلفة على سوريا، هذا البلد الذي دفعته السياسات اللامسؤولة لنظام بشار الأسد إلى حرب داخلية، شارك فيها فيما بعد القاصي والداني.

وأكد "يشيلطاش" أن وجود تنظيم "الدولة" ساهم في إطالة الأزمة السورية، وهذا بالضبط ما كانت تريده القوى الدولية لكي يتسنى لها فرصة تحديد مجالات نفوذها السياسية والجغرافية والديمغرافية، وما دخول قوات "سوريا الديمقراطية" (قسد) التي يشكل مسلحو "ب ي د" الإرهابي عمودها الفقري، إلى مدينة الرقة وطي صفحة التنظيم فيها بشكل مماثل لما حدث في مدينة الموصل شمالي العراق، إلا بداية لمرحلة جديدة من الفوضى تأخذ فيها الأزمة أوجهًا أكثر تعقيدًا.

وتوقع "يشيلطاش" في مرحلة ما بعد الرقة أنه سوف يصعب على سوريا، الحفاظ على وحدة ترابها الوطني، لاسيما في ظل الدعم السخي الذي تقدمه الولايات المتحدة لقوات "قسد"، والدعم الروسي – الإيراني لما تبقى من نظام الأسد، وأن هذا الوضع سوف يُحدِثُ تحولات مهمة في آليات الصراع والحرب السورية، التي سوف تكون مسألة حياة أو موت بالنسبة للبعض، فيما سوف تكون مسألة نفوذ بالنسبة للبعض الآخر.

وبتلخيص نظرة "يشيلطاش" إلى الحرب السورية بشكل شامل، نستطيع القول إن المرحلة الجديدة سوف تتميز بصراعات أكثر دموية على الأرض، وصعوبة سيطرة العناصر المحلية أو الإقليمية أو الدولية على هذا الصراع، الذي سوف يغدو في الواقع أزمة متفاقمة عمادها السيطرة على أراضٍ أكثر، عبر تغذية الصراعات العرقية والطائفية على المستويين المحلي والإقليمي.

 

مقالات ذات صلة

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي

مصادر تكشف طريقة تنقل ميليشيات شرق سوريا

نظام الأسد يطلق النار على مدنيين حاولوا كسر حصار مخيم الركبان

تفاقم الأزمة الإنسانية في مخيم الركبان جنوب شرق سوريا

لماذا أعادت "قسد" تشكيل مجلس دير الزور العسكري

إيران تواصل تحركاتها وتبديل مواقعها بعد استهدافها من "التحالف"