بلدي نيوز - حماة (أحمد العلي)
تُسيطر الميليشيات المسلحة التابعة للنظام على مدينة السلمية بريف حماة، وتفرض سطوتها الأمنية على تفاصيل الحياة فيها، ما أدى إلى انتشار الفوضى ومظاهر السلب والنهب والفساد، وسط اللامبالاة المعهودة من حكومة الأسد، بأهالي وسكان المدينة.
منذ بداية الحراك السلمي وانطلاق الثورة الشعبية في سوريا، يُعاقب نظام الأسد مدينة السلمية بريف حماة الشرقي، بسبب تأييدها للثورة وخروج الكثير من أهلها وسكانها في المظاهرات المناوئة للنظام، وتخلف الكثير منهم عن الخدمة الإلزامية في قوات النظام.
وقال مصدر مسؤول داخل مدينة السلمية فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، لبلدي نيوز: "تعتبر مدينة السلمية تحت إشراف شبكة آغا خان للخدمات الإنسانية، والتي يشرف عليها مجموعة فاسدة من المسؤولين والمقربين من النظام، وهذا ما انعكس سلباً على المدينة وأهلها، الذين يعانون من سوء الأوضاع الخدمية، من الماء والكهرباء والنظافة وسواها".
وأضاف: "آخر هذه المظاهر تتجلى في انتشار أكوام أكياس القمامة والنفايات في شوارع المدينة وأحيائها، وتجمع الحشرات والذباب والبعوض عليها، فتحولت مدينة السلمية، مكباً واسعا تتجمع فيه شتى أنواع الأوساخ باعثة جملة من الجراثيم والأوبئة والأمراض التي تهدد الصحة العامة للناس".
ونوه المصدر إلى أن "هنالك تمييزاً بين سكان بعض الأحياء عن غيرهم، فالأحياء التي يقطنها الشبيحة وعناصر ميليشيا الدفاع الوطني، يتم تنظيفها يوميا على عكس بقية الأحياء التي تمتلئ بالأوساخ والأوبئة".
وأشار المصدر: "وما زالت السلمية تعاني حتى اليوم، من ظاهرة الخطف والسلب، حيث خُطف المئات من السوريين ومن أهالي السلمية من قبل العصابات التابعة للنظام، ودفع ذوي المخطوفين الملايين من أجل ذلك، إلا أن ذلك لم يجدِ نفعاً" مضيفاً "تبدو السلمية وكأنها تحت حكم عصابات، فالقتل واللصوصية يخيمان على المدينة".
ويعاني أهالي مدينة السلمية من استشراء الفساد واللصوصية والخطف والسلب، وانشار القمامة والأوبئة، دون أي اهتمام من حكومة النظام، المشغولة بالتصريحات والوعود، وسرقة مقدرات الشعب وثروات أرضه، حتى وصل الحال بالكثير من أهالي السلمية على إطلاق اسم "شيكاغو السورية" على مدينتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن سخطهم وسخريتهم، من أحوال مدينتهم التي من المفترض أن تكون تحت إشراف حكومة تحترم مواطنيها.