بلدي نيوز – (عبدالعزيز خليفة)
يبدأ، اليوم الثلاثاء، في الرياض لقاء يضم معظم الكتل السياسية السورية المعارضة لنظام الأسد، بالإضافة إلى مشاركة فصائل عسكرية تقاتل النظام وتنظيم "الدولة" منها (أحرار الشام، الجبهة الجنوبية، جيش الإسلام)، ومعارضين سياسيين مستقلين، بغياب لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وتحالف قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل التحالف الدولي.
وقالت وزارة الخارجية السعودية إن "المملكة ستوفر كافة التسهيلات الممكنة لتتمكن المعارضة السورية من إجراء المفاوضات فيما بينها وبشكل مستقل" للخروج بموقف موحد وفق المبادئ المتفق عليها في بيان جنيف1".
ونوهت الخارجية إلى أنها "وجهت الدعوة لكافة شرائح المعارضة السورية المعتدلة بمختلف فئاتها وتياراتها وأطيافها العرقية والمذهبية والسياسية داخل سوريا وخارجها للمشاركة في اجتماع موسع للمعارضة السورية في العاصمة الرياض" وأشارت إلى أنه "تم توجيه الدعوات بناء على التشاور مع معظم الشركاء في الأطراف الدولية الفاعلة، ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا".
ويهدف الاجتماع بشكل أساسي للخروج بموقف موحد من نظام الأسد، يمكّن المعارضة السورية من الدخول في مفاوضات مع وفد ممثل عن النظام لاحقا، تنفيذا لمقررات مؤتمر فينا2 في تشرين الثاني/نوفمبر.
لكن نظام الأسد يصنف بعض الجماعات التي دعيت إلى المؤتمر بالمعارضة "الوطنية"، وهي التي يسمح لها بالعمل "تحت سقف الوطن"، كما لا ترفع هذه التيارات علم الثورة السورية وما زالت تعقد اجتماعاتها تحت راية النظام، حيث نقلت شبكات إعلامية تسريبا صوتيا مسجلا للمعارض لؤي حسين مع نائبه منى غانم، يصف الثورة بأنها "ثورة أوباش" وأن "صرماية أصغر عنصر بالمخابرات أشرف من هذه الثورة"، على حد زعمه.
بالمقابل يصر الائتلاف الوطني وشخصيات معارضة تعمل خارج الائتلاف وفصائل الثورة على رحيل نظام الأسد، وموقفهم تقريبا متطابق حول نظام الأسد وتنظيم "الدولة" التي تقاتلهما الفصائل العسكرية التي دعيت إلى المؤتمر.
حتما هذا يعني أن المؤتمر الذي يهدف للوصول إلى توحيد المعارضة، سوف يشهد خلافات حادة لوجود تباين بالمواقف بين المعارضة السورية التي تمثلها الفصائل العسكرية والائتلاف الوطني الذي كان قاد مفاوضات جنيف العام الفائت من جهة، ومعارضة الداخل السوري ممثلة بـ "تيار بناء الدولة" بقيادة لؤي حسين، وهيئة التنسيق برئاسة حسن عبدالعظيم والتي تضم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، علماً أن الأخير لم يدعى إلى المؤتمر، فقرر عقد مؤتمر بالداخل السوري بحضور معارضة بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الرياض، وهذه ما يؤكد أن بعض الأطراف السياسية المشاركة بالمؤتمر ما زالت تلعب على الحبلين، واحد مع الثورة وأخر مع النظام.