بلدي نيوز – درعا (خاص)
بعد دخولها يومها السادس، تستمر الهدنة في الجنوب السوري بمحافظتي درعا والسويداء، على الرغم من الخروقات المتكررة هنا وهناك التي تنفذها قوات النظام خلال القصف المدفعي على بعض قرى وبلدات حوران والقنيطرة، دون أي تعويل كبير من قبل المدنيين.
إلا أن البعض منهم يرون فيها فرصة لالتقاط الأنفاس بعد أشهر من العمليات العسكرية التي كان المدنيون فيها الخاسر الأكبر، دون أي تورع من قبل النظام في ظل استخدامه القوة المفرطة والقصف العشوائي على المدن والأحياء السكينة في محاولة منه للانتقام إثر الفشل المتكرر في اختراق الخطوط الدفاعية لفصائل الثوار في درعا على الرغم من الدعم الجوي الروسي والمساندة من قبل مئات عناصر الميليشيات الطائفية.
"عبد العزيز"، وهو مدني في ريف درعا يرى أن "الهدنة في شكلها الحالي هي لصالح النظام الذي فشل مرارا وتكرارا في التقدم ولو شبرا واحد في درعا، وما قام به النظام وفرض عليه من هدنة ووقف إطلاق نار استغلها أفضل استغلال في تحريك قواته نحو جبهات أكثر حساسية مما حقق هل بعض التقدم في البادية".
وأضاف عبدالعزيز: "النظام سيستغل أي فرصة للهجوم من جديد على درعا، وعندئذ لن يأبه لأي تفاهمات إقليمية طالما أنها لم تحقق مصالحه".
بدوره، قال"أبو علي" وهو رب أسرة في درعا: "لست كبعض الشباب العازب من الثوار في درعا الذين نذروا حياتهم مخلصين لنصرتنا والذود عن أعراضنا، فإنني كأي أب بسيط، سأظل دوما مع أي تهدئة أو وقف إطلاق نار يجمع شمل عائلتي من جديد تحت سقف واحد، ولو ليوم واحد وفي منزلنا الذي هجرناه خشية القصف والقذائف المنهمرة من قوات النظام".
فيما اعتبر "أحمد" وهو مقاتل في الجيش الحر، بدرعا أن "الهدنة فرضت عنوة على النظام كما فرضت علينا نحن وهذا واضح للجميع، وما علينا فعله هو الاستفادة من الهدوء الحالي لتحصين جبهاتنا بشكل أكبر وتحريك القوات إلى جبهات غير مشمولة بوقف إطلاق النار كالبادية مثلا لمساندة إخواننا هناك الذين يتعرضون لحملة شرسة من قبل النظام ومليشياته".
ولا يزال الغموض يحيط بالتفاهم والاتفاق الروسي الأمريكي في الجنوب السوري، والذي أعلن فيه عن تنفيذ وقف إطلاق نار منذ صبيحة يوم الأحد الماضي تحت ضمانات من قبل الدولتين من عدم خرق أي الأطراف لها، وذلك دون وضع أي خطوط عريضة أو آليات مراقبة من شأنها الحد من تكرار الخروقات.