The New York Times - ترجمة بلدي نيوز
نيقوسيا - قبرص
قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، يوم الخميس: "إن تم التوصل إلى اتفاق لتنحي بشار الأسد عن السلطة، فإن تحالفاً يضم الأميركيين والروس والقوات السورية يمكنه أن يقضي على الدولة الإسلامية، وستكون فقط مسألة اشهر".
وقد كانت تصريحات السيد كيري، في كلمة أمام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بلغراد، صربيا، صباح يوم الخميس، وهي أول مرة يعلن علناً عن جدوى وسرعة الجهد المنظم للقضاء على التنظيم الإرهابي، مضيفاً: "دون إيجاد القوات البرية وإعدادها للقضاء على داعش، لن يكون هناك نصر من الجو، ونحن نعرف ذلك".
غير أنه لم يحدد من هي هذه القوات، ومن أي مكان ستأتي، ولكن مساعديه في وقت لاحق قالوا أنه "يجب أن تكون من السكان الأصليين للبلد".
السيد كيري، والذي وصل إلى قبرص في وقت لاحق اليوم للمساعدة في دفع أول فرصة منذ عقود لتوحيد القبارصة اليونانيين والأتراك تحت راية واحدة، قال: "إن الجهود الدبلوماسية في سورية يجب أن تتطابق مع الضغط العسكري"، وهو الأمر الذي جادل به لأسابيع.
ولكن في الحين الذي يصرح فيه المسؤولون الامريكيون بضرورة تنحي الأسد، من الواضح أنهم لا يريدون أن يحصل ذلك بسرعة كبيرة، فإزالة الأسد المفاجئة قد تخلق فراغاً في دمشق، سيحاول تنظيم "الدولة" استغلاله.
وأضاف: "إذا كنا قادرين على تأمين هذا النوع من الحل السياسي لكم أن تتخيلوا مدى سرعة القضاء على هذه الآفة ... في غضون أشهر"، يقول السيد كيري.
الخطوة الأولى في خطة كيري هي التفاوض على وقف إطلاق النار بين الثوار وقوات بشار الأسد ولكن ذلك لا يشمل "الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة"، وهي فرع من تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى العمل على تحديد من تشمل قائمة "الجماعات الإرهابية" ومن خارجها، وهو أمر معقد، فحكومة الأسد وأنصاره في روسيا وايران يسعون لتعريف أكثر اتساعاً بحيث يشمل الإرهاب من الغرب وحلفائه العرب، وقال الرئيس أوباما قبل عدة أيام أنه يتوقع أن لا تستجيب روسيا بسرعة إلى وقف قصف بعض الجماعات المدعومة من قبل الولايات المتحدة.
في الأمم المتحدة، عبر الأمين العام بان كي مون عن أمله بتمهيد الطريق لوقف إطلاق النار في سوريا في وقت مبكر من كانون الثاني، أما الخطوة الكبيرة التالية للتفاوض على الشروط، فمن المرجح أن تتم في نيويورك في 18 كانون الأول، بحيث تُحضر كل من الولايات المتحدة الامريكية وروسيا حلفائهما في المنطقة إلى طاولة المفاوضات، وذلك للمرة الثالثة في غضون ثلاثة أشهر، بعد الاجتماعين اللذين عقدا في تشرين الأول و الثاني، وجمع جميع المتنافسين في المنطقة، إيران والمملكة العربية السعودية وتركيا - مع كل الرهانات العميقة في الحرب السورية.
لكن الحديث عن السلام يأتي جنباً إلى جنب مع الغارات الجوية الكثيفة على سوريا، والتي تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المتردية هناك أصلاً.
قال مجلس اللاجئين النرويجي يوم الخميس، أن طرق تقديم المعونة والإمدادات قد قطعت، وأن القتال قد دمر المستشفيات والمدارس والمخابز، مما اضطر المجلس إلى وقف معظم عملياته الإنسانية في جزء كبير من شمال سوريا.
وأضاف: "إن الجهات الإنسانية الفاعلة على أرض الواقع تخشى أن يؤدي تكثيف التدخل العسكري إلى تقويض أي آمال لإجراء محادثات سلام حقيقي"، وفي بيان للأمين العام للمجلس، يان إيجلاند قال فيه: "نحن تُركنا مع مهمة مستحيلة لرعاية عائلات قد فرت من القصف أكثر من أي وقت مضى ".
وصول السيد كيري إلى قبرص، حيث التقى القادة القبرصيين من الطرفين اليوناني والتركي، كان الهدف منه تهدئة نزاع إقليمي يبدو مستعصياً ولكنه يشهد انفراجات، حيث عبر مساعدو كيري عن أملهم لوضع حد لتقسيم قبرص، ربما مع حكومة اتحادية ضعيفة واثنين من السلطات الإقليمية القوية، بحيث تكون مثالاً يحتذى به في منطقة تشهد انقسامات واضطرابات.
وقال مسؤولون أميركيون أن هناك محادثات بشأن كيفية فرز الممتلكات، والتصويت الذي سيعكس أين سيعيش القبرصيون الأتراك واليونانيين وكيف سيصوتون، وهي أمور بدأت تقترب من الحل.
وقال السيد كيري للصحفيين وهو في طريقه إلى عشاء مع قادة القبرصيين من الجانبين: "أنا مقتنع أكثر من أي وقت مضى أن قرار التقسيم الذي طال أمده في قبرص أصبح في متناول اليد".