هل توقع موسكو حليفها "بشار" في الفخ الأمريكي؟

بلدي نيوز – (منى علي)

كشفت وسائل إعلام روسية عن سيناريوهات يتم تداولها في مواقع صنع القرار تقضي بزيادة دعم نظام الأسد ليستطيع الرد على الهجمات الأمريكية التي تستهدف قوات النظام وحلفاءها من الميلشيات الطائفية، وقالت إن هذه "السيناريوهات" تحظى بدعم برلماني واسع في البرلمان الروسي.

وتأتي هذه السيناريوهات ضمن حزمة الخطط التي تعدها موسكو لإيقاف أو مواجهة التمدد الأمريكي في البادية السورية والرقة، ولإجبار إدارة ترامب على الكف عن استهداف قوات النظام، حيث إن الضربات المتكررة والموجعة والحاسمة، توقف بشكل كامل خطط روسيا وإيران ونظام الأسد الهادفة للسيطرة على البادية السورية، وإنشاء الممر الإيراني من طهران إلى الضاحية الجنوبية في لبنان عبر دمشق وباديتها.

ومع التصعيد الروسي بعد كل ضربة يوجهها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لقوات الأسد وحلفائها، يكتفي جيش الأسد وسياسيوه بالتنديد بـ"دعم واشنطن للإرهاب" واتهامها بالتنسيق مع تنظيم "الدولة"، إلا أن تكرار الضربات والحيلولة بين إيران وروسيا والسيطرة على طرق البادية، جعل روسيا تفكر ببدائل لا تكون فيها طرفا مباشرا في المواجهة، فكان اقتراح أن تكون المواجهة "شرعية" من طرف نظام الأسد، فهل يقع نظام الأسد في الفخ ويتورط بمواجهة مع الجيش الأمريكي الذي أعطاه ترامب أمس الثلاثاء صلاحيات أوسع في سوريا، ويكون بذلك في مواجهة مباشرة مع "جنون" ترامب الذي لا يمكن توقع ردود أفعاله؟.

الصحفي السوري إياد عيسى، يرى "أن هذه السيناريوهات هي محاولة للحفاظ على صورة يوتين التي عممتها البروباغندا الروسية ومفادها أنه (الرئيس الذي لا يقهر)، وسيعيد هيبة روسيا لتحتل مكانة الاتحاد السوفيتي السابق، وهذه الصورة عززتها إدارة أوباما ومواقفها وخصوصاَ في الساحة السورية التي بدت وكأنها ساحة مواجهة بين الطرفين وهي لم تكن كذلك في حقيقة الأمر، في حين أن ترامب يتفوق على بوتين في حب الظهور وتصوير نفسه كرئيس استثنائي لأقوى دولة في العالم فقدت هيبتها ومكانتها أيام أوباما".

ويستبعد الصحفي "عيسى" أن يرد جيش الأسد على الضربات الموجهة إليه، "لأنه يعرف أن واشنطن سترد الصاع صاعين في سياق الحفاظ على صورة ترامب كذلك، كما أن موسكو لن تزود جيش الأسد بأسلحة تشكل تهديداً حقيقياً للجيش الأمريكي، لأن ذلك من شأنه أن يستفز واشنطن لإعطاء الضوء الأخضر لتزويد بعض فصائل المعارضة السورية المقاتلة بمضادات طائرات محمولة على الكتف وهذا آخر ما يرغب بوتين برؤيته".

وعن تقييم الموقف الروسي من سوريا، أضاف الصحفي السوري في حديث لبلدي نيوز أن الموقف الروسي يبدو أكثر وضوحاً من أي وقت مضى بتمسكه ببشار الأسد، ولم تعد موسكو تتردد في إعلان ذلك صراحة بل تأكيده في أكثر من مناسبة، وأي سيناريو يقتضي التخلص من بشار الأسد يجب أن يتم في إطار تفاهم أمريكي – روسي على عدة ملفات في العالم أهمها أوكرانيا، وهذا لم يحدث ولن يحدث على المدى القريب نظراً لتفاعل قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية وتواطؤ فريق ترامب معها.

وأكد عيسى أن أي حل مستقبلي لا بد أن يفرض رحيل بشار الأسد وتحجيم الدور الإيراني في المنطقة، وهذا ما تحاول موسكو ومن خلفها طهران تجنبه بإعادة رسم وترتيب خرائط تفرض وقائع على الأرض.

سوابق نظام بشار الأسد مع "إسرائيل" تشي بأنه لا يمكن أن يتورط بأكثر من الجعجعة والقصف الإعلامي والاحتفاظ بحق الرد، حتى ولو حلقت الطائرات "المعادية" فوق قصره كما حدث في عام 2006 حين حلقت طائرات إسرائيلية فوق قصره آنذاك. إلا إن أرادت روسيا التخلص منه بتوافق من تحت الطاولة مع الولايات المتحدة في خطة متكاملة لتقاسم النفوذ في سوريا وفق مصلحة الأطراف التي تملك الحل والربط على الأرض السورية.