بلدي نيوز – (خاص)
يشن نظام الأسد معركتين بالتوازي وذلك بعد توقيع اتفاق "خفض التصعيد" الذي نتج عن اجتماع أستانا الأخير، مما سمح له سحب معظم قواته والميليشيات الإيرانية من المناطق الشمالية ووسط سوريا والتوجه لفتح معركتين ضخمتين، الأولى نحو درعا والثانية باتجاه ديرالزور، ويسعى النظام وإيران من خلال ذلك إلى إجبار الولايات المتحدة الأمريكية للتنازل عن إحدى المنطقتين.
وهو الأمر الذي أوقع زعماء البيت الأبيض وجنرالات البنتاغون في أزمة؛ ففي حال تقدم النظام والميليشيات الإيرانية نحو درعا فسوف تحقق طهران هدفها بالقضاء على المدينة التي انطلقت منها الثورة السورية، أما التنازل عن دير الزور فهذا يعني أن إيران نجحت في وصل طريقها من طهران إلى دمشق عبر بغداد.
وفي كلا الخيارين السابقين تكون واشنطن قد فشلت في سياستها التي ترتكز على احتواء إيران، وهذا الأمر لن يتم إلا عبر قطع الطريق عليها ومحاصرتها، وإبعاد ميليشياتها عن حدود حلفائها وعلى الأخص مع إسرائيل لتجنب أي محاولة ابتزاز لاحقة.
وعلى هذا الأساس فأن واشنطن وقعت في مأزق تحاول الخروج منه بأسرع وقت، وذلك عن طريق إنهاء معركة الرقة وتوجيه قوات "قسد" باتجاه مدينة دير الزور، حيث أن عدد عناصر القوات التي تدعمها واشنطن في التنف والبادية السورية غير كافي لخوض معركة دير الزور، أو التفاهم مع روسيا للقبول بدخول النظام إلى درعا وفتح معبر تجاري مع الأردن بشرط أن تصاحبه قوات روسية كما حدث في حلب وليس الميليشيات الإيرانية.
وأعلن المجلس المحلي لمحافظة درعا في بيان له أن المنطقة منكوبة بسبب القصف واستهداف المنشآت الطبية والحيوية، وناشد المنظمات الدولية بمساعدة الأهالي، فيما أثنى الائتلاف الوطني السوري المعارض على صمود أبناء درعا.
وأوضح مصدر في المعارضة السورية لـبلدي نيوز أن نوعية القصف الذي تتعرض له درعا يشابه إلى حد كبير ما حدث في حلب، متوقعاً أن يكون هناك تفاهم دولي بين روسيا وأمريكا على أن يصل النظام إلى الحدود الأردنية وفتح معبر تجاري معها.
في حين أصدر ممثلون عن فصائل عسكرية وفعاليات مدنية وعشائرية في محافظة دير الزور بياناً مشتركاً، أكدوا فيه على أن إيران بلد محتل، وتسعى إلى تحقيق أطماع توسعية في المنطقة.
وأكد البيان رفض "الاحتلال الإيراني" بكافة أشكاله، معتبرين الجيش السوري الحر من أبناء دير الزور وعشائرها "الممثل الوحيد والشرعي" لانتزاع المحافظة من تنظيم "الدولة".