بلدي نيوز – (منى علي)
دقت الطبول فرحاً في "سوريا الأسد" فور إعلان ثلاث دول خليجية ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر، أمس الاثنين، في مفاجأة مدوية طغت على أحداث العالم، واستحوذت على اهتمام قاراته الخمس.
"سانا" تصب الزيت على النار
ولعل أكثر وأكبر الشامتين على الإطلاق، كان نظام الأسد، الذي عبّر إعلامه بمباشرة وفجاجة عن فرحته العارمة، غير منتصر لطرف على آخر في الأزمة، حيث يعتبر جميع أطراف الأزمة أعداء له، باستثناء مصر، التي تحدث عنها بشكل مغاير في سياق تغطياته المطولة للخبر.
المنبر الرسمي الأول لنظام الأسد، وكالة "سانا"، تناولت الأزمة في تقرير مطول تحت عنوان: "الأزمة بين ممالك وإمارات الخليج تتصاعد.. أنظمة السعودية والإمارات والبحرين تقطع علاقاتها مع مشيخة قطر"، مرفقة صورة مشوهة يتوسطها علم إسرائيل وتجمع العاهل السعودي الملك سلمان وأمير قطر الشيخ تميم.
وأوردت الوكالة الأخبار التي بثتها وسائل إعلام العالم عن الحدث تباعاً، مع استخدام مصطلحات "النظام السعودي، النظام البحريني، نظام الإمارات، النظام القطري"، أما مصر فقد تعاملت الوكالة معها باحترام، واستخدمت المصطلحات الرسمية "جمهورية مصر، وزارة الخارجية المصرية.."!.
أما أسباب الشقاق، فأرجعته وكالة نظام الأسد إلى "صراع إرهابي"، حيث قالت: "ووفق الكثير من المراقبين فإن صراعا كبيرا بين ممالك ومشيخات الخليج يدور منذ فترة بسبب الخلاف حول حجم الأدوار والقدرة على التأثير في مسار المخططات التي تستهدف دول المنطقة وكذلك الهيمنة والسيطرة على التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق وغيرها من الدول والتي تكفلت هذه الممالك والمشيخات بدعمها وتمويلها وتسليحها بإيعاز من الإدارة الأميركية وحلفائها الغربيين والعمل على نشر الفكر الوهابي المتطرف في العالم".
المعارضة.. حياد إيجابي
ومقابل الموقف اللاأخلاقي تجاه دول عربية من نظام يدعي أنه "قلب العروبة النابض"، التزمت المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، وبمختلف مؤسساتها الرسمية والمدنية، الحياد الإيجابي، فلم يصدر أي تصريح أو بيان ينحاز لطرف على حساب آخر في الأزمة، بيد أن الآراء الشخصية كانت حاضرة وهي تعبر بالضرورة عن أصحابها ومواقفهم، وكان كثير منها يصب في خانة ضرورة النأي وتمني الخير والحل الودي وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول الشقيقة.
جهات مغرضة، محسوبة على نظام الأسد غالبا، حاولت فبركة بيان وإلصاقه بـ"جيش الإسلام"، المحسوب أو المقرب من السعودية، زعمت فيه مهاجمة جيش الإسلام لدولة قطر واتهامها بدعم الإرهاب، وهذا ما قد يفضي إلى تعزيز الاقتتال الحاصل في الغوطة بين جيش الإسلام من جهة و"فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام" من جهة أخرى، إلا أنه سرعان ما تبين أن البيان مفبرك ومزور ولم يكترث له أحد.
أبواق وأخلاق!
وئام وهاب، أحد أبرز شبيحة وأبواق نظام الأسد و"حزب الله"، دعا مصر إلى "إنهاء" دولة قطر، واعتقال أميرها الشيخ تميم بن حمد.
وقال في تغريدة عبر حسابه في "تويتر": "لماذا لا ترسل مصر مئة عسكري وتعتقل شويخ قطر، بعدما ثبت أنها تغذي إرهابيي مصر؟".
أما الرد فجاء بسيطاً وجامعاً من الكاتب السياسي السوري محي الدين لاذقاني، الذي غرد قائلاً: "للمتحمسين للصيد في بحر الأزمة الخليجية: غدا يتصالحون وتخرجون بسواد الوجه".
واستعاد "لاذقاني" مقولة خالدة لأديب السعودية وسفيرها "غازي القصيبي"، يقول فيها: "دعوا الشعوب ولا تزجوا بها في الخلاف، الشرخ بين الزعامات يسهل رأبه، أما الشرخ بين الشعوب فيورث حقداً أسود، تتوارثه الأجيال".