هل ينجح "إعلان الرياض" بوأد الوهم الإيراني في سوريا؟ - It's Over 9000!

هل ينجح "إعلان الرياض" بوأد الوهم الإيراني في سوريا؟

بلدي نيوز - (ميرفت محمد)
"تشكل إيران رأس حربة الإرهاب العالمي" جزء مما قاله العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، بمشاركة الرئيس الأمريكي (دونالد ترمب)، وأمام قادة وممثلين عن 55 دولة عربية وإسلامية.
وفي تطابق تام مع موقف العاهل السعودي، قال (ترامب) "إن إيران تدرب وتسلح الميليشيات في المنطقة وكانت لعقود ترفع شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل وتتدخل في سوريا"، فقد ركزت هذه القمة على الإرهاب الإيراني، وكانت منطلق تشكيل تحالف عربي-أمريكي يتخذ من التصدي للتوسع الإيراني استراتيجية، ويعمل على عزل إيران، التي نشرت الدمار، ودعمت النظام السوري في ارتكاب جرائمه بحق الشعب السوري.
بعد القمة التاريخية، كيف سيتعامل الحلفاء الجدد مع طهران، وما هي آليات إخراجها من سوريا والمنطقة العربية؟
طهران في وضع الأضعف
يعتقد الكاتب والصحفي السوري (رامي زين الدين) أنه لا يمكن النظر إلى نتائج القمة الأمريكية السعودية إلا من باب المصالح المشتركة، وتحديدًا الاقتصادية منها التي تحكم علاقة أي دولة بأخرى.
وفيما يتعلق بالصراع الخليجي-الإيراني، إن كان في اليمن أو سوريا أو العراق، يقول (زين الدين) إن الحديث عن إخراج إيران يعني لوي أذرعتها في المنطقة، ولدول الخليج أولويات بطبيعة الحال، ويبين (زين الدين) خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" أنه "قد تأتي سوريا في درجة متأخرة قياسًا باليمن، ولذلك لا يمكن الجزم بما تمّ الاتفاق عليه إذا افترضنا أن اتفاقاً حصل فعلاً فيما يتعلّق بسوريا، فهناك تحليلات كثيرة في هذا الصدد، منها ما يتحدث عن عمل عسكري برعاية أمريكية وقوات عربية وتركية، ومنها ما يرجّح استمرار الضغط السياسي على الروس"، ويتابع القول "المعروف، وفق ما تشير معطيات سابقة، هو وجود صفقة خليجية روسية غير معلنة، تتولى بموجبها موسكو الملف السوري على أن تقصي طهران، وهو ما شهدناه فعلاً في السنتين الأخيرتين، من تراجع للدور الإيراني عسكرياً وسياسياً، مقابل تنامي الدور الروسي".
ويخلص (زين الدين) إلى أنّ طهران في وضع أضعف مما كانت عليه مع بداية تدخّلها في سوريا، لذلك فإن التقارب الأمريكي السعودي بعد سنوات عجاف شهدتها فترة أوباما، سيكون مقلقًا لطهران، مستدركًا "لكن سنعود إلى المنطلق، المصالح، فهي اللغة القائمة بين الدول المتصارعة، اللهجة الأمريكية تبدو اليوم تصعيدية تجاه طهران، وربما تتصاعد أكثر أو تتغير، كل ذلك رهن بالتنازلات والمكاسب التي سيتكشف عنها في القادم من الأيام".
إيران محاصرة سياسيًا واقتصاديًا
يرى المحلل السياسي (عبدالعزيز عجيني) أن التحالف الجديد بين الولايات المتحدة ودول المنطقة وضع إيران في مأزق سينهي أحلامها التوسعية المذهبية، ولذلك هي ستقوم بخطوات مهادنة ستدفع بها إلى التراجع أمام الحلف الجديد.
ويؤكد (عجيني) في حديث لبلدي نيوز أن محاصرة إيران سياسيًا واقتصاديًا أصبحت أمرًا في غاية السهولة بعد أن تم تمهيد المسرح الإقليمي جيدًا من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، وهذا لوحده كفيل بانهيار منظومتها السياسية من الداخل، فإشعال ربيع إيراني في داخل إيران لا يحتاج إلا لصافرة البدء، حسب عجيني، الذي يضيف "إيران ستكون أمام خيارين، أولهما المتابعة في الحرب السورية وهنا ستكون مهددة داخليًا، والخيار الثاني هو الخروج من سوريا حفاظًا على تماسكها في الداخل الإيراني، فقد أصبحت المقايضة واضحة وعلى القيادة الإيرانية الاختيار بين بقاءها في سوريا واستقرار إيران ذاتها، فشعوب المنطقة أصبحت معبأة ضد لإيران ولا يحتاج الأمر كثيرًا من الجهد لإشعال الفتيل في الداخل الإيراني".
ويرى (عجيني) أن إخراج إيران من سوريا لن يحتاج لعمل عسكري واسع النطاق، وذلك لأن انسداد الأفق الاستراتيجي أمامها سيكون كافيًا لانكفائها ووقف تدخلاتها في دول المنطقة وهذا ما تريده الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة.
إرهاصات عقاب إيران لم تظهر بعد
قبل أيام، قررت إيران اختيار الثوب الإصلاحي بتجديد انتخاب حسن روحاني في ولاية رئاسية جديدة، وفي أول أيام روحاني بهذه الولاية يدرك ساسة إيران خطورة تشكيل تحالفًا استراتيجيًا بين دول الخليج والولايات المتحدة لمواجهة طموح بلادهم التوسعي.
يستبعد الباحث المصري في القانون الدولي والعلاقات الدولية (محمد حامد) فكرة هزيمة إيران في سوريا في المنظور القريب، ويقول أن الرئيس الأمريكي (ترمب) لا يستطيع تحقيق ذلك، لكنه سيبدأ في تهديد الكيانات الأضعف من إيران مثل محاربة تنظيم الدولة (داعش)، واتخاذ إجراءات عقابية ضد حزب الله اللبناني خاصة في سوريا.
ويرى (حامد) أن إرهاصات عقاب إيران لم تظهر بعد، رغم أن استمرار انتقاد ترمب لإيران، مضيفًا "ربما يوجه ضربة محدودة لإيران، كما حدث في ضربه لمطار الشعيرات في إطار رده على النظام السوري"، ويشدد (حامد) خلال حديثه لبلدي نيوز على أن إخراج إيران رغم رؤيته السابقة "ليس مستبعد"، وما يعيق ذلك هو وجود توافق روسي إيراني يرسخ النفوذ الإيراني في سوريا، ويختم بالقول "لكن هزيمة إيران لن تكون قريبة، خاصة مع فوز روحاني المعتدل الذي يرغب في استثمارات أوروبا".

مقالات ذات صلة

واشنطن"دبلوماسيون كبار من إدارة بايدن سيزورون دمشق"

قسد تقترح حلا لمدينة عين العرب شمال شرق حلب

حسين سلامي"لم يعد لإيران أي وجود عسكري حالياً في سوريا"

أمريكا تجري مراجعة لتصنيف "تحرير الشام" بعد تجاوبها

ما ابرز النقاط التي جاءت باتصال وزيري الخارجية التركي والامريكي بشأن سوريا

سيناتور أمريكي لفصائل المعارضة "فليكن الله معهم، ولسوريا الحرية"

//