بلدي نيوز – (منى علي)
صعدت واشنطن لهجتها مجدداً تجاه رأس النظام السوري، بشار الأسد، ونبشت عميقاً في ركام جرائمه، حيث قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية، أمس الاثنين، إن الولايات المتحدة لديها دليل على أن نظام بشار الأسد أقام محرقة للجثث قرب سجن صيدنايا قرب العاصمة دمشق.
وأضاف "ستيوارت جونز" القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى أن مسؤولين أمريكيين يعتقدون أن المحرقة يمكن أن تستخدم في التخلص من الجثث بسجن صيدنايا حيث يعتقد أن حكومة الأسد أمرت بعمليات إعدام جماعية لآلاف السجناء.
وأبلغ "جونز" الصحفيين في إفادة صحفية "مصادر موضع ثقة كانت تعتقد أن الكثير من الجثث تم التخلص منها في مقابر جماعية". وخلال الإفادة الصحفية عرض صورا التقطت من الجو للمحرقة، وأضاف "نعتقد الآن أن النظام السوري أقام محرقة للجثث في مجمع سجن صيدنايا حيث يمكن التخلص من رفات المحتجزين دون ترك أي دليل".
وفي فبراير شباط الماضي، ذكرت منظمة العفو الدولية أن ما بين 20 و50 شخصا في المتوسط كان يتم إعدامهم كل أسبوع في سجن صيدنايا العسكري شمالي دمشق. وأضافت أن ما بين 5 آلاف و13 ألف شخص أعدموا في سجن صيدنايا خلال أربع سنوات فقط من عمر الثورة السورية التي دخلت عامها السابع.
التصعيد الجديد يأتي قبل الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية، أولى محطاته في أول زيارة خارجية له كرئيس للولايات المتحدة، حيث دعت السعودية أكثر من 40 رئيسا وملكاً لتحويل اللقاء إلى "قمة أمريكية عربية إسلامية"، وهناك سيتم حتما التطرق إلى القضية السورية ومصير سفاح العصر بشار الأسد.
"هديل عويس" رأت أن "إدارة ترامب تقارب مجازر الأسد بالهولوكوست (أفران لحرق البشر وأسلحة كيماوية) لتهيئ الداخل الأميركي قبل قمة الرياض التي سيرسم فيها مصير الأسد".
الخطوات الأمريكية ضد الأسد بدأت بضربة عسكرية لمطار الشعيرات عقوبة لنظام الأسد على قصف خان شيخون بأسلحة كيماوية، تلاها وصف ترمب لبشار بـ"الحيوان" الذي يقتل الشعب بالأسلحة الكيماوية، قبل أن يؤكد ترامب شخصياً لروسيا أن لا مكان للأسد في مستقبل سوريا، ذلك ما قاله صراحة لوزير الخارجية سيرغي لافروف حين التقاه في واشنطن في العاشر من أيار الجاري.
أما الضربة القاصمة –كما يراها محللون- فتكمن في الصفحة الجديدة التي فتحتها واشنطن في كتاب جرائم الأسد، حيث إن مقارنة جرائمه بجرائم النازية والحديث عن "المحرقة" تحديداً، يجعل من الصعب على أي أحد الدفاع عنه مجدداً.
وفي هذا الصدد، قال الكاتب السياسي السوري محي الدين لاذقاني "آخر الرتوش لمقارنة الأسدية بالنازية اكتملت فقد بدأت بصور آلاف ماتوا تحت التعذيب ثم أُطرت بالغاز واليوم اكتشاف محرقة بصيدنايا لإحراق الجثث"، ونبه لاذقاني إلى وجود طرق أبشع وأفظع استخدمها نظام الأسد لتصفية المعتقلين، ومنها "فرامة الشمندر".
ومع وجود أدلة تثبت تورط نظام الأسد باعتقال أكثر من 200 ألف شخص منذ بداية الثورة، في أقل تقدير، نفى نظام الأسد عبر رأسه وكبار مسؤوليه أن يكون هناك أي معتقل سياسي في البلاد! وهذا ما يفسر غياب قضية المعتقلين عن جميع جولات مفاوضات جنيف وأستانا، فكيف سيفرج نظام الأسد عن معتقلين ليسوا لديه، وفق ادعائه!