النظام يتقدم والفصائل تتقاتل.. ما مصير السوريين الثائرين؟ - It's Over 9000!

النظام يتقدم والفصائل تتقاتل.. ما مصير السوريين الثائرين؟

بلدي نيوز – (منى علي)

قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك، إن "الحرب" في سوريا ستشهد فصولاً جديدة وضحايا آخرين، معبراً عن خوفه من أن تنتهي بلا محاسبة كما حدث في الحرب الأهلية اللبنانية، إذ عاد "المجرمون" لحكم البلد وفق تحاصص جديد، فيما لا زالت تتكشف كل فترة مقابر جماعية جديدة لضحايا تلك الحرب الطاحنة.

كلام فيسك؛ يعززه واقع اقتتال الفصائل الذي أصبح سمة في الأشهر الأخيرة بعد سقوط شرق حلب بيد قوات النظام وحلفائها أواخر العام 2016.

فبينما تواصل قوات النظام والميلشيات الطائفية متعددة الجنسيات، قضم أحياء شرق العاصمة، وآخرها القابون، الذي هُجّر أهله وثواره اليوم الأحد، بعد تهجير مقاتلي حيي برزة وتشرين، تواصل فصائل الغوطة الشرقية، الملاصقة لتلك الأحياء، الحرب فيما بينها، حيث ينشغل آلاف المقاتلين من "جيش الإسلام وفيلق الرحمن وأحرار الشام وهيئة تحرير الشام.." بالاقتتال وفتح فصول جديدة فيه، بينما يُهجّر المدنيون ويموتون جراء الحصار الخانق المضروب على تلك المناطق، من دون أن يكون لصوتهم أو مظاهراتهم أي أثر أو صدى لدى الفصائل المتقاتلة.

وفي الشمال، سيطرت قوات النظام على مطار الجراح العسكري بريف حلب، أمس السبت، وصارت على أبواب مدينة مسكنة المتاخمة لمحافظة الرقة، فيما تتجمد فصائل "درع الفرات" ولا تخوض أية معارك جديدة بعد إعلان تركيا إنهاء العمليات في ريف حلب الشمالي والشرقي، وفي إدلب يتجدد الصراع بين "هيئة تحرير الشام" و"أحرار الشام" ومعظم فصائل الجيش الحر، كما تمدد الاقتتال ليصل إلى هجوم "أحرار الشام" على حليفها السابق "فاستقم كما أمرت"، في مشهد معقد يفسر سهولة تقدم قوات النظام ووصولها إلى مناطق لم يكن أكثر المتشائمين يعتقد بوصولها إليها!.

ومع انحسار دور "المعارضة المسلحة" وعدم دخولها أية معارك حاسمة في نقاط جديدة مع النظام، وانشغالها بتصفية بعضها البعض في المناطق المحررة، يتساءل السوريون بخوف عن مصيرهم ومصير ثورتهم، وهل بات أمرهم ومصير بلدهم بيد المتحاربين؟

الكاتب الصحفي السوري "فراس ديبة" يرى أن "خيارات الشعب السوري والثورة أصبحت محدودة جدا، وهي خيارات ضيقة والكثير من الثوار وصلوا إلى حالة من فقدان الأمل، فليست المشكلة أن العسكر صادروا الحلول، بل المشكلة هي أن العسكر لم يعودوا يملكون هذه الحلول أو قادرين على اتخاذ القرار، فقد أصبحوا مرتهنين للداعم الدولي والتجاذبات الدولية والإقليمية، وبالتالي أصبحوا مسيرين ضمن لعبة كبيرة لم يعد لنا كثوار مدنيين أو عسكر أي قدرة على اتخذا القرار ضمنها".

وأضاف الصحفي "ديبة" في حديث خاص لبلدي نيوز: "ما يحصل هو ترسيم مناطق نفوذ، وهو عملية تقسيم فعلية لم تتم بالشكل السياسي، وهو تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ دولية وإقليمية، ولا يمكن في ظل الوضع الراهن الخروج بحلول وطنية وثورية فنحن عالقون كثورة في دوامة".

وأكد "ديبة" أن الشيء الوحيد الذي نراهن عليه هو أن يحصل تعارض في المصالح الدولية، مما قد يؤدي إلى انفراجات لصالح الثورة، تخفف الأضرار الناجمة عن المنظومة المفروضة على الثورة والثوار.

وختم الصحفي "ديبة" بالقول إن اليأس لا مكان له في نفوس السوريين الذين كسروا القواعد المنطقية بثورتهم التي رآها البعض مستحيلة، مؤكدا أن تضحيات السوريين "لن تنتهي بتوقيع معاهدات دولية لا ترقى إلى طموحات هذا الشعب".

 

مقالات ذات صلة

فياض"الحشد الشعبي لن يتدخل في شأن الشعب السوري، لكن العراق وسورية بمساحة أمنية واحدة"

تحديد موعد تشغيل مطار دمشق الدولي

حكومة "الإنقاذ" تتسلم مقاليد إدارة الدولة لمدة ثلاثة أشهر

إيران تعلن تواصلها مع قادة "العمليات العسكرية" في سوريا

تنسجم مع طروحات النظام.. "منصة موسكو" تصيغ رؤية للحل في سوريا

نظام الأسد يدين دعم الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا بالصواريخ البالستية

//