بلدي نيوز – (منى علي)
بدأ اللاجئون السوريون في دول الجوار تحديداً، يناقشون موضوع العودة أو "الإعادة" القسرية مع بدء سريان اتفاق مناطق "خفض التصعيد" أو ما عُرف مجازاً بـ"المناطق الآمنة"، والذي تم التوصل إليه في الجولة الأخيرة من مفاوضات أستانا، برعاية وضمانة (تركية روسية إيرانية) ودخل حيز التنفيذ منذ يومين.
وتراوحت ردود أفعال اللاجئين بين راغب بالعودة إن استقر الوضع، وبين مشكك ومتخوف من الإعادة القسرية إلى مناطق مجهولة المصير، فيما تجاهل كثيرون الأمر واعتبروه فصلاً من فصول المغامرة السورية يبطله فصل آخر يكتبه لاعبون آخرون.
المتخوفون برروا مخاوفهم بورود بند يتحدث عن عودة اللاجئين في نص الاتفاق، حيث ورد في تفاصيل نص اتفاق أستانا للمناطق الآمنة أو مناطق خفض التصعيد، بند يقول حرفيا: (*توفير ظروف مناسبة لعودة آمنة وطوعية للاجئين والأشخاص النازحين محليا).. وبناء عليه بدأت تسري شائعات في أوساط اللاجئين عن عودة أو (إعادة) محتملة إلى تلك المناطق حال تم رسوخ الاتفاق ونجاحه.. فهل يمكن أن يكون الاتفاق قد انطوى على نوايا لإعادة قسم من هؤلاء اللاجئين؟
الصحفي السوري "منهل باريش" رأى أن الاتفاق بحاجة إلى وقت لاختبار جديته ومدى التزام الأطراف الضامنة، "خصوصا أن إيران هي الجلاد والحكم في نفس الوقت"، معرباً عن اعتقاده بأن "الاتفاق لن يرى النور أو يستمر لعدة أسباب، منها الدولي ومنها المحلي".
وأضاف الصحفي "باريش" في حديثه لبلدي نيوز "اليوم القناة غير الرسمية لقاعدة حميميم تحدثت عن حق (القوات الحكومية) حسب تعبيرها، في استمرار الأعمال العسكرية في ريف حماة شمالي باعتبار أن الطرف المقابل هو (جبهة النصرة الإرهابية)".
هذا مؤشر للوضع القادم، أضف إلى ذلك أن قوات النظام لم تتوقف برياً عن التقدم أو محاولته خصوصا في محيط اللطامنة. وهذا يؤكد أن الالتزام الإيراني بالاتفاق هو مجرد كذبة"، وفق الصحفي باريش.
وعن اللاجئين ومخاوفهم، أوضح باريش "بالنسبة لقضية النازحين واللاجئين أعتقد أنه من المبكر الحديث عن عودة اللاجئين، لكن أتوقع بدء عودة بعض النازحين خصوصا الموجودين على الشريط الحدودي مع تركيا، هؤلاء من المتوقع أن يبدأوا عجلة العودة إلى ديارهم إذا توقف الطيران الروسي عن قصف المناطق المدنية المكتظة بالسكان".
واستدرك "لكن شماعة القاعدة ستعيدنا إلى يوم التدخل الروسي نهاية أيلول ٢٠١٥، عندما قصف الروسي كل شيء على أنه تابع لداعش والنصرة. وهذا ما يثير القلق ويعطي مؤشرات سلبية عن نية الروس في المراوغة" .
وأجمل الصحفي "باريش" رؤيته لقضية اللاجئين في الاتفاق بالقول "تثبيت فقرة بخصوص اللاجئين هي محاولة التفاف على القرارات الأممية المتعلقة بالأزمة السورية، وقطع طريق على فكرة الانتقال السياسي، التي تراعي عودة المهجرين قسرا رغما عن إرادتهم، وهي أحد النقاط التي حاول الروس الالتفاف عليها مع قضية المعتقلين السياسيين في أستانة٢ ."
وتعتبر أوساط ومجتمعات اللاجئين بيئة خصبة لصناعة الشائعة وترويجها، وأحيانا تقع بعض وسائل الإعلام أو تساهم بنشر تلك الشائعات خدمة لأجندات معينة، ففي خصوص عودة اللاجئين وفق اتفاق "خفض التصعيد"، سرت أنباء أو شائعات أمس الأحد بأن الأردن سيوفر قريبا ممرات آمنة لمن يرغب بالعودة إلى المحافظات السورية القريبة من حدوده!
